توكيو، اليابان – تم تحريره بواسطة: سنيها سواميناثان – تم التحديث: 2 يناير 2024، 10:43 مساءً بتوقيت الهند
زلزال اليابان:
تعرضت اليابان لزلزال بقوة 7.6 درجة يوم الاثنين (1 يناير). ولكن بفضل استعدادها الشامل للكوارث واستجابة مواطنيها بشكل فعال، تمكنت البلاد من تقليل عدد الوفيات بنجاح.
واقع الزلازل في اليابان:
تجد نفسها اليابان، وهي دولة معتادة جيدًا على الطبيعة الزلزالية للأرض، تكافح مع آثار زلزال قوي بقوة 7.6 درجة في يوم السنة الجديدة. يبلغ عدد الوفيات الآن 55، على الرغم من الهزات القوية. من منظور عالمي، تعتبر الأحداث الزلزالية الأخيرة تذكيرًا صارخًا بالقدرة المدمرة للزلازل. فقد أسفر زلزال تركيا جنوب شرق العام الماضي بقوة 7.8 درجة عن مقتل أكثر من 50،000 شخص، في حين أسفر زلزال نيبال عام 2015 بقوة 7.8 درجة عن وفاة حوالي 9،000 شخص. في أكتوبر من نفس العام، ضرب زلزال بقوة 6.3 درجة أفغانستان، مما أسفر عن مقتل أكثر من 2،000 شخص.
كيف تمكنت اليابان من الحد من عدد الوفيات بسبب الزلازل؟
يمكن العثور على التفسير في التدابير الشاملة لمقاومة الزلازل التي تم تطويرها على مر السنين، والتي أصبحت جزءًا من ثقافة سكان البلاد. تقع اليابان جغرافيًا ضمن “حلقة النار” الزلزالية في المحيط الهادئ، مما يعرض البلاد لحوالي 20 في المائة من زلازل العالم التي تبلغ قوتها ست درجات أو أكثر كل عام. يذكر اليابان بشكل مدهش بوجود حوالي 2،000 زلزال يمكن لسكانها أن يشعروا بها سنويًا، على الرغم من أن ليس كلها تؤدي إلى وقوع ضحايا.
أسلوب اليابان لتقليل الأثر:
تتميز رحلة اليابان لتصبح معيارًا عالميًا في التحضير للزلازل بمزيج من الفهم الجيولوجي والتخطيط الدقيق والتكيف المستمر. تقع اليابان في تقاطع ثلاثة صفائح تكتونية رئيسية، بما في ذلك صفيحة المحيط الهادئ وصفيحة بحر الفلبين، وهذا الواقع الجيولوجي يضع البلاد في مركز القوى الديناميكية الناشئة عن التحركات المستمرة في هذه الصفائح الهائلة.
قوانين البناء والترميم:
تعتبر تنظيمات البناء الصارمة جزءًا أساسيًا من صمود اليابان. يتم تصميم وبناء كل منزل لتحمل النشاط الزلزالي، مع التركيز على مستويين أساسيين للصمود. يركز المستوى الأول على الزلازل الصغيرة، بهدف الحفاظ على المباني غير المتضررة، بينما يهدف المستوى الثاني إلى تحمل الزلازل النادرة والشديدة. يعترف هذا النهج التكيفي بأنه بعد تجاوز قوة معينة، قد يحدث تلف، ولكن الهدف الأسمى هو منع وقوع خسائر بشرية.
نظام التحذير المبكر:
تفتخر اليابان بنظام تحذير مبكر متطور، وهو جزء حاسم من استعدادها للزلازل. يوفر هذا النظام ثوانٍ إلى دقائق من الإشعار المسبق قبل حدوث هزات قوية، مما يمكّن المواطنين والسلطات من اتخاذ إجراءات فورية. يتم تجهيز كل هاتف محمول في اليابان بنظام تنبيه طارئ للزلازل والتسونامي. يتم تنشيطها قبل حوالي خمس إلى عشر ثوانٍ من وقوع الكوارث المتوقعة، والغرض من ذلك هو توفير نافذة زمنية قصيرة للمستخدمين لاتخاذ إجراءات وقائية فورية إذا لزم الأمر. يعلن النظام “جيشين ديسو! جيشين ديسو!” (مترجمًا إلى “هناك زلزال”) حتى يتلاشى الزلزال.
التعليم والتدريبات:
يخضع المواطنون اليابانيون لتعليم شامل حول إجراءات الطوارئ من خلال التدريبات المنتظمة منذ الطفولة. يضمن هذا الوعي المتأصل وجود سكان مطلعين وجاهزين للاستجابة بكفاءة خلال الأحداث الزلزالية. حتى القطارات في اليابان، التي تعد حيوية للتنقل اليومي، مجهزة بأجهزة استشعار زلزالية تؤدي إلى توقف وطني خلال الزلازل، مما يضمن سلامة الركاب.
مجموعات البقاء على قيد الحياة في حالة الزلازل والتدابير:
تختلف التحضيرات التي يقوم بها الأسر للزلازل، ولكن الممارسة الشائعة هي وجود مجموعات البقاء على قيد الحياة في حالة الزلازل. تشمل هذه المجموعات عادة إمدادات الإسعافات الأولية والمياه المعبأة ومؤن الطعام والقفازات وأقنعة الوجه وأوراق العزل والأدوات الأساسية مثل الفلاشات والراديو لتلقي التحديثات العادية. يمكن الحصول على جميع العناصر المطلوبة لهذه المجموعات من مختلف المتاجر مثل صيدليات أو متاجر الحياة مثل دون كيشوت أو توكيو هاندز.
الاستعداد للتسونامي:
تدرك اليابان بشكل حاد المخاطر المرتبطة بالتسونامي الناجم عن الزلازل، وقد نفذت حواجز ساحلية قوية وجدران بحرية وأنظمة تحذير مبكر. تعمل هذه التدابير بشكل متكامل لحماية المناطق الساحلية، وتقليل الأثر المحتمل للأمواج المدمرة. ووفقًا لأحدث التقارير عن جهود الإنقاذ، تم إجلاء عشرات الآلاف من الأشخاص، الذين يسعون للحصول على الأمان من التهديد الفوري. وجد حوالي 1،000 شخص ملجأ في قاعدة عسكرية. ووجه رئيس الوزراء فوميو كيشيدا بسرعة توجيه العمال الطوارئ لتوفير الإمدادات الأساسية، بما في ذلك الماء والطعام والبطانيات ووقود التدفئة. يتركز التركيز العاجل على معالجة الاحتياجات الفورية وضمان رفاهية المتضررين.
صمود اليابان الزلزالي، الذي شكلته سنوات من التخطيط الدقيق والتكيف المستمر، يتعرض للاختبار في أعقاب هذا الزلزال الأخير. وبينما تستمر التحديات، فإن التزام الأمة بالاستعداد للزلازل يعد معيارًا عالميًا، ويقدم دروسًا حول التخفيف من تأثير الأحداث الزلزالية وتعزيز المجتمع المتماسك.
(باستخدام المدخلات من وكالات الأنباء)
سنيها سواميناثان
تهتم سنيها بكل ما له تداعيات سياسية. عاشقة للطعام ومولعة بالفن القبلي. تخرجت من كلية ليدي شري رام، جامعة دلهي، وحصلت على درجة الماجستير في كلية آسيا للصحافة في تشيناي. تشعر بشغف تجاه القصص التي تعتمد على البيانات والشروحات العميقة.
اترك تعليقاً