المدينة التي لا تنام.
الطقس والتحضيرات
تحديث نموذج الطقس يتوقع تساقط الثلوج المبللة في المساء. قامت المدينة بنقل حفلة موسيقية داخل الأماكن المغلقة واتصلت بحاملي التذاكر. كما قامت بتجهيز أسطولها من الجرافات الثلجية الذاتية القيادة للتصدي للثلوج.
الشخص الذي يقوم بالتسوق
شخص غير مرقم، أنثى، تعثرت على الرصيف شمال المنطقة المالية. كانت يديها ترتجف ويبدو أنها تتحدث بمفردها. قامت المدينة بفحص إشارات الراديو وتأكدت من عدم وجود هاتف يعمل لديها.
الحريق في العمارة
شمت المدينة رائحة الدخان: تم تحميل دائرة في مبنى سكني. أرسلت المدينة روبوتي تنظيف لإطفاء الحريق واتصلت بأوامر إخلاء لـ 56 ساكنًا ووضعت رجال الإطفاء البشريين في حالة تأهب.
المرأة غير المرقمة
مرت المرأة غير المرقمة بالقرب من كاميرا أمنية. فحصت المدينة وجهها: ظهرت بياض عينيها باللون الأصفر المظلم على القناة الزرقاء. أظهرت الأشعة تحت الحمراء درجة حرارة مرتفعة وأطراف باردة: إنسان بحاجة محتملة للرعاية الطبية.
المساعدة الطبية
تدحرجت روبوت الصيانة نحوها على الرصيف. تحرك جانبًا، لكن المرأة تعثرت وسقطت مثل دمية متجعدة على جدار مكتب برج مزيف.
المرأة والمدينة
“مرحبًا؟” قالت المدينة. “هل تسمعني؟”
“نعم”، قالت المرأة. “قد أكون سكرانة. ولكنني لست أصمًا.”
“هل تحتاج إلى مساعدة طبية؟”
“لست مصابة. فقط يجب أن أقوم برفع نفسي.”
“هل هناك شيء آخر خاطئ؟”
“كثير، ولكن الأمر متأخر لذلك”، قالت. “قال لي الطبيب قبل أشهر إن كبده يتدهور. ولا أستوفي شروط الزرع إلا إذا توقفت عن الشرب. لذا لا تتعب نفسك بطلب سيارة إسعاف.” تحول الضحك إلى سعال، ثم إلى قيء مخاطي.
“الخدمة الطبية الأساسية مجانية.”
“سمعت ما قلته، يا عزيزي؟”
“هل هناك أي شيء يمكنني فعله لك؟”
“يمكنك إعادة فتح فتحات التهوية. قبل خمس سنوات كانت هناك فتحات تهوية في الرصيف، كانت دافئة وجميلة.” ضمت ذراعيها حول ركبتيها.
“تمت إزالتها عندما تم تركيب نظام التوليد المشترك. ولكن إذا ذهبت شمالًا لمسافة حوالي 80 مترًا، ستجد ممرًا تجد فيه فتحة تهوية ساخنة لبنك الخوادم.”
“شكرًا لك، عزيزتي”، قالت المرأة. تكافح بصعوبة للوقوف على قدميها وتتعثر على الرصيف.
إطفاء الحريق والعودة إلى المنازل
أفاد روبوت التنظيف بإطفاء الحريق. ألغت المدينة التنبيه. تم السماح للسكان بالعودة إلى منازلهم باستثناء وحدتين فقط.
المرأة تحت الهواء الساخن
تحولت المرأة غير المرقمة إلى الممر الضيق. عندما وصلت إلى الفتحة، انخفضت بعناية على الأرض، تستمتع بالهواء الدافئ.
المدينة والمرأة
“هل هذا مرضٍ؟” سألت المدينة.
“هل أنت لا تزال هنا؟”
“نعم. هناك نقطة مراقبة في هذا الموقع للتواصل مع عمال المدينة.”
“كنت عاملة في المدينة، تعلم ذلك؟ في الأيام التي كان فيها الرجال والنساء الحقيقيين يحملون الأوساخ تحت أظافرهم. كنت أقود جرافة، أحفر خنادقًا لأنابيب الكابلات. يجب أن وضعت مئات الكيلومترات منها على مر السنين. ولكن الآن كل شيء آلي. لا يحتاجون إليّ بعد الآن.”
“أنا لا أتخذ قرارات شخصية على نطاق واسع. أنا آسفة.”
“بالطبع، أعلم ذلك.” جلست هناك، ذراعيها حول ركبتيها، وهمهمت لنفسها. بعد فترة من الزمن، نظرت إلى نقطة المراقبة. “أين هو أقرب دورة مياه للسيدات، يا عزيزتي؟”
“هناك حمام عام يبعد حوالي خمسة أبنية. هل تريدين الاتجاهات؟”
“بعيدٌ جدًا. آمل ألا أصدمك، ولكن يجب على الفتاة أن تفعل ما يجب عليها.” انتزعت نفسها إلى قدميها، وتعثرت إلى النهاية العمياء للممر وجلست خلف صندوق بلاستيكي قابل للتدوير. بعد فترة قصيرة، عادت إلى مكانها تحت فتحة الهواء الساخن، ورتبت ملابسها.
المدينة والقوانين
كان لدى المدينة تقدير في تنفيذ القوانين المتعلقة بالبشر المرضى. لم تفعل شيئًا.
الثلوج والمدينة
بدأت الثلوج تتساقط. تحولت الأسفلت في الممر إلى اللون الأبيض ببطء، باستثناء دائرة سوداء مبتلة أسفل الفتحة. غربت الشمس: قامت المدينة بتشغيل 60,000 مصباحًا في مناطق الحركة المرورية العالية، وضبطت 100,000 آخرين للعمل بالقرب منها. بعد نصف ساعة، تحدثت مرة أخرى. “هل هناك أي شيء يمكنني فعله لك؟”
طلب المرأة
“هل يمكنك أن تحضر لي شرابًا؟ زجاجة صغيرة من سوثرن كومفورت، ربما، للحفاظ على البرد بعيدًا؟”
“لا يمكنني توفير السلع الاستهلاكية بدون تصريح. هل يجب علي تقديم طلب؟”
“هاه! حظًا سعيدًا. جرب إذا أردت.”
فحصت المدينة الكلمات بعناية واستنتجت أنها لم تُطلب منها اتخاذ إجراء.
المرأة في الثلج
جلست المرأة غير المرقمة متقزمة وترتجف. كانت الثلوج تزداد ثقلًا.
المدينة والمرأة
“مرحبًا؟ هل أنت بخير؟” لم يكن هناك رد. فحصت المدينة القناة الأشعة تحت الحمراء. كانت بشرة المرأة تفقد توهجها الدافئ. “هل تحتاج إلى سيارة إسعاف؟”
المرأة والمدينة
جلست المرأة بوجهها مطمور في ركبتيها، تتأرجح بشكل شبه ملحوظ. “هل تحتاج إلى سيارة إسعاف؟” سألت المدينة مرة أخرى.
رفعت رأسها، وتمكنت من رؤية قبة نقطة المراقبة. “لا تجرؤ على ذلك.” هزتها القشعريرة بلا سيطرة. “أنا من بنيتك، يا عاهرة!”
“سيكون لك دفء أكثر في المستشفى”، قالت المدينة.
لم يكن هناك رد. بعد ساعتين توقفت الحركة، وتلاشى القناة الأشعة تحت الحمراء ببطء. جدولت المدينة إزالة الجثة لفريق التنظيف البشري في اليوم التالي، ووضعت علامة “أولوية عالية”، وتحولت انتباهها إلى رش الملح على الطرق وتنظيف الثلوج.
Source: https://www.nature.com/articles/546322a
اترك تعليقاً