مقدمة
تجتاح الولايات المتحدة الأمريكية أزمة دينية حادة حيث وصل إجمالي المبلغ المستحق من قبل الحكومة الفيدرالية إلى رقم قياسي جديد في الشهر الماضي عندما بلغ 34 تريليون دولار في 29 ديسمبر، وفقًا لوزارة الخزانة. وفي حين يستعد الديمقراطيون والجمهوريون في الكونغرس لمواجهة حول ميزانية الحكومة، فإن الاقتصاديين البارزين مختلفون فيما إذا كان هذا المبلغ المتزايد يمثل أزمة عاجلة أم مجرد رقم.
الدين الوطني وأزمة الدين
من بين الذين يعتبرون الدين الوطني أزمة عاجلة هم دانا إم. بيترسون، الاقتصادية الرئيسية في مؤسسة البحوث الاقتصادية غير الربحية “مجلس المؤتمر”، ولوري إسبوزيتو موراي، رئيس لجنة التنمية الاقتصادية في المجلس. في سبتمبر الماضي، عندما كان الدين الوطني 33.6 تريليون دولار، اعتبروا أن أزمة الدين قد حدثت بالفعل.
“أسهمت المناقشة الكونغرسية هذا العام حول مستويات الإنفاق لعام 2024 في انهيار تاريخي للحوكمة في الكونغرس الأمريكي، وانهيار عملية الميزانية، والتهديد بالتخلف الوطني، واقتراب إغلاق الحكومة، والتخفيض المحتمل لتصنيف الائتمان الأمريكي”، كتبوا. “القيادة العالمية الأمريكية والأمن القومي في خطر”.
السبب الرئيسي الذي يقلق بيترسون وغيره من الاقتصاديين بشأن الدين الوطني هو المبلغ الذي يجب على الحكومة أن تدفعه كفوائد على الدين. حتى نوفمبر، استهلكت خدمة الدين الوطني 16% من الإنفاق الفيدرالي، وهو نفس المبلغ الذي تنفقه الحكومة على الدفاع. ارتفعت هذه النسبة منذ أن رفع الاحتياطي الفيدرالي معدل الفائدة الأساسي إلى أعلى مستوى له في 22 عامًا لمكافحة التضخم.
تقترض الحكومة أساسًا المال عن طريق إصدار الأوراق المالية الخزانة، التي يشتريها المستثمرون والحكومات الأجنبية كأصول ذات مخاطر منخفضة جدًا. خلال حملة رفع أسعار الفائدة التي قام بها الاحتياطي الفيدرالي العام الماضي، ارتفعت عائدات الأوراق المالية الخزانة لأجل 10 سنوات بشكل كبير، حيث تجاوزت 5% مؤقتًا في هذا الخريف، ولا تزال حوالي 4% – أكثر من ضعف مستوياتها قبل الجائحة.
يشير آخرون إلى نفس الإحصاءات الفائدة كضمانة بأن دين الحكومة ليس سببًا للذعر. مع زيادة الدين الوطني، زاد إجمالي الإنتاج الاقتصادي للولايات المتحدة كما يتم قياسه بالناتج المحلي الإجمالي (GDP)، مما يزيد من قدرة الحكومة على جمع الضرائب وسداد ما تدين به في المستقبل.
“الإحصاء أو المقياس الذي أنظر إليه في معظم الأحيان لتقييم مسارنا المالي هو الفائدة الصافية كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي”، قالت وزيرة الخزانة جانيت يلين في مقابلة مع CNBC في سبتمبر. “وحتى مع الارتفاع الذي شهدناه في أسعار الفائدة، لا يزال هذا المستوى معقولًا جدًا بنسبة حوالي 1%”.
يعتبر آخرون أن الدين الوطني أكثر من مجرد أزمة قصيرة الأجل، بل هو مشكلة طويلة الأمد. يستخدم الاقتصاديون مؤشر آخر لتحليل مستويات الدين الحكومي وهو نسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي، والتي تقيس الدين الوطني كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي. في الربع الثاني، بلغت هذه النسبة 119%، على الرغم من أنها كانت 95% فقط إذا لم تحسب الديون التي يدين بها الخزانة للحكومة من خلال برامج مثل الضمان الاجتماعي والرعاية الطبية.
في أكتوبر، قدر اقتصاديون في كلية الأعمال بجامعة بن وارتون أن الدين الوطني سيكون غير قابل للاستدانة حقًا إذا بلغت النسبة الأخيرة – والتي تسمى أيضًا الديون المستحقة للجمهور – 200% من الناتج المحلي الإجمالي، والذي من المتوقع أن يحدث ذلك في حوالي 20 عامًا. بعد ذلك، قدر أنه لا يمكن أن يتمكن أي مزيج من زيادة الضرائب أو تخفيضات الميزانية من تمكين الحكومة من سداد ديونها.
إذا كنت قلقًا نيابة عن الأجيال القادمة، قدم ويليام د. لاسترابس، أستاذ الاقتصاد في جامعة جورجيا، حلاً بسيطًا في مقالة نشرت في عام 2019 في The Conversation: احصل على جزء من الدين الوطني لأطفالك.
“اشترِ الأوراق المالية الخزانة بالمال المدخر من الضرائب الحالية المنخفضة وارث هذه الأوراق المالية لأطفالك”، كتب. “يمكنهم استخدام رأس المال والفائدة لسداد الضرائب المستقبلية العالية، دون أي تأثير نهائي على ثروتهم الصافية أو رفاهيتهم”.
اترك تعليقاً