يستعرض هذا الحوار بين معاذ الملحم، المدير التنفيذي لجمعية الموارد المالية، وأحمد، مجموعة من المواضيع المتعلقة بالقطاع غير الربحي في السعودية. يتناولان تأثير رؤية 2030 على هذا القطاع وكيف أن هناك تغييرات كبيرة حدثت بعد تأسيس المركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي. يتحدث الضيف عن رحلته الشخصية وكيف انتقل من قطاع النفط إلى القطاع غير الربحي، مشيراً إلى أهمية هذا القطاع كخيار مهني يحظى بفرص عديدة.
يتطرق النقاش إلى تصنيفات الجمعيات الخيرية وكيف أن هناك حوالي 10 تصنيفات رئيسية، مع وجود تصنيفات فرعية أخرى، مما يعكس تنوع أنشطة هذا القطاع. تتناول المحادثة أيضاً الدعم الحكومي المتزايد للقطاع غير الربحي وكيفية تحسين الصورة الذهنية عنه في المجتمع، حيث يُنظر إليه الآن كفرصة للابتكار والعطاء بدلاً من كونه خياراً محدوداً.
يقوم معاذ بشرح مصطلحات مثل الأوقاف، الجمعيات الأهلية، والجهات المانحة، مبيناً كيف تتداخل هذه المفاهيم في إطار دعم المجتمع. كما يؤكد على أهمية الابتكار الاجتماعي ودور الشباب في تقديم أفكار جديدة ومبادرات تغير من واقع المجتمع.
تتضمن الحلقة نصائح للطلاب والخريجين الجدد حول كيفية استكشاف الفرص في هذا القطاع، مؤكدًا على ضرورة الاستثمار في الذات واكتساب المهارات التي تعزز من فرصهم في النجاح. إن النقاش يسلط الضوء على الفوائد الكبيرة التي يمكن أن يجنيها الأفراد والمجتمعات من العمل في القطاع غير الربحي، مما يجعله خياراً جذاباً للعديد من الشباب الطموح.
تطور القطاع غير الربحي في المملكة العربية السعودية
يعتبر القطاع غير الربحي من القطاعات الحيوية التي شهدت تطوراً ملحوظاً منذ عام 2016، والذي تزامن مع رؤية المملكة 2030. قبل ذلك، كان القطاع غير الربحي منظماً ولكن لم يكن له نفس الزخم والدعم الحكومي الذي يشهده اليوم. مع إطلاق الرؤية، تم إنشاء المركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي في عام 2018، مما ساعد على تنظيم هذا القطاع بشكل أكبر وتقديم الدعم اللازم له. تغيرت النظرة تجاه القطاع غير الربحي وتعددت مجالات العمل فيه، حيث أصبح هناك تصنيفات متعددة للجمعيات الخيرية. على سبيل المثال، تم تصنيف الجمعيات الخيرية إلى 10 تصنيفات، كل منها يحتوي على تصنيفات فرعية، مما يعكس التنوع الكبير في مجالات العمل الخيري في المملكة.
هذا التطور ليس مجرد تحسين في الهياكل الإدارية، بل يشمل أيضاً الدعم الحكومي الكبير الذي أصبح يتلقاه القطاع غير الربحي. الوزارات المختلفة في المملكة أصبحت تشرف على الجمعيات ذات الصلة، مثل وزارة الصحة التي تشرف على الجمعيات الصحية، ووزارة الشؤون الإسلامية التي تشرف على جمعيات الدعوة. هذه الخطوات تعكس التوجه الحكومي نحو تعزيز العمل الخيري والتطوعي في المجتمع، مما يساهم في تحسين جودة الحياة للمواطنين والمقيمين على حد سواء. وقد ساعد هذا الدعم على جذب المزيد من الشباب للانخراط في هذا القطاع، مما ساعد على تحسين صورة العمل غير الربحي في المجتمع.
التحديات التي تواجه الشباب في دخول القطاع غير الربحي
رغم الفرص المتاحة في القطاع غير الربحي، إلا أن هناك تحديات تواجه الشباب الراغبين في الالتحاق بهذا القطاع. من أبرز هذه التحديات هي الصورة النمطية السلبية التي قد يحملها بعض الطلاب عن العمل في القطاع غير الربحي، حيث يعتقد الكثيرون أن العمل في هذا القطاع يعني الحصول على رواتب منخفضة أو نقص في الفرص المهنية. هذه الفكرة قد تكون نتيجة للثقافة المجتمعية السائدة التي تفضل العمل في الشركات الكبرى على العمل في القطاع غير الربحي.
وللتغلب على هذه التحديات، من الضروري أن يتم توعية الطلاب في الجامعات حول أهمية القطاع غير الربحي ودوره في تحقيق التنمية المجتمعية. يجب أن يتم تعزيز القيم الإنسانية مثل العطاء والتضحية في نفوس الشباب، وإظهار كيف يمكن للعمل في القطاع غير الربحي أن يكون مصدراً للرضا الشخصي والمهني. يجب أن يكون هناك مزيد من الفعاليات والبرامج التدريبية التي تشجع الطلاب على استكشاف الفرص المتاحة في القطاع غير الربحي، وتساعدهم على فهم كيف يمكن لمهاراتهم أن تكون ذات قيمة في هذا المجال.
أهمية الابتكار في القطاع غير الربحي
الابتكار هو مفتاح النجاح في أي قطاع، ولا يختلف القطاع غير الربحي في ذلك. في السنوات الأخيرة، بدأ القطاع غير الربحي في المملكة العربية السعودية يتبنى مفاهيم جديدة في كيفية تقديم الخدمات وتحقيق الأثر الاجتماعي، مما ساهم في تحسين فعالية البرامج والمبادرات. الابتكار في القطاع غير الربحي يمكن أن يكون في شكل تطوير برامج جديدة، تحسين الخدمات الحالية، واستخدام التكنولوجيا بشكل أفضل للوصول إلى الفئات المستهدفة.
على سبيل المثال، يمكن للمنظمات غير الربحية استخدام منصات التواصل الاجتماعي للتواصل مع المجتمع ونشر الوعي بشأن قضايا معينة، أو استخدام تطبيقات الهواتف الذكية لتسهيل عملية التبرع أو التطوع. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تؤدي المشاريع الاجتماعية المبتكرة إلى إنشاء نماذج عمل جديدة تُساعد في تحقيق الاستدامة المالية للمنظمات غير الربحية. من خلال الابتكار، يمكن للقطاع غير الربحي أن يصبح أكثر فعالية في تلبية احتياجات المجتمع وتحقيق تأثير أكبر.
المسؤولية المجتمعية بين القطاعين العام والخاص
تعتبر المسؤولية المجتمعية جزءًا حيويًا من الأعمال في القطاعين العام والخاص، حيث تساهم في تعزيز التنمية المستدامة والرفاه الاجتماعي. من خلال التعاون بين القطاعين، يمكن تحقيق نتائج إيجابية أكبر. تعمل العديد من الشركات في المملكة على استثمار جزء من أرباحها في مشاريع اجتماعية، مما يساهم في دعم القطاع غير الربحي. هذا التعاون ليس مفيدًا فقط للقطاع غير الربحي، بل يعزز أيضًا من سمعة الشركات ويساعدها في بناء علاقات قوية مع المجتمع.
يمكن أن تتخذ المسؤولية المجتمعية عدة أشكال، مثل التبرع بالمال أو الموارد، تقديم التدريب والموارد للموظفين الذين يرغبون في التطوع، أو حتى تطوير برامج مشتركة مع المنظمات غير الربحية. من خلال هذه المبادرات، يمكن للشركات أن تلعب دورًا فعّالًا في تحقيق الأهداف الاجتماعية وتحسين جودة الحياة للمواطنين. يجب أن يتم تشجيع هذا النوع من التعاون من خلال تشريعات تدعم المسؤولية المجتمعية وتحفز الشركات على الانخراط في العمل الخيري.
آفاق المستقبل للقطاع غير الربحي
مع ظهور العديد من الفرص والتحديات الجديدة، يبدو أن القطاع غير الربحي في المملكة العربية السعودية يحمل آفاقًا واعدة في المستقبل. يتوقع أن يستمر القطاع في النمو والتطور، حيث ستعزز الحكومة من دعمها له وتوفر المزيد من الفرص للمتطوعين والعاملين فيه. من المتوقع أيضًا أن تزداد أعداد المنظمات غير الربحية والمبادرات الاجتماعية، مما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة.
يجب أن يكون للطلاب والخريجين دور أكبر في هذا التطوير، من خلال الانخراط الفعّال في البرامج الاجتماعية والتطوعية، واستغلال الفرص التعليمية المتاحة لتعزيز مهاراتهم ومعرفتهم في هذا المجال. إن تعزيز الثقافة الإيجابية حول العمل في القطاع غير الربحي يمكن أن يؤدي إلى جذب المزيد من الشباب للانخراط في هذا القطاع، مما سيعزز من قدرته على تحقيق نتائج إيجابية للمجتمع بشكل عام.
تم تلخيص الحلقة بإستخدام الذكاء الاصطناعي ezycontent
اترك تعليقاً