مقدمة
تعتبر المرايا العملاقة جزءًا أساسيًا من تلسكوب جايانت ماجلان الذي سيكون أقوى أداة بصرية في العالم. سيتم استخدام سبعة مرايا رئيسية ضخمة لالتقاط الضوء من العوالم البعيدة المشابهة للأرض والبحث في جوانبها الجوية عن علامات محتملة للحياة الفضائية. سيتم تشغيل التلسكوب في أواخر العقد 2020 وسيتم تركيبه على قمة جبل في صحراء أتاكاما في تشيلي، حيث تكون السماء الليلية هناك واضحة جدًا. ستتم توحيد المرايا السبعة في تشكيلة تشبه الزهرة داخل غلاف بناء يتكون من 22 طابقًا. ستعمل المرايا معًا كوحدة واحدة تعكس الضوء إلى المرايا الثانوية للتلسكوب وأجهزته العلمية. ستوفر هذه السطح اللامع للتلسكوب الجديد دقة صورة تزيد بأربع مرات عن تلسكوبات الفضاء المتقدمة حاليًا.
عملية صنع المرايا
تستغرق عملية صنع المرايا وقتًا طويلاً ومعقدة. يتم بدء العملية بتحميل الزجاج المحمل بالفرن ويستغرق حوالي أسبوع للوصول بالمادة المحملة إلى درجة الحرارة القصوى، مما يتسبب في ذوبانها وتدفقها إلى قالب مكون من أعمدة سداسية. بعد ثلاثة أشهر إضافية من التبريد والتلدين، تكون المرآة الزجاجية تشبه فطائرين تحتضن شبكة عسلية. تكون الهيكل المجوف بنسبة 80٪ خفيفًا بما يكفي ليطفو على الزيت ولكنه قوي بما يكفي لمقاومة الانحناء في الرياح.
تلميع المرآة وتغطيتها
تخضع المرآة بعد ذلك لعملية تلميع تستغرق عامين، مما ينتج عنه سطحًا ناعمًا للغاية. إذا تم توسيع المرآة لتصبح بحجم أمريكا الشمالية، فإن أعلى عيب سيكون بارتفاع نصف طول مضرب الغولف. في النهاية، يتم تطبيق طبقة رقيقة بسمك 100 نانومتر من الألومنيوم – المناسبة تمامًا لتعكس الضوء المرئي – على سطح الزجاج الشفاف. إن هذه الخطوة الأخيرة ستمكن التلسكوب من التقاط لمحات من العوالم الفضائية في طول موجي للضوء يمكن لعيوننا البشرية الضعيفة التعرف عليه.
استخدام التلسكوب
سيوفر تلسكوب جايانت ماجلان فرصة لاكتشاف الكواكب التي يمكن أن تكون صالحة للعيش. قد تكون الأجهزة الحالية قادرة على قياس كتلة كوكب خارج المجموعة الشمسية معينة، وقد يتمكن الباحثون أحيانًا من اكتشاف بعض الجزيئات في الغلاف الجوي لكوكب خارج المجموعة الشمسية الكبير عندما يمر أمام نجمه. ومع ذلك، سيكون بإمكان هذا التلسكوب الجديد قياس الغلاف الجوي لكوكب أصغر دون الاعتماد على خلفية ضوء النجوم، واكتشاف المزيد مما يطفو في داخله.
يأتي اسم التلسكوب من فيرديناند ماجلان، قائد أول بعثة للتحليق حول العالم. وقد طالب بعض الفلكيين بتغيير اسم الكواكب المعروفة باسم السحب الماجلانية، نظرًا لأفعال المستكشف الوحشية تجاه السكان الأصليين. ولكن وفقًا للمتحدث باسم الجمعية التي تقوم ببناء التلسكوب، لم يتم اتخاذ أي قرارات بعد بشأن تغيير اسم التلسكوب.
في الوقت الحالي، تستمر عملية صب المرايا. استغرق تصنيع المرآة المجزأة لتلسكوب جايمس ويب العريضة 6.5 أمتار حوالي ثمانية أعوام. وقد استمر صب المرايا الرئيسية لتلسكوب جايانت ماجلان – والتي يبلغ عرض كل منها ما يقرب من 8.5 أمتار – لمدة تقارب 18 عامًا.
باختصار، تعد عملية صنع المرايا العملاقة لتلسكوب جايانت ماجلان عملية معقدة ومدهشة تستغرق وقتًا طويلاً. ومع الانتهاء من هذه العملية، سيكون بإمكان التلسكوب الجديد الكشف عن أسرار الكواكب البعيدة وربما يكشف عن علامات حياة فضائية.
Source: https://www.sciencenews.org/article/giant-mirrors-magellan-largest-telescope
اترك تعليقاً