تتناول الحلقة الحوارية من بودكاست “وقراط” موضوعات هامة تتعلق بإدارة المياه والزراعة في المملكة العربية السعودية، مع التركيز على دور المؤسسة العامة للرأي في هذا المجال. يستضيف عمر الجريسي الدكتور فؤاد آل الشيخ مبارك، حيث يتم مناقشة تاريخ المؤسسة، وأهدافها الحالية، ومستقبلها في ضوء رؤية السعودية 2030. يتم تسليط الضوء على أهمية المياه الجوفية، وتحديات استهلاكها في الزراعة، بالإضافة إلى المساعي نحو استخدام المياه المعالجة كبديل. خلال الحوار، يتطرق الضيف إلى تأثير هذه الجهود على الأمن الغذائي والبيئي في البلاد، كما يتناول الممارسات الزراعية التي تتبناها المؤسسة لضمان استدامة الموارد المائية.
يعبر الحوار عن القلق الذي يعيشه المزارعون بشأن استخدام المياه، وضرورة التخطيط السليم للحفاظ على هذه الثروة الحيوية. كما يتم تناول جوانب تقنية حديثة في الري والزراعة، ودور المؤسسة في توجيه المزارعين نحو استخدام تقنيات ري متطورة وفعالة. تركز النقاشات أيضاً على الجانب الاجتماعي والاقتصادي للتغييرات التي تطرأ على القطاع الزراعي، وتأثيرها على المزارعين والمجتمع بشكل عام. يقدم الضيف رؤى مستقبلية حول المشاريع المرتقبة، ويؤكد أهمية التعاون بين الحكومة والمزارعين لتحقيق الأهداف المنشودة في الحفاظ على الموارد المائية وضمان الأمن الغذائي.
المؤسسة العامة للرأي وتاريخها
تأسست المؤسسة العامة للرأي في المملكة العربية السعودية لتكون الجهة المسؤولة عن إدارة وتوزيع المياه في المناطق الزراعية. تاريخ المؤسسة مرتبط بواحة الأحساء، التي تُعتبر واحدة من المناطق الزراعية القديمة في العالم. يعود عمر الواحة إلى أكثر من 4000 عام، حيث اعتمد المزارعون في تلك الحقبة على ينابيع المياه الطبيعية لتزويد محاصيلهم بالماء. ومع مرور الزمن، شهدت الأحساء انخفاضًا في مستويات المياه الجوفية، مما استدعى إنشاء مشاريع ري وصرف منظمة لضمان استمرار الزراعة. تم إنشاء هيئة الري والصرف بالأحساء في أوائل التسعينات، وتطورت هذه الهيئة فيما بعد إلى المؤسسة العامة للرأي، في إطار جهود الوزارة لتنظيم وإدارة الموارد المائية بشكل أفضل. تمتاز المؤسسة بقدرتها على إدماج تقنيات حديثة في نظام الري والصرف، مما يساهم في تحسين كفاءة استخدام المياه في الزراعة.
التحول في استهلاك المياه الجوفية
في السنوات الأخيرة، لاحظت المملكة زيادة ملحوظة في استهلاك المياه الجوفية بسبب الاعتماد على الزراعة التقليدية. وذلك أدى إلى استنزاف المصادر المائية بشكل غير مستدام. لذا، اتخذت المؤسسة العامة للرأي إجراءات جادة للحد من استهلاك المياه الجوفية، من خلال تطبيق أنظمة ري حديثة وتطوير استراتيجيات لإعادة استخدام المياه المعالجة. على سبيل المثال، تم اعتماد تقنيات الري بالتنقيط والري الذكي، مما ساعد المزارعين على تقليل استهلاك المياه بنسبة تصل إلى 50%. هذا التحول ليس مجرد تحسين في الكفاءة، بل هو ضرورة لمواجهة التحديات المائية التي تواجهها البلاد. كما تسعى المؤسسة إلى تعزيز الوعي بين المزارعين حول أهمية ترشيد استخدام المياه وتحويل الزراعة التقليدية إلى زراعة مستدامة باستخدام المياه المعالجة.
المياه المعالجة في الزراعة
تعتبر المياه المعالجة مصدرًا حيويًا جديدًا لتعزيز الإنتاج الزراعي في المملكة. تسعى المؤسسة العامة للرأي إلى زيادة استخدام المياه المعالجة في الزراعة، حيث تستهدف الوصول إلى 70% من استخدام المياه المعالجة بحلول عام 2030. تتم معالجة المياه في عدة مراحل، مما يضمن إزالة الشوائب والمواد الضارة قبل استخدامها في الزراعة. وقد أظهرت الدراسات أن استخدام المياه المعالجة لا يضر بجودة المحاصيل، مما يجعلها خيارًا آمنًا وفعالًا لتلبية احتياجات الزراعة في المملكة. تعمل المؤسسة أيضًا على إنشاء بنية تحتية لتوزيع المياه المعالجة بفعالية، مما يعزز من قدرتها على تلبية احتياجات المزارعين في مختلف المناطق. إن النجاح في استخدام المياه المعالجة سيساهم بشكل كبير في تعزيز الأمن المائي والغذائي في المملكة.
تحديات وآفاق المستقبل
رغم التقدم الكبير الذي أحرزته المؤسسة العامة للرأي، إلا أن هناك العديد من التحديات التي تواجهها في سبيل تحقيق أهدافها. من بين هذه التحديات، الحاجة إلى تحسين الوعي بين المزارعين حول أهمية استخدام تقنيات الري الحديثة وتأثيراتها الإيجابية على الإنتاجية. بالإضافة إلى ذلك، يتطلب الأمر استثمارات كبيرة في تطوير البنية التحتية اللازمة لتوزيع المياه المعالجة بشكل فعال. هناك أيضًا حاجة ملحة للتنسيق بين مختلف الجهات الحكومية والخاصة لتعزيز جهود الإدارة المستدامة للموارد المائية في المملكة. على الرغم من هذه التحديات، فإن الأفق يبدو واعدًا مع زيادة الوعي العام بالتحديات التي تواجهها المياه، وتبني تقنيات جديدة تساعد في ضمان استدامة الموارد المائية وتحسين الأمن الغذائي في المملكة.
تم تلخيص الحلقة بإستخدام الذكاء الاصطناعي ezycontent
اترك تعليقاً