في السنوات الأخيرة، أصبحت اقتصادات المدن الليلية من العناصر المحورية التي تسهم في تنشيط الحركة الاقتصادية في الصين. وفي هذا السياق، أُعلنت مؤخراً من قبل أكاديمية السياحة الصينية عن قائمة أفضل عشرين مدينة في الاقتصاد الليلي لعام 2020، حيث جاءت مدينة كونمينغ في المرتبة العاشرة. يستعرض هذا المقال أبرز النقاط التي تم تناولها في منتدى الاقتصاد الليلي 2020، بما في ذلك بيانات التطور السريع للاقتصاد الليلي وتأثير جائحة كوفيد-19 على الاستهلاك الليلي. كما سنقوم بإلقاء الضوء على مشروعات الاقتصاد الليلي الناجحة في كونمينغ وغيرها من المدن، مع تقديم نظرة مستقبلية حول كيفية دعم الحكومة المحلية لهذا القطاع الحيوي. انضم إلينا لاستكشاف كيف تُعزز هذه المدُن من أجواءها الليلية وتدفع بعجلة السياحة والاقتصاد إلى الأمام.
مؤتمر 2020 للاقتصاد الليلي في الصين
عُقد مؤتمر 2020 للاقتصاد الليلي في الصين في مدينة ووشي، حيث تم الإعلان عن قائمة بأفضل 20 مدينة في الاقتصاد الليلي. تمثل هذه القائمة جهداً وطنياً لتعزيز النشاطات الاقتصادية خلال ساعات الليل، حيث أصبح الاقتصاد الليلي جزءاً مهماً من النسيج الاقتصادي للمدن الصينية. تعكس الأرقام الأولية حول استهلاك الليل أن هناك زيادة ملحوظة في الإنفاق الليلي بالمقارنة مع السنوات السابقة، حيث جاء المؤتمر تحت مضلة الأكاديمية السياحية الصينية، وهي جهة مهمة في تقديم البيانات المعنية بالسياحة. سعت هذه الفعالية إلى تسليط الضوء على التجارب والنماذج الناجحة للأسواق والمناطق التي تشهد ازدهاراً في الأنشطة الليلية.
نمو الاقتصاد الليلي في مدينة كونمينغ
مدينة كونمينغ، عاصمة مقاطعة يوننان، احتلت المرتبة العاشرة في قائمة المدن الأكثر تميزاً في الاقتصاد الليلي. تميزت المدينة بتنوع الأنشطة التي تقدمها خلال الليل، والتي تشمل الأسواق التقليدية، وبازارات الطعام، وغيرها من الفعاليات الثقافية. باهتمام الحكومة بتحفيز الاقتصاد الليلي، تم إنشاء مناطق مخصصة للأداء الحي والفنون الثقافية، مما جذب أعداداً كبيرة من السكان والزوار. تعتبر ليالي كونمينغ نموذجاً يُحتذى به، حيث تتداخل فيها الثقافة مع العمل التجاري، مما يساهم في تعزيز الاقتصاد المحلي وتحسين تجربة الزوار.
التوجهات المستقبلية للاقتصاد الليلي
في إطار متابعة تطوير الاقتصاد الليلي، تخطط كونمينغ لزيادة عدد المناطق الترفيهية والفعاليات التي تتيح التجارب الليلية المتنوعة. تتضمن خطتها تشكيل مراكز اقتصادية ليلية مخصصة تتضمن مطاعم، ورش عمل فنية، وعروض ثقافية لتعزيز السياحة الليلية. تتطلع المدينة إلى خلق تجربة شاملة لا تركز فقط على تقديم الخدمات، لكن أيضاً على تجسيد الهوية الثقافية المحلية، مما يمكنها من جذب جمهور أكبر من داخل المدينة وخارجها.
تأثير جائحة كوفيد-19 على الاقتصاد الليلي
لا يمكن إغفال تأثير جائحة كوفيد-19 على الاقتصادات الليلية في جميع أنحاء الصين. أظهرت البيانات أن عام 2020 شهد تراجعاً في الأنشطة الليلية بسبب قيود السفر والتباعد الاجتماعي. ومع ذلك، بعد فترة من التكيف مع الظروف الجديدة، بدأت الأنشطة الليلية تعود وتجذب الأعداد السابقة من الزوار، مع التركيز على السلامة الصحية والنظافة. التعافي يحدث الحين بعد الآخر في مختلف الولايات، وهو ما يشير إلى أن الصين تسعى جاهدة لتعزيز التوجهات الاقتصادية في فترة ما بعد الجائحة.
دروس من تجربة المدن الأخرى
تعتبر تجربة مدينة تشنغدو، التي احتلت المرتبة الثالثة في الاقتصاد الليلي، مثالاً يُحتذى به حيث تعتبر المدينة وجهة سياحية حيوية. تحتوي تشنغدو على مجموعة من الأنشطة الليلية مثل الحفلات الموسيقية، وعرض الفنون الشعبية. أصبحت تشنغدو تستضيف أحداثاً ثقافية ليلية تجذب السياح الأجانب والمحليين. تُظهر هذه التجربة أن الجمع بين الثقافة والترفيه والمأكولات الشعبية له تأثير قوي على استقطاب الزوار، مما يزيد من الحركة الاقتصادية ويحسن من البنية التحتية.
ركائز نجاح الاقتصاد الليلي
هناك عدة عناصر رئيسية تشكل قاعدة الاقتصاد الليلي الناجح، منها الإضاءة، الأمن، التنوع في الفعاليات، ودعم الحكومة المحلية. من الأساسي أن يتم تحسين الطرق والمواصلات ليلاً لجعل الوصول إلى المواقع الليلية أسهل وأكثر أماناً. كما أن وجود سياسات تشجع التعاون بين المؤسسات المحلية والمستثمرين يسهم في إبقاء العجلة الاقتصادية تدور 24 ساعة. يُشجع أيضاً التنوع في الفعاليات على جذب فئات مختلفة من المجتمعات، مما يضمن انتعاشاً مستمراً للاقتصاد الليلي.
خاتمة: مستقبل مشرق للاقتصاد الليلي في الصين
يعكس نجاح مدن مثل كونمينغ وتشينغدو في تعزيز الاقتصادات الليلية قدرة المدن الصينية على التطور والمنافسة لأوقات الفراغ والتسوق في الليل. بفضل الاستثمارات الجادة والتوجهات الإبداعية، من المتوقع أن يواصل الاقتصاد الليلي انتعاشه وتوسعه في السنوات القادمة، مما سيؤثر بشكل إيجابي على الاقتصاد الوطني ككل. مع هذه الاستراتيجية، يمكن القول إن الصين تمهد الطريق لاقتصاد ليلي قوي ومرن يساهم في تحسين نوعية الحياة للمواطنين والزوار على حد سواء، ويعزز من فرص الاستدامة الاقتصادية.
رابط المصدر: http://xinhanet.com/thread-18381-1-1.html
تم استخدام الذكاء الاصطناعي ezycontent
اترك تعليقاً