تعد التهاب المفاصل الصدفي (PsA) حالة طبية معقدة تؤثر على العديد من الأشخاص حول العالم، ولكن من الصعب تحديد من هم الأكثر عرضة للإصابة بها. تختلف معدلات انتشار هذه الحالة اعتمادًا على عدة عوامل، منها القارة التي تعيش فيها، العرق، والدخل، بالإضافة إلى حالات صحية سابقة مثل الصدفية. يهدف هذا المقال إلى توضيح مدى انتشار التهاب المفاصل الصدفي، مع تسليط الضوء على الفئات المختلفة التي قد تتأثر به، وكيفية تأثير العمر والجنس والعرق والدخل على هذه الحالة. سنستعرض أيضًا ما يلي: مقدمة عن المؤسسات البحثية التي تدرس انتشار هذا المرض، والنتائج التي توصلوا إليها، مما يساهم في فهم أعمق لهذه الظاهرة الصحية.
انتشار التهاب المفاصل الصدافي
ينتشر التهاب المفاصل الصدافي بشكل مختلط حول العالم، مما يجعل دراسة انتشاره مثيرة للتحدي. وفقًا لدراسة حديثة أجراها الباحث غاريث جونز وزملاؤه، فإنه من الصعب تحديد رقم عالمي دقيق لانتشاره، لكن بعض التقديرات تشير إلى أن هناك حوالي 112 شخص مصاب بالتهاب المفاصل الصدافي لكل 100,000 بالغ. هذه الإحصائية تعكس تباينًا كبيرًا بين القارات، حيث تعتبر حالات التهاب المفاصل الصدافي أكثر انتشارًا في أوروبا وأمريكا الشمالية مقارنةً بآسيا وأمريكا الجنوبية. في أمريكا الشمالية، يُطلق على المرض اسم التهاب المفاصل الصدافي ويتم تقدير عدد الحالات بحوالي 133 لكل 100,000 بالغ. وتضيف الأبحاث إلى هذا، أن هناك أرقام مختلفة باختلاف الدراسات، مما يجعل الأمر أكثر تعقيدًا. يعتبر هذا المرض أكثر شيوعًا بين الأفراد الذين يعانون من الصدفية، حيث قد يصل معدل الإصابة بين هذه الفئة إلى 30%.
التهاب المفاصل الصدافي لدى النساء
يظهر التهاب المفاصل الصدافي بشكل مختلف بين الجنسين. على الرغم من أن المرض يؤثر على كل من النساء والرجال بنفس المعدل، إلا أن النساء يشكين من تأثير أكبر للمرض على نوعية حياتهن مقارنة بالرجال. وفقًا لاستطلاع أجرته عدة مراكز بحثية، أظهرت النساء المصابات بهذا المرض مستوى أعلى من الإعاقة وتأثير يومي أصعب. يُظهر البحث أيضًا أن النساء يقضين وقتًا أطول في إظهار الأعراض قبل تشخيصهن بالمرض، مما يزيد من تعقيدات العلاج والدعم النفسي. وعلى الرغم من عدم ارتفاع معدل انتشاره بين النساء، إلا أن أعباء المرض يمكن أن تكون أشد بالنسبة لهن.
التهاب المفاصل الصدافي لدى الرجال
يمتلك الرجال شعورًا مختلفًا مع التهاب المفاصل الصدافي مقارنةً بالنساء. فبالإضافة إلى تأثير المرض على نوعية الحياة، يميل الرجال إلى المعاناة من مشكلات أكثر حدة تتعلق بالمفاصل الطرفية والعمود الفقري. على سبيل المثال، تظهر الأبحاث أن الرجال هم أكثر عرضة لظهور الالتهابات في المفاصل المحورية مقارنةً بالنساء. وعلى الرغم من التنوع في الأعراض، تُظهر الدراسات أن الرجال قد يصبحون أكثر عرضة لحدوث تلف إشعاعي في المفاصل الطرفية، مما يؤكد وجود اختلافات هامة في كيفية ظهور المرض بين الجنسين.
تأثير العمر على انتشار التهاب المفاصل الصدافي
يظهر التهاب المفاصل الصدافي بشكل شائع في فئات عمرية معينة، حيث يرتبط غالبًا بالفئات العمرية بين 30 إلى 55 عامًا. تُظهر الأبحاث أن زيادة الأعداد قد تتزايد لدى كبار السن، لكن من الممكن أن يظهر المرض في أي سن. في الأطفال، يُعتبر التهاب المفاصل الصدافي حالة نادرة تمثل نحو 5% من مجمل حالات التهاب المفاصل اللاإرادي. تُظهر الأبحاث أن الأطفال يمكن أن يظهروا أعراضًا مختلفة وتجارب أوسع تتعلق بالمرض، مما يستدعي حاجة ماسة للحصول على تشخيص دقيق وعلاج فعال. بالنسبة لكبار السن، فإن القصور غير المعالج يمكن أن يؤدي إلى تفاقم المصاعب الصحية بسبب مشكلات العضلات والعظام المرتبطة بالعمر، مما يجعل من الضروري الحفاظ على العلاج والرعاية.
التمثيل العنصري وتأثيره على انتشار التهاب المفاصل الصدافي
تظهر الأبحاث أن نسبة الإصابة بالتهاب المفاصل الصدافي تختلف بحسب العرق. يُظهر الأشخاص ذوو الألوان الأخرى في الولايات المتحدة نسبة أقل من الإصابة بالمرض مقارنةً بالأشخاص من العرق الأبيض. تبين بيانات الأبحاث أن نسبة الإصابة لدى السكان من أصل أفريقي تتراوح بين 0.04% و0.19%، بينما تسجل للدراسات الأخرى المعدلات بالنسبة لآسيويين ولاتينيين بفارق ضئيل. يلاحظ أيضًا أن الاختلافات العرقية قد تؤثر في كيفية ظهور الأعراض للمرضى. بالإضافة إلى ذلك، فإن ذوي الأصول الأسبانية والغير بيض المصابين بالتهاب المفاصل الصدافي غالبًا ما يتعرضون لمشكلات أكثر استنادًا إلى الأبحاث الإحصائية المعنية.
العوامل الاقتصادية والاجتماعية وتأثيرها على التهاب المفاصل الصدافي
تعتمد فرعية انتشار التهاب المفاصل الصدافي على الوضع الاجتماعي والاقتصادي، إلا أن هناك تساؤلات عديدة حول مدى تأثير الدخل على ذلك. سواء ارتبط الدخل بنسب أعلى أو أقل من الإصابة، إلا أنه من الصعب تحديد العوامل المؤدية لذلك بشكل دقيق. يعد هذا النوع من الأمراض إشكالية متعددة الأبعاد، إذ يمكن أن يتأثر المرضى على أساس التكاليف المقدمة للرعاية الصحية. في حال تم ربط التهاب المفاصل بالصعوبات الاقتصادية، فإن ذلك قد يؤدي إلى تفاقم الأعراض بسبب عدم القدرة على تلقي العلاج المناسب. ومن المهم تعزيز الوعي حول كيفية تأثير الحالة الصحية على الوضع المالي، فنقص الوعي أو المعلومات الدقيقة قد يؤثر سلباً على الحالة الصحية للأفراد الذين يعانون من التهاب المفاصل الصدافي.
الدفاع عن الذات والعلاج
تعتبر الدعوة لعلاج التهاب المفاصل الصدافي جزءًا أساسيًا من حياة المريض. بغض النظر عن العوامل العمرية أو العرقية أو الجندرية، من المهم أن يسعى الجميع إلى الدفاع عن احتياجاتهم الصحية لضمان الحصول على العلاج المناسب. عدم وجود علاج شافٍ لهذا المرض يتطلب تضافر الجهود مع الأطباء لتسيير خيارات العلاج. يضمن التشخيص المبكر والرعاية الصحية المتواصلة أن تكون السيطرة على المرض في أعلى مستوياتها. يمكن لمراكز دعم المرضى أن تلعب دورًا أساسيًا في توجيه المرضى نحو الأطباء المختصين لمساعدتهم في الحصول على الرعاية الفعالة.
رابط المصدر: https://www.healthcentral.com/condition/psoriatic-arthritis/prevalence
تم استخدام الذكاء الاصطناعي ezycontent
اترك تعليقاً