ملخص لحلقة: توتر العلاقات بين السعودية وإيران وأميركا مع برنارد هيكل | بودكاست فنجان

تتناول هذه الحلقة من بودكاست “فنجان” حوارًا عميقًا حول السياسة الخارجية الأمريكية تجاه الشرق الأوسط، وخصوصًا دول الخليج العربية، من خلال عدسة العلاقات السعودية الأمريكية. يناقش الضيف، البروفيسور برنارد هيكل، عدة مواضيع حساسة تشمل الاتفاق النووي الإيراني، وتأثيره على التوازن الإقليمي، وتصاعد التوترات بين السعودية وأمريكا خلال إدارات أوباما وبايدن. يتطرق الحوار إلى كيف أن السعي الأمريكي لبناء علاقات مع إيران يعتبر خيانة للمصالح التقليدية للسعودية، بالإضافة إلى تسليط الضوء على كيفية تأثير التحولات السياسية الداخلية في أمريكا على هذه العلاقات. كما يتم تناول مفهوم “ثقافة المقاومة” التي تتبناها إيران، ودور الجماعات المتطرفة في زعزعة استقرار الدول المجاورة. يُبرز النقاش أيضًا كيف أن التحولات في السياسة الأمريكية، التي اعتبرها البعض نتيجة لعجز أمريكا عن فهم التعقيدات الثقافية والسياسية في المنطقة، قد أدت إلى فقدان الثقة بين الحلفاء التقليديين. يتضمن الحوار أيضًا تساؤلات حول كيفية تأثير الرؤى المختلفة لسياسة بايدن على العلاقات مع الدول العربية، وتأثير تلك السياسات على قدرة المنطقة على تحقيق الاستقرار. يتناول البودكاست أيضًا القضايا الاجتماعية والثقافية المرتبطة بتصوير السعودية في وسائل الإعلام الغربية، وكيفية تأثير هذا التصوير على العلاقات الثنائية.

التوجهات الإستراتيجية للسياسة الخارجية الأمريكية تجاه الشرق الأوسط

تعتبر السياسة الخارجية الأمريكية تجاه الشرق الأوسط موضوعًا معقدًا يتداخل فيه العديد من العوامل السياسية والاقتصادية والاجتماعية. منذ بداية القرن الواحد والعشرين، شهدت العلاقات بين الولايات المتحدة والدول العربية تغيرات كبيرة، خاصة بعد أحداث 11 سبتمبر 2001. وتاريخيًا، كانت الولايات المتحدة تعتمد بشكل كبير على العلاقات مع الدول الخليجية، مثل السعودية، نظرًا لموقعها الاستراتيجي واحتياطياتها الهائلة من النفط. ولكن بعد عقود من التعاون، بدأت ملامح التوتر تظهر، خاصة مع تزايد النفوذ الإيراني في المنطقة ومحاولات الإدارة الأمريكية الحالية توثيق العلاقات مع طهران.

تعتبر إدارة بايدن واحدة من الإدارات التي اعتمدت نهجًا مختلفًا عن سابقتها، حيث قامت بالتركيز على بناء علاقات أكثر انفتاحًا مع إيران، وهو ما اعتبرته العديد من الدول العربية تهديدًا لأمنها القومي. هذا التوجه يعود جزئيًا إلى الاعتقاد بأن تحسين العلاقات مع إيران قد يساعد في استقرار المنطقة. ولكن في الواقع، يعكس هذا التحول عدم فهم عميق لطبيعة النظام الإيراني وتوجهاته التوسعية.

فالسعودية، على سبيل المثال، ترى في إيران خصمًا أيديولوجيًا يسعى لنشر الفوضى في العالم العربي من خلال دعم الميليشيات مثل الحوثيين وحزب الله. ومع ذلك، فقد كان هناك شعور متزايد بأن الولايات المتحدة، بدلاً من دعم حلفائها التقليديين، بدأت تتجه نحو منح الأولوية لدولة معروفة بتوجهاتها العدائية تجاهها. هذه الديناميكية تطرح تساؤلات حول مستقبل العلاقات الأمريكية-السعودية وكيفية تأثيرها على الاستقرار الإقليمي.

التوترات السعودية الأمريكية: الأسباب والتداعيات

شهدت العلاقات السعودية الأمريكية مستوى من التوتر لم يسبق له مثيل في السنوات الأخيرة، مما يعكس تحولات جذرية في الاستراتيجية الأمريكية تجاه الشرق الأوسط. بعد أحداث 11 سبتمبر، بدأت الشكوك تتسلل إلى العلاقات الثنائية، خاصة في ظل الاعتقاد بأن بعض العناصر المتورطة في الهجمات كانت سعودية. هذا أدى إلى تزايد الانتقادات والإجراءات ضد السعودية، رغم أن الحكومة السعودية نفسها كانت قد تعرضت لهجمات من تنظيم القاعدة.

وعلى الرغم من هذه التوترات، حاولت السعودية الحفاظ على علاقات قوية مع الولايات المتحدة، حيث اعتبرت ذلك جزءًا أساسياً من سياستها الخارجية. بيد أن القرارات الأمريكية، مثل الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، أثرت سلبًا على تلك العلاقات، حيث حذرت السعودية من أن انهيار الحكومة العراقية سيؤدي إلى تعزيز النفوذ الإيراني. ومع ذلك، استمرت الولايات المتحدة في سياستها، مما أدى إلى تفاقم الوضع الأمني في المنطقة.

بعد إدارة أوباما، استمر هذا التوجه في ظل إدارة بايدن، التي اتبعت سياسات مشابهة، حيث أعطت الأولوية للتواصل مع إيران. وهو ما اعتبره السعوديون بمثابة خيانة لحلفائهم التقليديين. هذه المخاوف تعززت عندما قررت الولايات المتحدة عدم الرد على الهجمات التي تعرضت لها المنشآت النفطية السعودية، مما أظهر للسعوديين أن الولايات المتحدة لم تعد تعتبرهم حلفاء رئيسيين. هذه الديناميكية من التوتر تجعل من الصعب على السعودية الاستمرار في الاعتماد على الولايات المتحدة كحليف رئيسي في سياستها الخارجية.

إيران كتهديد: السعي نحو القوة النووية

إن المخاوف من أن تسعى إيران للحصول على سلاح نووي تشغل حيزًا كبيرًا في النقاشات حول السياسة الخارجية الأمريكية والعربية. بينما تعتبر إيران برنامجها النووي جزءًا من حقوقها السيادية، تخشى دول الخليج، وعلى رأسها السعودية، من أن يؤدي حصول إيران على سلاح نووي إلى مزيد من الفوضى وعدم الاستقرار في المنطقة. هذه المخاوف ليست غير مبررة، حيث أن تاريخ إيران في دعم الميليشيات والتنظيمات المتشددة في المنطقة يعزز هذا القلق.

من جهة أخرى، يعتبر بعض المحللين أن العقوبات والضغط الأمريكي على إيران قد لا تكون فعالة. وقد أظهرت التجارب السابقة أن إيران لم تتراجع عن برامجها النووية في ظل الضغوط العسكرية أو الاقتصادية، بل قد تجد في ذلك دافعًا أكبر للتصعيد. وبالتالي، فإن النهج الأمريكي الراهن المتمثل في الانفتاح على إيران قد يُشعر الدول العربية بالخوف والتوتر، حيث يرون أن هذا الانفتاح يمكن أن يُستخدم كوسيلة لتعزيز نفوذ إيران في المنطقة.

تجدر الإشارة إلى أن بعض النقاشات تدور حول إمكانية التوصل إلى اتفاق نووي جديد مع إيران. ومع ذلك، يشدد كثير من المراقبين على أن أي اتفاق يجب أن يتخذ بعين الاعتبار مخاوف حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة، بما في ذلك السعودية، لضمان تحقيق استقرار حقيقي.

التحولات الإقليمية: العلاقة بين القضايا الفلسطينية والتطبيع مع إسرائيل

التغيرات التي تشهدها العلاقات بين الدول العربية وإسرائيل تأثرت بشكل كبير بالصراعات الإقليمية، وخاصة الصراع الفلسطيني. رغم أن العديد من الدول العربية، مثل الإمارات والبحرين، قد أقدمت على تطبيع علاقاتها مع إسرائيل، إلا أن السعودية لا تزال متمسكة بموقفها من القضية الفلسطينية. تعتبر القضية الفلسطينية بالنسبة للسعودية مسألة مركزية لا يمكن تجاهلها، حيث تعكس الموقف العربي والإسلامي تجاه القضية.

على الرغم من الضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة، فإن السعودية تؤكد على أنه لن يتم تطبيع العلاقات مع إسرائيل ما لم يتم تحقيق حقوق الفلسطينيين. هذه الرسالة تعكس موقفًا مستدامًا يعكس القيم الثقافية والدينية للسعوديين وللعديد من العرب. ومع ذلك، هناك أيضًا إدراك متزايد بأن التحديات الإقليمية، وخاصة التهديد الإيراني، قد تجعل من الضروري وجود نوع من التعاون مع إسرائيل لتحقيق مصالح مشتركة.

هذا التوجه الجديد يمثّل تحولًا في الفكر الاستراتيجي للدول العربية، حيث بدأ العديد منها ينظر إلى التعاون مع إسرائيل كوسيلة لتعزيز أمنها القومي. وفي سياق ذلك، يمكن القول إن هناك دافعًا متزايدًا لتطوير العلاقات، لكن هذا التطوير لن يحدث بدون معالجة القضايا العالقة، بما في ذلك القضية الفلسطينية. لذا، تبقى تطورات هذه العلاقات معقدة ومتعددة الأبعاد، وتعتمد بشكل كبير على السياق الإقليمي والدولي.

تم تلخيص الحلقة بإستخدام الذكاء الاصطناعي ezycontent