أمواج المد والجزر والتسونامي: الفرق بينهما وأسباب انتشارهما

تعاني البشرية من تكرار الكوارث الطبيعية، ويظل السونامي أحد أكثر الظواهر المائية دمارًا ورعبًا. لكن هناك لبسًا شائعًا بين مصطلحي “الموجات المدية” و”السونامي”، إذ يخلط الكثيرون بينهما، على الرغم من اختلافهما في الأسباب والخصائص. في هذا المقال، سنتناول الفرق بين هاتين الظاهرتين القويتين، موضحين كيف تؤثر الجاذبية والتغيرات التكتونية في تكوينهما. سنلقي الضوء على كيفية تأثير هذه الأحداث على المجتمعات الساحلية، وأهمية أنظمة الإنذار المبكر في إنقاذ الأرواح، خاصة بعد الكوارث المروعة التي جلبتها التسونامي في السنوات الأخيرة. تابعوا القراءة لاستكشاف عالم الموجات البحرية بعمق أكبر.

التمييز بين موجات المد والتسونامي

تعتبر موجات المد والتسونامي من المفاهيم التي غالباً ما يتم الخلط بينها في المحادثات اليومية، إلا أنه من المهم فهم الفروق الكبيرة بينهما. موجات المد، والتي يتسبب فيها التفاعل الجاذبي بين الأرض والقمر، تحدث بانتظام وتكون متوقعة بناءً على مواقع القمر والشمس. تُعرف هذه الموجات بتغيير مستويات المحيطات من المد العالي إلى المد المنخفض خلال فترة زمنية مشخصة. على الجانب الآخر، فإن التسونامي هي أحداث مائية مدمرة وغير متوقعة تمامًا، ناتجة عن زلازل تحت الماء، أو انفجارات بركانية، أو حتى سقوط نيازك. لذلك، لا بد من شرح الآلية التي تؤدي إلى تكوين كل منهما وكيف تُظهر التغيرات الطقسية وعوامل الجغرافيا تأثيراتها المختلفة.

فبينما تحدث موجات المد بشكل منتظم ويمكن التنبؤ بها، حيث يرتفع مستوى البحر ويتراجع وفقًا لدورات زمنية تقاس بالساعات، فإن التسونامي يعكس طاقة هائلة تتجمع بسرعة قادمة من الأعماق، ولا يكون له توقيت ثابث. قد تكون بعض موجات المد صغيرة للغاية، بينما يمكن أن تتحول أخرى إلى جدران مائية هائلة إذا تواجدت في ظروف معينة، مثل التضاريس الجغرافية أو تواجد الأنهار. ومع هذا، فإن قوة التسونامي في انطلاقه من حدث كزلزال أو ثوران بركاني يجعلها خطيرة، حيث يمكن أن تندفع بسرعة تتجاوز 800 كلم/ساعة، مما يجعل من الصعب التنبؤ بكيفية تأثيره عند وصوله إلى الشواطئ.

الآليات المسببة للتسونامي

ينطلق التسونامي من أحداث زلزالية تحت الماء، حيث تحدث الزلازل الكبرى في مناطق الشقوق التكتونية، مثل مناطق الانزلاق، مما يؤدي إلى تشوه كبير في القشرة الأرضية. هذا التشوه يتسبب في إزاحة كميات كبيرة من المياه، محدثًا موجات قد تصل إلى ارتفاعات خطرة عند اقترابها من السواحل. كما يمكن أن تؤدي الانفجارات البركانية أو الانهيارات الأرضية تحت الماء أو على اليابسة بالقرب من شاطئ البحر إلى إنشاء أمواج تسونامية بفعل الحركة المفاجئة للماء، التي تكون طاقتها قابلة للانتقال لمسافات بعيدة جدًا.

من الجدير بالذكر أن هناك تسونامات قد تبدأ من أحداث بعيدة قبل أن يتم إدراكها في المناطق الساحلية. هذه الظاهرة تجعلها أكثر خطورة، حيث في بعض الحالات لا تكون التحذيرات كافية، مما يتسبب في فوضى وفقدان الأرواح. وعليه، يجب على الدول التي تحتوي على سواحل معرضة لخطر التسونامي العمل على بناء أنظمة إنذار مبكر متطورة، مثل نظام تقييم أعماق المحيط والت报告 العنقود DART، الذي يعتمد على بويانات مائية لمراقبة أي تغير في الضغط.

أهمية أنظمة الإنذار المبكر للتسونامي

تعد أنظمة الإنذار المبكر من الأدوات الحاسمة للحد من تأثيرات التسونامي على المجتمعات الساحلية. بعد كارثة تسونامي المحيط الهندي في عام 2004، التي أسفرت عن وفاة حوالي 230,000 شخص، أصبح من الواضح أن هناك حاجة ملحة إلى تحسين التواصل بين المجتمعات المعرضة، لأن تسونامي يمكن أن يصل إلى الشواطئ في غضون دقائق معدودة. لذلك، تم إنشاء شبكة من البويانات والاستشعار عن بُعد لتسريع عملية جمع البيانات وتحليلها لمراقبة حركة الأمواج في أعماق المحيط.

على الرغم من التقدم الحاصل في نظم الإنذار، لا تزال هناك تحديات عديدة، مثل عدم توفر العدد الكافي من البويانات لضمان تغطية فعالة. الأملاح في أنظمة Oceans DART في المحيط الهادي والهندي تواجه صعوبات في العمل، مما يعيق قدرتها على توفير تحذيرات موثوقة في الوقت المناسب. من الأفضل أن تسعى الدول المعرضة لخطر التسونامي للاستثمار في تطوير هذه الأنظمة، بحيث تصل إلى 150 بويانة في أماكن استراتيجية حول المحيطات للتصدي بسرعة وفعالية لمواجهة أي تسونامي محتمل.

رابط المصدر: https://www.livescience.com/planet-earth/rivers-oceans/whats-the-difference-between-a-tsunami-and-a-tidal-wave

تم استخدام الذكاء الاصطناعي ezycontent