تبدأ رحلة مايكل هود نحو أولمبياد عام 2068 عندما كان عمره ستة أسابيع. بالطبع، لم يكن عام 2068 في ذلك الوقت. كان عام 2041، وكان والدا مايكل يقومان بتقييم روتيني لملف جينشيفمنت الخاص به.
“إن ابنك يظهر إمكانات رياضية عالية”، قال الطبيب الأطفال. “ولكنه سيكون أفضل إذا قمنا بضبط تعبير جينه قليلاً. ما الذي ترغب في أن يكون جيدًا فيه؟”
“ليس كرة القدم”، قال والده، الذي انتهت مسيرته الرياضية في اصطدام ثلاثي بينه وبين مهاجم إيست بينغهام ومشجع يحمل شيئًا يبدو أنه توبا. “ماذا عن كرة السلة؟”
“عذرًا، هرمون النمو محظور. كنت أفكر في العضلات.”
تحويل الألياف العضلية
هناك نوعان من الألياف، شرح الطبيب، واحدة للتحمل والأخرى للقوة. “ما لم نفعل شيئًا، سيكون لديه حوالي نصف كل نوع، وهو ليس مثاليًا لأي شيء سوى كرة القدم. من الأفضل أن تحوله في اتجاه أو آخر. كل ما يلزمه هو حقنة هرمون. في اتجاه واحد سيكون رباحًا أو رافع أثقال، وفي الاتجاه الآخر سيكون من نوع العدو الطويل.”
كان ذلك سهلاً. كان والد مايكل يحمل ذكريات جميلة من الأيام قبل التوبا، عندما كان يستطيع الجري إلى الأبد ولا يشعر بالتعب.
“هل يمكنك أن تجعله قويًا أيضًا؟”
“بالتأكيد.” نظر الطبيب سريعًا إلى حاسوبه اليدوي وفتح مجلدًا يحمل عنوان الناقلات العصبية. “مدى التنافسية التي ترغب فيها؟”
الواقع الافتراضي
نما الصبي وفقًا للطبيعة. ركض في الغابات والحقول. صعد الأشجار وسقط منها لأنه على الرغم من نحافته وسرعته، لم تكن لديه قوة.
خلال إحدى فتراته المنتظمة في المستشفى، زاره طبيب آخر. “لم يمنحوك ما يكفي من القوة”، قال الطبيب الجديد. “ولكن لدينا تقنية للتعامل مع ذلك. في الواقع، أنت محظوظ. تسمح لنا السلطات الرياضية بإصلاح الأخطاء إذا تم تعديل الناس بشكل غير صحيح في المرة الأولى. يمكننا أن نجعلك أفضل مما كانوا عليه إذا كانوا قد حصلوا على الصواب في ذلك الوقت. إنه ليس مؤلمًا، لكنه يستخدم فيروسًا لإعادة برمجة خلايا العضلات الخاصة بك، لذا قد تشعر ببعض الاضطراب لبضعة أيام.”
سرعان ما أصبح مايكل قويًا وسريعًا – على الرغم من أن ذلك في البداية ساعده فقط على إظهار طرق أكثر تطورًا (أو غير متطورة) للتباهي. عندما بلغ عمر السادسة عشرة، بعد تعرضه لحادث سيء يتعلق بلوحة تمارين وشقراء، زاره طبيب آخر مع رجل أكبر في الجانب.
“لقد حصلوا بالتأكيد على الجزء القوي”، قال الطبيب هذا. “لسوء الحظ، يمكن أن تجعلك الناقلات العصبية نوعًا من الغباء.”
“أحصل على علامات جيدة!”
“ليس هذا النوع من الغباء.” قام الطبيب بإشارة إلى ضيفه. “هذا هو المدرب بروكس. الرياضة تتغير، بفضل الأطفال الذين تم تعديلهم وفقًا للجينات مثلك. سيعلمك كيف تتجنب قضاء الكثير من الوقت هنا.”
تبين أن “كيفية” هي الواقع الافتراضي.
“لم يعد هناك حاجة لخوض المخاطرة بالإصابة”، قال المدرب. “يمكنني تجهيزك ببدلة ردود الفعل الحسية يمكنك أن تكون فيها تنافسيًا بقدر ما تريد دون أن تترك المنزل. بمجرد أن تعتاد عليها، لن تشعر بالفرق تقريبًا.”
وجه المدرب كلامه إلى والد مايكل. “إنه آمن تمامًا. يمكنه أن يجرب القفزات الثلاثية على لوحة التمارين ويهبط على رأسه، وسيعطيه فقط ضربة بسيطة. ليس أنني سأعلمه حيل لوحة التمارين. لديه موهبة الجري دائمًا؛ إذا لم يصب بالأذى طوال الوقت، يمكن أن يكون جيدًا حقًا. بحلول وقت بلوغه، ستكون الواقع الافتراضي رياضة أولمبية.”
كان المدرب بروكس مخطئًا في شيء واحد. عندما كان مايكل جاهزًا، لم يكن الواقع الافتراضي مجرد جزء من الأولمبياد، بل كان الأولمبياد نفسه. لم يكن هناك حاجة لبناء ملعب، ولم يكن هناك حاجة للسفر – على الرغم من أنه في البداية كان هناك بعض الضجة حول توثيق محطات الواقع الافتراضي لتجنب التحسينات السرية.
تبين أن مايكل كان جيدًا كما يمكن أن يتمنى أي شخص. اختار أن يشارك في سباقي 5000 و10000 متر، يتصارع مع الآخرين في بداية السباق، ثم ينفصل عنهما في اختبار لمعرفة أي طبيب جينات وجد الخليط المثالي من العضلات والناقلات العصبية.
انتصرت القوة وحصل مايكل، الذي يجهد نفسه في بدلة تحكم في المناخ على بعد آلاف الكيلومترات من منافسيه، على ميداليتين ذهبيتين. كان يتمنى فقط أن يذهب للثلاثية ويضيف سباق الماراثون إلى المزيج.
ثم انتهت القصة. جاء المدرب بروكس وأخذ البدلة لأن مايكل سيكون في سن متقدمة للغاية للمشاركة في الأولمبياد بعد أربع سنوات. بالإضافة إلى ذلك، كان هناك مجموعة من الرياضيين الذين تم تعديلهم وفقًا للجينات بشكل أفضل يأتون خلفه.
كان مشهورًا، لكن لم يعرف أحد وجهه لأن الرمز الذي ارتداه في الألعاب كان ينتمي إلى موسيقي أشهر – تم اختياره بالطبع ليكون معروفًا للملايين الذين يزحفون في المدرجات الافتراضية.
في يوم من الأيام، وجد مايكل نفسه في حديقة يراقب العدائين. اشترى زوجًا من الأحذية – أول حذاء حقيقي له منذ سنوات – فربطها وتوجه خلف امرأة شابة قامت ببرمجة قميصها لعرض رمزه الأولمبي وهو يعبر خط النهاية.
للأسف، كان المدرب بروكس مخطئًا في شيء آخر: الواقع الافتراضي ليس تمامًا كالجري الحقيقي. كان مدربًا بارعًا في الأول ولكن ليس في الثاني، عانى مايكل للحفاظ على مسافة آمنة بينه وبين المرأة.
ولكن لا يزال لديه قوته المعدلة والمرأة ليست فقط جيدة بالنسبة لعداء ترفيهي، بل هي جميلة أيضًا. كانت مهاراته الاجتماعية قليلة، لكن القميص قال إنه إذا استطاع اللحاق بها، سيكون من السهل التحدث معها. وهو يبذل قصارى جهده للحاق بها وفي نفس الوقت يحاول أن يبدو سهلًا، تساءل: إذا تعاون معها وجد الطبيب المناسب، هل يمكن لطفلهما أن يفوز بالثلاثية؟
معلومات عن الكاتب
ريتشارد أ. لوفيت هو الفائز بجائزة أنالوج لأفضل كاتب في مجلة الخيال العلمي أربع مرات. وهو أيضًا يكتب لمجلة نيو ساينتست وناشيونال جيوغرافيك نيوز ورانينج تايمز، وهو مدرب ومؤلف مشارك لكتابين عن الجري مع البطل الأسطوري لسباق الماراثون ألبرتو سالازار.
Source: https://www.nature.com/articles/448104a
اترك تعليقاً