اكتشاف هيكل عسكري روماني يعود للقرن الرابع في موزاين هاسانكيف التركية

يعتبر “هاسانكيف” أحد أقدم المواقع الأثرية المأهولة في العالم، ويحتفظ بتاريخ عريق يمتد لأكثر من 10,000 عام. في صيف عام 2023، اكتشف علماء الآثار هناك بقايا هيكل عسكري روماني يعود إلى القرن الرابع الميلادي، مما يعيد إلى الأذهان حقبة هامة من تاريخ الإمبراطورية الرومانية. تم تأكيد هذا الاكتشاف من قبل باحثين تحت إشراف المؤرخ زكاي إردال، حيث تم التعرف على أسلوب البناء الخاص بهذا الهيكل، الذي يُعتقد أنه كان نقطة مراقبة استراتيجية على الحدود مع الفرس في زمن الإمبراطور قسطنطيوس الثاني. تسلط هذه المقالة الضوء على تفاصيل هذا الاكتشاف المذهل ودوره في فهم تاريخ المنطقة وقدرتها على إعطاء صوت لثقافات متعددة عبر العصور.

الاكتشافات الأثرية في ها san keyf

يعتبر موقع ها san keyf وجهة أثرية هامة تحمل في طياتها تاريخًا طويلًا يمتد لأكثر من 10,000 سنة، حيث تعرضت للثقافات المختلفة مثل الآشوريين والرومان والعثمانيين. في صيف عام 2023، اكتشف علماء الآثار هناك هيكلًا عسكريًا رومانيًا يعود إلى القرن الرابع، وبهذا الاكتشاف يتأكد وجود قلعة تم بناؤها خلال فترة حكم الإمبراطور قسطنطيوس الثاني. كما أظهرت التحليلات الأثرية أن هذا الحصن كان جزءًا من الدفاعات على الحدود الشرقية للإمبراطورية الرومانية ضد الغزوات الفارسية.

الطول التاريخي لها san keyf يعكس تأثير الاستيطان البشري والتفاعلات الثقافية عبر العصور. فقد أسس الرومان fort لمراقبة وتحقيق الأمن على الحدود، وفي هذا الموقع، عثر العلماء على بقايا الجدران التي تم بناؤها بتقنية “opus isodomum”، وهي طريقة شائعة في العصور الرومانية ولكنها نادرة في الأقاليم. هذه الجدران تعكس البراعة في الهندسة العسكرية الرومانية والتي كانت تهدف لتوفير الحماية الفعالة.

بالإضافة إلى ذلك، أظهرت الحفريات الأثرية في ها san keyf اكتشافات متعددة (تشمل تماثيل، أدوات منزلية، ونقوش) تعود إلى فترات تاريخية متباينة. على سبيل المثال، تم اكتشاف تماثيل تضم دمى الطين ترجع إلى العصر الحديدي، مما يدل على عمق وتنوع الحضارات التي استوطنت هذا المكان.

تطور مدينة ها san keyf عبر العصور

مرّ موقع ها san keyf بتطورات تاريخية عميقة، حيث عاش فيه نحو 20 ثقافة عبر ألفية كاملة. في البداية، كانت المدينة مركزًا للأنشطة الاقتصادية والتجارية نظراً لموقعها على نهر دجلة، مما أغراها لتكون نقطة تلاقٍ للثقافات والشعوب المختلفة. يتواصل هذا مع وجود العديد من الحرفيين والتجار من مختلف الآثار.

يعتقد أن المدينة كانت تحت سيطرة عدد من الحكومات خلال العصور الاستعمارية، حيث ترك اسميّ الملك الفارسي شابور الثاني والروماني جوليان بصمة على تطور المدينة. التحف الأثرية المكتشفة في الحفريات توضح التأثيرات المتبادلة والاندماج الثقافي. هذا التنوع أعطى هوية فريدة لموقع ها san keyf، مما يجعلها واحدة من أغنى المواقع الأثرية في العالم.

ولعل أبرز الأحداث في تاريخ المدينة كان البناء الاستراتيجي للقلعة الرومانية لها، حيث أضافت أهمية استراتيجية ودفاعية للموقع. وبعد معاهدة الخروج من الحروب مع الفرس، استمرت المدينة كمركز عسكري للجيش الروماني، حتى في الفترة التي تلتها حيث كان لها دور المراقبة الحدودية.

تأثير بناء سد إلسو على ها san keyf

في الآونة الأخيرة، شهد موقع ها san keyf تحولًا جذريًا نتيجة لبناء سد إلسو على نهر دجلة، الذي أُكمل في عام 2018. أدى هذا المشروع إلى غمر الكثير من المدينة التاريخية، مما استدعى إعادة تموضع العديد من الهياكل الأثرية. رغم هذا، هناك جزء من المدينة القديمة لم يتأثر، ويشمل على القلعة والموقع الأثري الذي يحتوي على العديد من المعلومات التاريخية.

من جهة أخرى، شهدت المنطقة تأسيس أرشيف بارك وهو متحف مفتوح يهدف إلى الحفاظ على الآثار المنقولة من ها san keyf، مما يحفظ ذاكرة المدينة الغنيّة. يتضمن هذا المتحف مجموعة متنوعة من التحف التي تمثل ثقافات متعددة، وتعطي زوار المتحف فرصة للإطلاع على تاريخ المدينة. هذا النوع من الحفظ أمر ضروري، حيث سيساعد على فهم عميق للثقافات التي مرت على المدينة.

أثار بناء السد العديد من المناقشات والجدل حول كيفية الحفاظ على التراث الثقافي في مواجهة التحديات الحديثة. تمثل ها san keyf مثالًا حيًا على الصراع بين التقدم الحضري والحفاظ على التراث الثقافي والتاريخي، مما يوفر قاعدة مثيرة للتأمل والبحث في كيفية تحقيق توازن بين التنمية والحفاظ على الهوية الثقافية.

رابط المصدر: https://www.livescience.com/archaeology/romans/remains-of-1-600-year-old-roman-fort-unearthed-in-turkey

تم استخدام الذكاء الاصطناعي ezycontent