في ظل التغيرات المستمرة التي يشهدها الوضع السياسي والاقتصادي للمملكة المتحدة عقب خروجها من الاتحاد الأوروبي، يظل موضوع مراقبة الحدود والتشريعات المتعلقة بالسفر واحداً من أبرز القضايا التي تثير اهتمام الكثيرين. في هذا المقال، سنستعرض آخر التطورات المتعلقة بنظام الدخول والخروج الأوروبي، الذي كان من المفترض أن يطلق في النصف الثاني من عام 2024، وكيف تأثرت الخطط بسبب تأجيلات جديدة. سنتناول التفاصيل الخاصة بالنظام، وتأثيره على المسافرين البريطانيين، وكذلك ما يجري التخطيط له ضمن هذا الإطار. تابعوا القراءة لاكتشاف ما يعنيه كل هذا للمسافرين البريطانيين، وكيف ستتغير تجربتهم في السفر إلى الدول الأوروبية.
خطط النظام الجديد لدخول وخروج المسافرين إلى أوروبا
النظام الجديد المعروف باسم نظام الدخول والخروج (EES) يهدف إلى تحويل طريقة إدارة الحدود في منطقة شنغن. كان من المقرر؛ أن يبدأ هذا النظام العمل في 10 نوفمبر 2024، حيث يهدف إلى تحسين تسجيل دخول وخروج غير المواطنين الأوروبيين بشكل أوتوماتيكي. سيتم تسجيل بيانات الدخول والخروج في قاعدة بيانات مركزية، مما يبدد أسلوب التحقق اليدوي الذي كان يستغرق وقتًا طويلاً. على الرغم من المطالبات العالية بتطبيق هذا النظام، فقد تم تأجيله مرة أخرى إلى أجل غير مسمى، حيث أظهرت تقارير الاتحاد الأوروبي أن التنفيذ سيتم بشكل تدريجي.
تتضمن الخطة الأساسية للأمان، تسجيل بصمات الأصابع والبيومترية لمستخدمي النظام، لكن في الآونة الأخيرة، يبدو أن هناك تغييرًا في النهج، حيث سيحتاج المسافرون فقط إلى تقديم إما بصمة أو صورة بيومترية وليس كليهما. هذا يعد مؤشراً على نية الاتحاد الأوروبي في تخفيف متطلبات التحقق لضمان سلاسة أكثر في النقل الجوي والحدود. هذا النظام يستهدف المسافرين من الدول غير الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، ويهدف إلى تقديم معلومات دقيقة حولهم لتجنب تجاوز مدة الإقامة القانونية.
أسباب تأثير النظام على المسافرين البريطانيين
نظرًا لترك المملكة المتحدة للاتحاد الأوروبي، أصبح المواطنون البريطانيون مصنفين كمواطني دول ثالثة، مما يعني أنهم سيخضعون لقواعد وشروط جديدة عند السفر إلى منطقة شنغن. كانت الحكومة البريطانية هي التي طلبت هذا التصنيف، وهو ما تسبب في إقرار متطلبات مثل نظام EES. يعتبر هذا النظام جزءًا من مجموعة من التغييرات الكبيرة التي تم إدخالها بعد استفتاء البريكست، وهو ما سيتم تنفيذه بطريقة ستؤثر بشكل كبير على تجربة السفر البريطاني عبر الحدود الأوروبية.
يكون مدى بقاء المسافرين البريطانيين في منطقة شنغن محددا بـ 90 يوما خلال فترة 180 يوما، وهو ما كان يُفرض سابقًا عبر التحقق من ختم الجوازات ، والآن ستصبح المتطلبات أكثر تعقيدًا حيث سيحتاج المسافرون إلى إجراء فحص بيومتري قبل دخولهم. بينما قد تظهر بعض التحسينات مثل إنهاء ختم الجواز، إلا أن المتطلبات الجديدة يمكن أن تؤدي إلى بطء أكبر وإجراءات أطول في نقاط العبور.
ما هو نظام ‘Etias’؟
إلى جانب نظام الدخول والخروج، يتم الإعلان أيضًا عن نظام ‘Etias’، وهو نظام إلكتروني للمعلومات والتصريح للسفر، يشترط على المواطنين من الدول التي لا تحتاج إلى تأشيرات دخول تقديم طلب إلكتروني قبل السفر إلى أوروبا. يهدف هذا النظام إلى تعزيز الأمان من خلال إجراء فحوصات مسبقة على المسافرين. سيتم تقديم الطلب بشكل إلكتروني، مما يتيح للسلطات التحقق من ماضي المسافر وعوامل الأمان الأخرى قبل وصولهم إلى الحدود، مما يضمن أن الحدود أكثر أمانًا.
هذا النظام يتطلب من المسافرين دفع رسوم رمزية، ومن المتوقع أن تكون هذه الإجراءات سريعة وبدون تعقيدات، مما يمكن المسافرين من العبور السلس عبر نقاط التفتيش. تم تصميم Etias للعمل بالتوازي مع نظام EES، مما يمنح السلطات الأوروبية مزيدًا من البيانات حول المسافرين ويساعد في تحديد متى يكون من الضروري اتخاذ إجراءات إضافية.
تحديات التنفيذ واستجابة الدول الأوروبية
يواجه نظام EES وEtias تحديات كبيرة تتعلق بالتنفيذ، حيث أبدت دول مثل فرنسا وألمانيا والاتحاد الأوروبي بأكمله مخاوف من قدرة النظام على العمل كما هو مخطط له. صرحت بعض الدول عن مشكلات تتعلق بالازدحام والمعدات اللازمة للتحقق البيومتري. تتوقع التقارير حدوث فترات انتظار طويلة في نقاط التفتيش، مما قد يؤدي إلى حدوث اضطراب كبير في حركة السفر، خاصة في أوقات الذروة.
على سبيل المثال، تم تحذير البرلمان البريطاني من احتمال انتظار المسافرين حتى 14 ساعة في بعض الأحيان عند دخولهم إلى أوروبا إذا استمر المشروع دون تعديلات. وقد بدأ العديد من شركات النقل الجوي والبحري بالتواصل مع سلطات الاتحاد الأوروبي، محذرين من العواقب المحتملة، واقترحوا بدء تنفيذ تدريجي لتقليل الازدحام.
نظرة إلى المستقبل
بينما تسعى دول الاتحاد الأوروبي لتنفيذ نظام EES بشكل فعال، يبدو أن القلق المستمر بشأن العملية السلسة يعد ضرورةً ملحة. يُتوقع أن يؤدي التنفيذ الفعال إلى تقليل أوقات الانتظار وزيادة الكفاءة، مما سيعود بالنفع على المسافرين والدول على حد سواء. لكن يجب أن يتفاعل المسؤولون بذكاء للتأكد من أن الاستعدادات اللازمة جارية وأن كل الجوانب المتعلقة بأمن الحدود والتحقق من الهوية قد تم التعامل معها بشكل مناسب.
تظل الآمال قائمة على أن التجربة التقنية والتحول الرقمي اللذين يعدان بجعل التنقل عبر الحدود أكثر سهولة سيتم تفعيله في أقرب وقت ممكن، لكن التنفيذ هذه الخطوات يتطلب الكثير من التخطيط والتنسيق بين الدول الأعضاء. يجري الحديث عن الشروع في اختبارات أولية قبل التنفيذ التام، مما قد يمثل خطوة هامة في الاستجابة للتحديات المرتبطة بنظام EES وEtias.
نظام Etias: تعريف وآلية العمل
يُعَد نظام Etias (النظام الأوروبي لتصاريح السفر) بمثابة خطوة هامة في تعزيز أمان الحدود الأوروبية. يشبه هذا النظام تأشيرات السفر المعروفة في العديد من الدول، إلا أنه يُعَرف كـ “نظام تصاريح سفر مسبقة”، مما يعني أنه لا يُطلب من المسافرين تقديم طلب للحصول على تأشيرة كاملة. يشبه النظام كل من ESTA الأمريكية وeTA الكندية، حيث يهدف إلى تقييم المخاطر المتعلقة بالسياح قبل دخولهم إلى منطقة الشنغن. على الرغم من أنه يتطلب من المسافرين تقديم المعلومات الشخصية ودفع رسوم رمزية، إلا أن Etias لا يمنح حق الدخول بشكل تلقائي. بمعنى آخر، سيتعين على السلطات الوطنية أن تقيم كل طلب بناءً على بيانات المُتقدِّم ومعلومات من قواعد البيانات ذات الصلة.
عملية التقديم: الخطوات والمتطلبات
عند بدء عملية التقديم لنظام Etias، يُطلب من المتقدمين الدخول إلى الموقع الإلكتروني المخصص أو استخدام التطبيق الخاص بإنشاء الحساب. يتعين على المتقدمين ملء عدة معلومات شخصية، بما في ذلك الاسم، التاريخ، ومكان الإقامة، بالإضافة إلى تفاصيل جواز السفر. يُطلب أيضًا الإدلاء بمعلومات حول الوظيفة، وأي تفاصيل حول الجرائم الماضية خلال العشرين سنة الأخيرة. يتوجب على المتقدم كذلك تحديد الغرض من السفر، سواء كان بغرض السياحة أو العمل أو زيارة الأهل، مع تقديم عنوان مكان الإقامة الأول. هذه التفاصيل تهدف إلى تسهيل عملية التدقيق والتحقق، لتقليل الأخطار المحتملة التي قد ينتج عنها دخول الأفراد الذين يمثلون تهديدًا للأمن الأوروبي.
التحقق من المعلومات وأمن البيانات
كل طلب يتم تقديمه عبر نظام Etias سيتم مراجعته من خلال قواعد بيانات تحتفظ بها الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى قواعد بيانات أخرى مثل الإنتربول. هذا الإجراء يُعتبر جزءًا أساسيًا من سياسة الأمان الأوروبية، حيث يتم العمل على تحديد الأفراد الذين قد يكون لديهم ارتباطات بأنشطة غير قانونية مثل الإرهاب أو تهريب البشر. يكتسب النظام أهمية خاصة في ظروف التعقيدات الجيوسياسية الحالية، حيث يتزايد الاهتمام بمراقبة الحدود ومنع دخول الأفراد الذين قد يشكلون تهديدات. يُعتبر التحليل الدقيق للبيانات أمرًا حيويًا لنجاح هذا النظام.
التحديات والأكثر شيوعًا حول النظام
رغم الفوائد القابلة للتحقيق من خلال التوجيه الدقيق للسياح، يُلاحَظ أيضًا عدد من التحديات المرتبطة بنظام Etias. واحدة من أكبر المخاوف هي احتمالية تعرض المتقدمين للاحتيال عبر المواقع المزيفة التي تدعي تقديم خدمات التسجيل. تم تحذير الزوار من عدم الوثوق بأي موقع إلكتروني سوى الموقع الرسمي. هناك خطر أيضًا من استخدام المعلومات الشخصية من قبل مواقع غير رسمية، مما يعرض المتقدم لمخاطر سرقة الهوية. تعد عملية تقديم الطلب عبر الإنترنت شرطًا مسبقًا، مما قد يمثل عائقًا للأشخاص الذين ليس لديهم إمكانية للوصول إلى الإنترنت. لذلك، يجب التخطيط بذكاء لضمان ألا يؤثر هذا العائق على قدرة الأفراد على السفر.
الامتيازات للمسافرين: فترة صلاحية Etias
من أهم مميزات نظام Etias أنه يوفر تصريح السفر لمدة ثلاث سنوات من تاريخ الموافقة، أو حتى انتهاء صلاحية جواز السفر، أيهما يأتي أولاً. يُعد هذا أمرًا مشجعًا للمسافرين، حيث يمكنهم استخدامه عدة مرات خلال هذه الفترة دون الحاجة إلى تقديم طلب جديد في كل مرة. سيمكن هذا العديد من السياح ورجال الأعمال من التخطيط لرحلاتهم دون القلق من ضرورة إجراءات التسجيل المتكررة. مع ذلك، يجب أن يكون المسافرون على دراية بأن الحصول على Etias لا يضمن لهم حق الدخول إلى منطقة الشنغن، حيث ستظل للسلطات الأوروبية الكلمة النهائية حول مبدأ السماح بالدخول.
تأثير بريكست على النظام
كان للبريكست تأثيرات كبيرة على كيفية تعامل حكومة المملكة المتحدة مع نظام Etias. بعد مغادرة الاتحاد الأوروبي، أصبحت المملكة المتحدة مُصنفة على أنها دولة ثالثة، مما يعنى أن مواطنيها يجب أن يمتثلوا للمتطلبات الجديدة التي تسعى أوروبا لتنفيذها. هذا الوضع يعكس كيف أن قرار الخروج من الاتحاد قد جلب تبعات خاصة، حيث يتم فرض المزيد من الإجراءات على المسافرين البريطانيين. وبالرغم من وجود بعض الجدل حول طبيعة هذه المتطلبات، إلا أنها نابعة من السياسة الجديدة التي تم تبنيها بعد البريكست. يسهل النظام الجديد التحكم في تدفق الزوار، حيث يطبق معايير أمان عالية للتأكد من سلامة جميع الوافدين.
رابط المصدر: https://www.independent.co.uk/travel/news-and-advice/eu-entry-exit-system-travel-rules-uk-tourists-b2601282.html
تم استخدام الذكاء الاصطناعي ezycontent
اترك تعليقاً