في عالم الفضاء الواسع والمليء بالأسرار، تواصل مركبة فويجر 2 رحلتها الاستكشافية منذ إطلاقها في عام 1977. حيث سجلت هذه المركبة الفريدة لحظات مذهلة عبر الزمن، إذ عبرت الحدود بين نظامنا الشمسي والفضاء بين النجمي. ولكن، مع اقترابها من عمر 47 عامًا، بدأت تحديات جديدة تهدد قدرتها على الاستمرار في جمع البيانات القيمة. في هذا المقال، نستعرض آخر التطورات المتعلقة بفويجر 2، بما في ذلك قرار فريق ناسا بإيقاف إحدى أدواتها العلمية المهمة بسبب نفاد الطاقة. سنتناول أهمية هذه الخطوة وكيف يمكن أن تؤثر على معرفتنا بشأن الفضاء الخارجي. تابعونا لاستكشاف عالم الفضاء من خلال عيون هذه المركبة الرائدة.
تاريخ الرحلات الفضائية لمركبات فويجر
تعتبر مركبتا فويجر 1 وفويجر 2 من أبرز الإنجازات في تاريخ الفضاء، حيث أُطلقتا في السبعينات من القرن الماضي لاستكشاف النظام الشمسي وما بعده. تم إطلاق فويجر 2 في 20 أغسطس 1977، تلتها فويجر 1 بعد فترة قصيرة. وفرت هذه المركبات الأدوات العلمية اللازمة لدراسة الكواكب العملاقة واستكشاف حدود النظام الشمسي. في عام 2018، أصبحت فويجر 2 أول مركبة فضائية تعبر حدود الهليوسفير إلى الفضاء بين النجوم، وهو الحد الذي أحدث نقلة نوعية في فهمنا للأرض وتأثير الشمس على الفضاء الخارجي. إن الرحلة التي استمرت لعقود من الزمن تقدم لنا فهمًا أعمق لعالم الكواكب والنجوم من خلال نقل المعلومات العلمية التي جُمعت.
التحديات في تشغيل فويجر 2
بعد عقود من التشغيل، واجهت فويجر 2 تحديات عددية نتيجة التراجع التدريجي في الطاقة. تعتمد المركبتان على الطاقة الناتجة عن البلوتونيوم، ومع مرور الوقت يقل مقدار الطاقة سنويًا بمعدل تقريبي يبلغ 4 واط، مما يؤثر على قدرة المركبة على تشغيل مجموعة أدواتها العلمية. عل الرغم من صمود فويجر 2 لمدة زادت عن 47 عامًا، فقد بدأت الأدوات والأنظمة تأخذ أولويات جديدة. في عام 2023، تم اتخاذ قرار بإيقاف تشغيل واحدة من أدوات فويجر 2 العلمية، وهي أداة قياس البلازما، وذلك لزيادة كفاءة الطاقة. هذا القرار كان صعبًا نظرًا لأن معلومات جهاز البلازما كانت تساعد علميا على فهم تدفق الجسيمات المشحونة من الشمس إلى الفضاء الخارجي.
أهمية أداة قياس البلازما
أداة قياس البلازما لدى فويجر 2 كانت تلعب دورًا حيويًا في تقديم معلومات عن بيئة الفضاء قرب المركبة. تتكون الأداة من أربعة “كؤوس” تقيس كمية البلازما، وهو سائل يحتوي على جزيئات مشحونة. وجمعت الأداة بيانات مهمة حول الجسيمات بسبب موقعها في مناخ متغير. الكؤوس الثلاثة التي تواجه الشمس تعمل على رصد الجسيمات المشحونة خلال الهليوسفير، بينما الجرة الرابعة توجه بعيدًا عن الشمس، مما يسمح لها بمراقبة البلازما في الفضاء بين النجوم. بالرغم من أهمية هذه الأداة، إلا أن تلك الكؤوس الثلاثة لم تعد قادرة على جمع البيانات بعد أن تركت فويجر 2 منطقة الهليوسفير، وهذا ما جعل إيقاف تشغيل الأداة أمرًا ضروريًا للحفاظ على الطاقة المخصصة للأدوات الأخرى.
رصد فويجر 2 والآمال المستقبلية
من المتوقع أن تستمر فويجر 2 في إرسال البيانات حتى العقد المقبل من الزمن، لكن على الفريق المسؤول عن المركبة أن يكون قادراً على إدارة الطاقة بعناية. كلما زادت فترة عمل المركبة، كلما زادت المستويات المأمولة من البيانات التي يمكن جمعها حول الفضاء خارج النظام الشمسي. اليابان والمركبات الفضائية الأخرى من السياقات المختلفة تعتبر فويجر 2 مصدرًا غنيًا للمعلومات. على مدار السنوات القادمة، يهدف العلماء إلى الاستمرار في التركيز على كيفية استغلال الموارد المتاحة بالشكل الأمثل. كما أن متابعة حالة فويجر 2 ستلقى اهتمامًا كبيرًا للحفاظ على أهميتها كواحدة من أقدم المركبات الفضائية التي لا تزال تعمل، والتعلم من حالة الأجهزة المعطلة ستكون قيمة لا تقدر بثمن.
خلاصة لما حدث في رحلات فويجر وكيفية تأثيرها
يمكن القول إن التجربة التي خاضتها مركبتا فويجر 1 و2 تعكس روح الإبداع البشري في استكشاف الفضاء. كان للقرارات المتخذة بشأن إيقاف تشغيل الأجهزة أهمية قصوى لزيادة العمر الافتراضي للمركبات، وذلك من خلال اختيار الأدوات التي يمكن الاستغناء عنها بأقل تأثير ممكن على العينات المتاحة. العملية التي تتبعها ناسا لرصد هذه المركبات وحساب الوقت المستغرق والشروط البيئية تلعب دورًا حيويًا في الحفاظ على الاستمرارية العلمية، وكأنواع مختلفة من البيانات المفيدة.
رابط المصدر: https://www.livescience.com/space/space-exploration/nasa-shuts-off-voyager-2-science-instrument-as-power-dwindles
تم استخدام الذكاء الاصطناعي ezycontent
اترك تعليقاً