على شواطئ شبه جزيرة لونغ بيتش في ولاية واشنطن، وجد رس لويس كميات غريبة من الأشياء، من خوذات دراجة هوائية مزينة بالريش إلى دمى بلاستيكية على شكل ديك رومي. ولكن هناك شيء مشترك بين معظم هذه العناصر: جميعها نتجت عن حاويات شحن فقدت في البحر. هذه القصة المثيرة تتناول الأثار البيئية والخسائر الاقتصادية الناتجة عن فقدان الحاويات البحرية، حيث يُقدَّر أن أكثر من 20,000 حاوية تُفقد في المحيطات كل عام. تتناول المقالة تفاصيل كيفية تأثير هذه الظاهرة على الشواطئ، الحياة البحرية، والمجتمعات المحلية، في ظل نقص البيانات الدقيقة حول حجم المشكلة. دعونا نستكشف سويًا مدى عمق هذا التحدي البيئي وما قد يحمله في طياته من آثار سلبية.
حوادث فقدان حاويات الشحن وتأثيرها البيئي
تعتبر حوادث فقدان حاويات الشحن من القضايا المهمة التي تؤثر على البيئة البحرية. في السنوات الأخيرة، شهدنا زيادة في عدد الحاويات التي تفقد أثناء النقل البحري، وهو ما يثير قلق العديد من البيئيين والباحثين. يُقدر أن أكثر من 20,000 حاوية سقطت في البحر خلال الـ15 سنة الماضية، مما أدى إلى تداعيات بيئية كبيرة. فالمحتويات التي تسقط من هذه الحاويات ليست فقط مواد بلاستيكية غير قابلة للتحلل، بل تشمل أيضًا مواد سامة وخطرة على الحياة البحرية.
أحد الأمثلة البارزة كان حادث السفينة ONE Apus، التي فقدت حوالي 2,000 حاوية في نوفمبر 2020 أثناء عبورها من الصين إلى كاليفورنيا. حالما سقطت الحاويات، تسربت محتوياتها إلى المحيط، مما أدى إلى تلوث الشواطئ مثل شاطئ لونغ بيتش في واشنطن. كما أن العثور على أحذية “كروكس” وألعاب الأطفال على تلك الشواطئ أصبح شائعًا، مما يدل على مدى تأثير هذه الحوادث على الحياة اليومية على الشواطئ.
من المهم توضيح أن محتويات تلك الحاويات يمكن أن تكون سامة. على سبيل المثال، حادث سفينة X-Press Pearl في سريلانكا التي احترقت وغرقت، أدى إلى تسرب كميات كبيرة من المواد السامة مثل النيتريك أسيد، وقام بجرف 1,400 حاوية تحمل كميات هائلة من حبيبات البلاستيك المعروفة باسم “نوردلز”. في الإحصائيات، تم العثور على آلاف الأسماك والسلحفاة البحرية وديك رومي ميت، مما يؤدي إلى فقدان البيئات البحرية وتسبب أضرار جسيمة للاقتصاد المحلي الذي يعتمد على الصيد.
التحديات المرتبطة بعمليات الشحن الحالية
تتزايد أعداد السفن العملاقة، حيث أصبحت السفن الحديثة يمكن أن تحمل حاويات تعادل / 3 مرات أضعاف تلك التي كانت تحملها السفن التي كانت مستخدمة قبل 50 عامًا. ومع زيادة حجم السفن، تزداد التحديات المرتبطة بالشحن، مثل زيادة عدم الاستقرار أثناء العواصف والبحار العاتية. فكلما زادت الحمولة، زاد خطر تدمير الحاويات، وهو ما قد يسبب لسقوط محتوياتها في البحر.
على سبيل المثال، في فبراير، فقدت سفينة الشحن President Eisenhower 24 حاوية على ساحل كاليفورنيا، ويُعتبر هذا الحادث مثالاً على التأثيرات البيئية المحتملة لفقدان الشحنات. فقد احتوت بعض الحاويات على كميات هائلة من القطن، مما أثر على الحياة البحرية في المنطقة وفتح المجال للإشراف البيئي الذي يعمل على مراقبة تأثير تلك المواد على النظام البيئي.
كذلك، تشير الإحصائيات إلى أن المتوسط المقدر لفقدان الحاويات لا يزال غامضًا. فبعض التقديرات تشير إلى فقدان حوالي 1,500 حاوية سنويًا، بينما تشير التقديرات الأخرى إلى أن الرقم قد يكون أعلى بكثير. الغموض حول الأرقام يعد مشكلة رئيسية، حيث لا توجد عقوبات على الشركات التي تفشل في الإبلاغ عن تلك الخسائر، مما يؤدي إلى صعوبة تحديد حجم المشكلة بدقة.
حول الاستجابة والوقت اللازم للشفاء البيئي
عندما يفقد شحن من الحاويات، يتطلب الأمر الكثير من الوقت والجهد لإعادة تأهيل البيئة المتضررة. حيث تتم عمليات التنظيف، وغالبًا ما تتطلب فرق تنظيف متخصصة، بما في ذلك قوات حرس السواحل، والهيئات البيئية المحلية. على سبيل المثال، بعد حادث X-Press Pearl، انطلق المتطوعون لإزالة الحبيبات البلاستيكية والمواد السامة التي اندلعت على الشاطئ، ولكن الضرر قد تم بالفعل. تم الإبلاغ عن وفاة الآلاف من الأسماك والأنواع البحرية بسبب التسمم الناتج عن السكراغ.
يعتبر تحليل حالتين مختلفتين من فقدان الحاويات خطوة مهمة نحو فهم التأثيرات طويلة الأجل. أولها هو تأثير فقدان حاويات تحتوي على مواد غير سامة مثل القطن، حيث يمكن أن تكون الألياف البلاستيكية مصدرًا لمشاكل بيئية. على النقيض، فقدان حاويات تحتوي على مواد كيمائية خطيرة، مثل المواد السامة، قد يؤدي إلى كارثة بيئية على المدى الطويل. تضمن الجهود المستقبلية يجب أن تشمل توفير بيانات دقيقة حول فقدان الحاويات والنماذج لتحليل التأثيرات البيئية المحتملة.
الابتكارات والنظم البيئية الجديدة
في ضوء التحديات المتزايدة المترتبة على حوادث فقدان الحاويات، تبرز الابتكارات كعامل حاسم لكيفية إدارة عمليات الشحن بشكل أفضل. قد تتضمن هذه الابتكارات استخدام تكنولوجيا تتبع أكثر تقدمًا، مما يجعل من الممكن تتبع السفن والأحمال بشكل دقيق. يتطلب الأمر أيضًا تطوير استراتيجيات لتقليل كمية النفايات البحرية الناتجة عن فقدان الحاويات، مثل تحسين تصميم الحاويات وزيادة قوة تأمينها.
يمكن أن تلعب الأبحاث العلمية دورًا حيويًا في فهم التأثيرات البيئية الناتجة عن فقدان الحاويات. من خلال دراسات الحالة المتعلقة بسقوط حاوية واحدة على قاع المحيط، يمكننا استنتاج مدى تأثيرها على البيئة البحرية. ربما تكون شركات الشحن بحاجة إلى العمل بشكل أوثق مع المجتمع العلمي لضمان تقيم مستدام لمشاريعهم وضمان أن العمليات البحرية قد تتلائم مع الاحتياجات البيئية.
خسائر الشحنات في الشحنات الكبيرة
تكشف الأبحاث التي أجرتها “غارد” على مدى ست سنوات أن 9% من السفن العملاقة قد عانت من خسائر في الحاويات، مقارنة بـ 1% فقط للسفن الأصغر. تعد هذه الإحصائية مثيرة للقلق، حيث تشير إلى أن السفن الأكبر تتعرض لمشكلات أكبر في إدارة الشحن. يرتبط معظم الحوادث بحمولات تم تصنيفها بشكل غير دقيق، أو لم يتم وزنها أو تخزينها بشكل صحيح. يتطلب الأمر من شركات الشحن التحقق من محتويات ووزن جميع الحاويات، ولكن هذا ليس عملية عملية. في كثير من الأحيان، يعتمد المشغلون على المعلومات المقدمة من الشاحنين، مما يزيد من فرص الحوادث.
في دراسة تمهيدية، وجدت مجموعة العمل أن سوء تصنيف الحاويات وتخزينها بشكل غير صحيح يؤدي إلى فشل حوالي 70% من الحاويات التي تصل إلى الولايات المتحدة في عمليات الفحص المتعلقة بالسلامة. على الرغم من هذه المشاكل، تأتي نسبة كبيرة من الشحنات بأمان، ولكن عندما تحدث أزمة – سواء بسبب الطقس القاسي أو احتراق حاوية تحتوي على مواد كيميائية في حرارة الصيف – قد تكون العواقب كارثية. وبالمثل، فإن عدم القدرة على تتبع الحاويات المفقودة بشكل دقيق يسهم في تفاقم المشكلة ويجعل من الصعوبة تحديد مدى حجمها.
الإبلاغ عن الحاويات المفقودة وتحديات الشفافية
تتسم جهود تتبع الحاويات المفقودة بالته fragmented وغياب الشفافية. بينما تشير الأرقام التي جمعتها “مجلس الشحن العالمي” إلى أن 1480 حاوية تُفقد سنويًا، تفتقر هذه الأرقام إلى السياق الكامل. فهناك حالات لا تُبلّغ فيها عن حاويات مفقودة مثل التي تتعلق بسفينة الشحن “أنجل”، التي غرقت بالقرب من ميناء كاوهسيونغ في تايوان وتم استبعاد حاوياتها من الأرقام الرسمية، مما يسلط الضوء على عدم شمولية البيانات المقدمة. كما أن هناك نقصًا ملحوظًا في البيانات الدقيقة بسبب رغبة مالكي السفن في تجنب زيادة تكاليف التأمين والحفاظ على سمعتهم.
على الرغم من الجهود المتزايدة من قبل الصناعة لتحسين السلامة، فإن هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به. وفي وقت سابق من هذا العام، تبنت المنظمة البحرية الدولية التابعة للأمم المتحدة تعديلات على معاهدتين عالميتين تهدفان إلى زيادة الشفافية حول الحاويات المفقودة. ولكن مع عدم وجود عقوبات قابلة للتنفيذ، يبقى السؤال عن مدى امتثال مشغلي السفن لهذه المتطلبات. التصريح ببيانات دقيقة وشفافة سيكون جزءًا حيويًا من تقليص الحوادث في البحر، ولا يجب أن يكون الأمر مجرد توصية.
الأثر البيئي للحاويات المفقودة
الحاويات المفقودة لا تشكل خطرًا فقط على الشحن، بل لها أيضًا آثار بيئية كبيرة. فالعديد من الحاويات تطفو في البحر لفترة طويلة قبل أن تغرق، مما يشكل خطرًا على قوارب الصيد والسفن التجارية. كما شهدت هيئات رياضية مثل “World Sailing” حالات عديدة تسببت فيها الحاويات العائمة في حوادث خطيرة، حيث أصبح الملاحة في أعالي البحار أكثر تعقيدًا وخطورة بسبب هذه الحاويات. يشار إلى أن أهوال البحر قد تتضاعف سوءًا عندما تؤثر حاويات مفقودة على الحياة البحرية، وهو ما حدث بعد حادثة سفينة X-Press Pearl بالقرب من سريلانكا، حيث تأثرت مخزون السمك في المنطقة بشكل ملحوظ.
تعتبر الحيوانات ذات المعدلات الإنجابية المنخفضة مثل السلاحف البحرية معرضة بشكل خاص للخطر بسبب المواد الكيميائية أو الملوثات التي قد تحتويها الحاويات. ووفقًا لما ذكره بعض السياح والمتطوعين، فإن قلقهم يشمل أيضًا المواد التي تغمر قاع البحر وتؤثر على الحياة البحرية بشكل عام. لا يقتصر الأثر البيئي على ما يظهر على السطح، بل يتعداه إلى العواقب السلبية التي قد تظل على المدى الطويل غير مرئية.
الإجراءات المستقبلية لتحسين سلامة النقل البحري
تواجه الصناعة البحرية تحديات كبيرة في تحسين سلامة النقل البحري وتقليل الحوادث المرتبطة بالشحن. ومن المتوقع أن تلعب التعديلات الأخيرة التي تم تبنيها من قبل المنظمة البحرية الدولية دوراً مهماً في تعزيز الشفافية والإبلاغ عن الحاويات المفقودة. ستسهم هذه التعديلات في تشجيع مجتمع الشحن على اتخاذ خطوات ملحوظة نحو تقوية معايير السلامة والسلامة البحرية.
علاوة على ذلك، يتطلب القطاع التزامًا جماعيًا بتحقيق الأهداف المتعلقة بالحد من الحوادث. يجب أن تكون هناك جهود موجهة نحو تحسين التدريب والوعي بين العاملين في الشحن والملاحة، وكذلك تعزيز التعاون بين السلطات البحرية. فقط من خلال التحسين المستمر والتطوير يمكن للصناعة البحرية أن تحل المشكلات الهيكلية التي تواجهها.
رابط المصدر: https://apnews.com/article/lost-shipping-containers-dali-baltimore-xpress-pearl-68620037992758a714b010345e1937fa
تم استخدام الذكاء الاصطناعي ezycontent
اترك تعليقاً