تظهر تقنية التقاط الحركة بدون علامات البيوميكانيكا للاعبي رمي الكرة الحرة. الائتمان: مختبر أداء الرياضة جايهوك.
مقدمة
في موسم كرة السلة الحالي، يمكن للفريق الذي يحقق أعلى نسبة من الرميات الحرة أن يحقق الفوز في المباراة القريبة. وفهم أفضل للبيوميكانيكا الدقيقة لأفضل لاعبي رمي الكرة الحرة يمكن أن يترجم إلى تحسين أداء اللاعب بشكل حاسم. قام باحثون في جامعة كانساس في لورانس باستخدام تقنية التقاط الحركة بدون علامات للقيام بذلك، ونشروا نتائجهم في ورقة بحثية في أغسطس الماضي في مجلة Frontiers in Sports and Active Living.
الدراسات السابقة
لقد كان هناك الكثير من الأبحاث السابقة في مجالات مختلفة من كرة السلة. على سبيل المثال، كان هناك جدل كبير حول ما إذا كان ظاهرة “اليد الساخنة” في كرة السلة حقيقة أم لا، أي عندما يصنع اللاعبون المزيد من الرميات المتتالية مما يوحي به الإحصاءات. وأظهرت دراسة عام 1985 أنها خرافة، ولكن التحليل الرياضي الأكثر حداثة (بما في ذلك دراسة عام 2015 تفحص النقاط الدقيقة لقانون الأعداد الصغيرة) من قبل باحثين آخرين قدم بعض التبرير لوجود مثل هذه السلاسل الحقيقية، على الرغم من أنها قد تنطبق فقط على بعض اللاعبين.
قبل حوالي 20 عامًا، قام لاري سيلفربرغ وتشيا تران من جامعة ولاية كارولينا الشمالية بتطوير طريقة لمحاكاة حركة الملايين من الكرات السلة على الكمبيوتر واستخدموها لفحص الرياضيات للرمي الحر. وفقًا لعملهم، في رمية حرة مثالية، تدور الكرة بتردد 3 هرتز عندما تترك أطراف أصابع اللاعب، وزاوية الإطلاق حوالي 52 درجة، وسرعة الإطلاق بطيئة نسبيًا، مما يضمن أعلى احتمالية لصنع السلة. من بين هذه المتغيرات، تعتبر سرعة الإطلاق الأصعب للاعبين للتحكم فيها. كما يهم نقطة الهدف: يجب على اللاعبين أن يستهدفوا الجزء الخلفي من الحلقة، والذي يكون أكثر تسامحًا من الجزء الأمامي.
كما كان هناك دراسة في عام 2021 من قبل علماء ماليزيين قاموا بتحليل الزاوية المثلى لرمية الكرة الحرة في كرة السلة، استنادًا إلى البيانات التي تم جمعها من 30 لاعبًا في الدوري الوطني لكرة السلة الأمريكي. وخلصوا إلى أن طول اللاعب عكسياً للسرعة الأولية وزاوية الرمي المثلى، وأن الأخيرة تتناسب مباشرة مع الوقت الذي يستغرقه الكرة للوصول إلى أقصى ارتفاع لها.
الدراسة الحالية
لقد قام مختبر كاباركابا بدراسة أداء لاعبي كرة السلة لعدة سنوات الآن، بما في ذلك كيفية تأثير تناول الإفطار (أو عدم تناوله) على أداء الرمي، وما يحدث للعضلات عندما يتدرب اللاعبون بشكل مفرط. لقد نشروا سلسلة من الدراسات في عام 2022 لتقييم فعالية أكثر الإشارات التدريبية شيوعًا، مثل “انحنِ ركبتيك”، “اخفض ذراعك”، أو “أطلق الكرة بأعلى مكان ممكن”. في إحدى الدراسات، قام كاباركابا وآخرون بتحليل فيديو عالي الدقة للاعبي رمي الكرة الحرة للبحث عن الاختلافات الحركية بين اللاعبين الذين يتفوقون في رمي الكرة الحرة والذين لا يتفوقون. أشارت النتائج إلى وجود مرونة أكبر في مفصل الورك والركبة والزاوية، مما يؤدي إلى وضع أقل للمرفق عند الرمي.
ومع ذلك، لم يتم العثور على اختلافات حركية في الرميات التي قام بها اللاعبون الماهرين وتلك التي فشلوا فيها، لذا قام الفريق بإجراء دراسة تتبعية باستخدام نظام تقاطع حركة ثلاثية الأبعاد. وقد أكدت هذه الدراسة أن مرونة أكبر في الركبة والمرفق، ووضع أقل للمرفق كانت عوامل حاسمة. وكان هناك فقط اختلاف واحد مهم بين الرميات الناجحة والفاشلة للكرة الحرة: وضع الساعد تقريبًا موازيًا للمحور الجانبي الخيالي.
أجريت دراسة ثالثة للنظر في الاختلافات الحركية بين لاعبي رمي الكرة الحرة من نقطتين وثلاث نقاط (سواء كانوا ماهرين أو غير ماهرين) باستخدام فيديو عالي السرعة ونظام لوحة قوة. ووجدوا أن لاعبي النقطتين الجيدين لديهم وضع أفضل للمرفق وانحناء الركبة خلال المرحلة المبكرة من حركة الرمي، وزاوية أفضل للتحرير/الإفراج عند وقت إطلاق الكرة. بالمقابل، كان لدى لاعبي النقطة الثلاثية الجيدين أيضًا انحناء أكبر في المرفق ولكنهم أبقوا الجزء العلوي من الجسم في وضعية قريبة من العمودية، وكانوا قادرين على القفز عموديًا بارتفاع أكبر عند إطلاق الكرة.
الاستنتاج
أجرى مختبر كاباركابا دراسة أخيرة تفحص العلاقة بين قوة اللاعب ونجاحه في رمي الكرة الحرة والنقاط المزدوجة والثلاثية. لم يتم العثور على ارتباط قوي، على الرغم من أنهم استنتجوا أن ذلك لا يعني أن القوة لا تهم عندما يتعلق الأمر بدقة الرمي، ولكن ربما يكون هناك عوامل أخرى يجب النظر فيها.
لهذه الدراسة الأخيرة، قام كاباركابا وزملاؤه بتجنيد 34 ذكرًا نشطًا وصحيًا لديهم خبرة لا تقل عن أربع سنوات في لعب كرة السلة. بعد التسخين، قام كل لاعب بإجراء 10-15 رمية تدريبية، ثم وقف عند خط الرمي الحر وقام بمحاولة عشر رميات، مع استراحة لمدة 10-15 ثانية بين كل واحدة لاستبعاد التعب كعامل. استخدم الباحثون نظام تقاطع حركة ثلاثي الأبعاد يتضمن تسعة كاميرات عالية الدقة لالتقاط البيوميكانيكا لكل رمية للتحليل.
وكانت النتائج: أفضل لاعبي رمي الكرة الحرة كان لديهم مزيد من السيطرة على حركة الرمي، خاصة على المتغيرات الرئيسية مثل انخفاض الركبة وذروة مركز الكتلة ومتوسط السرعات الزاوية، مقارنة باللاعبين غير الماهرين. كما وصل أفضل اللاعبين إلى ارتفاع إطلاق أكبر وأقل انحناء للجذع عند نقطة إطلاق الكرة. وأخيرًا، يمكن أن يكون التركيز المفرط على الارتفاع عند الإطلاق مضرًا في كثير من الأحيان، مما يتسبب في فشل حتى أفضل لاعبي رمي الكرة الحرة في صنع المزيد من الرميات.
“تشير هذه النتائج إلى أن حركة رمي الكرة السلة ليست بسيطة كما يعتقد البعض. لا يمكن أن يُعزى كفاءة الرمي إلى متغير بيولوجي واحد”، قال كاباركابا. “إنها تستند إلى مزيج من حركات الجسم العديدة التي يتم تنفيذها بطريقة متحكمة”.
المصدر: Frontiers in Sports and Active Living، 2023. 10.3389/fspor.2023.1208915
اترك تعليقاً