مقدمة
يعتبر الطبيب النفسي والكاتب غابور ماتي من الأطباء المشهورين برؤاه حول الآثار التي تتركها الصدمة على العقل والجسم، وبتوجيهه الرحيم في عملية الشفاء. في سلسلة من الكتب الأكثر مبيعًا، أكد أن الصدمات في الطفولة والضغوطات الأخرى قد تكون وراء الإدمان واضطراب فرط الحركة وفرط النشاط والحالات الأخرى. في أحدث أعمال ماتي، “أسطورة الطبيعي”، التي كتبها مع ابنه دانيال ماتي، يفترض أن الصدمة – والتي يعني بها “جرح”، كما في اللغة اليونانية الأصلية – متشابكة في نسيج المجتمع الغربي. إنها متفشية لدرجة أنها تعتبر الأمر الطبيعي – صعبة جدًا على معظم الناس أن يدركوها كما يدرك السمك الماء. يكتب ماتي في كتابه أنه “بمجرد أن نقرر أن نرى بوضوح كيف تكون الأمور، يمكن أن تبدأ عملية الشفاء – وهي كلمة تعني في جذورها “العودة إلى الكمال”.
كيف يساعدك استكشاف الصدمة في فهم ما يحدث الآن؟
كما ذكرت في كتابي “أسطورة الطبيعي”، وُلدت طفلة يهودية في المجر في عام 1944، قبل شهرين من احتلال النازيين للمجر. حتى ذلك الحين، تم تجنب معظم السكان اليهود في المجر من الإبادة الجماعية. ولكن عندما وصل النازيون إلى هناك، قال أدولف أيشمان، زعيم الجيش الألماني النازي الذي كان مهندس الإبادة الجماعية، إن العملية تمت كالحلم. في غضون ثلاثة أشهر، قتلوا نصف مليون يهودي مجري وأرسلوا معظم الآخرين إلى أوشفيتز، بما في ذلك جدتي وعمتي وتقريبًا والدتي وأنا. كانت صدفة أنني ووالدتي لم نكن على نفس النقل إلى أوشفيتز. لكنني قضيت أول عام من حياتي تحت الاحتلال النازي. عندما كنت في الشهر الحادي عشر، أعطتني والدتي لامرأة مسيحية غريبة في الشارع لإنقاذ حياتي. ولم أرى والدتي لمدة ستة أسابيع.
كيف يمكن للصدمة أن تجعل البعض يتحولون إلى وحوش والبعض الآخر إلى بشر متعاطفين؟
أعتقد أن لدينا جميعًا هاتين الجانبين. السؤال هو: أي جانب ينتصر؟ يمكن أن تكون الصدمة التي تم معالجتها وفهمها معلمًا عظيمًا. يمكن أن تشوه الصدمة التي تم قمعها شخصيتك إلى حد السوسوباثية. والأشخاص الذين يذهبون في اتجاه أو آخر – ربما يعتمد ذلك على درجة ارتباطهم بالبشر. الأشخاص الذين يعبرون تمامًا عن صدماتهم بشكل شخصي، مثل السفاحين المتسلسلين – هؤلاء الأشخاص لم يتلقوا أبدًا أي تعاطف في حياتهم. لذلك جعلتهم الصدمة مليئين بالغضب، وجعلتهم يسعون للسلطة والهيمنة بأي ثمن. يمكن العثور على العديد من هذه الأمثلة في السياسة أيضًا.
ما هو دور السياسة في توسيع الصدمة؟
خذ سياسة النيوليبرالية، التي منحها قديسيها مارغريت تاتشر ورونالد ريغان واستمرت تحت حكومات مختلفة من جميع الأنواع: في ظل النيوليبرالية، كان هناك المزيد من العزلة الاجتماعية والقضاء على البرامج الاجتماعية والشعور بعدم الأمان والوحدة. ويسهم كل من هذه العوامل في الإصابة بالمرض، ليس فقط للسكان الأقلية ولكن للسكان العامة.
هل ترى رابطًا بين المحرقة النازية وما يحدث في الشرق الأوسط؟
أحداث 7 أكتوبر، الفظائع الوحشية التي ارتكبت ضد اليهود في جنوب إسرائيل – بالنسبة لمعظم زملائي اليهود، الذين لا يعرفون تاريخ الفلسطينيين وما حدث لهم، هذا هو هجوم فظيع على اليهود، أكبر كارثة حلت بنا منذ المحرقة. لذا فإن الصدمة الواحدة تشبه الأخرى وتغذي عليها.
هل يمثل الإنكار، كما تسميه، الشفاء؟
إنه الجزء الأول من الشفاء لأنه حتى نكون على اتصال بالواقع وعلى اتصال بمصدر معاناتنا الفعلي، لا يمكننا أن نشفي أنفسنا. يعلم البوذية، على سبيل المثال، أنه بمجرد أن تدرك مصدر معاناتك، فهذه خطوة كبيرة نحو الشفاء. أنا معروف كشاف، وأفعل ما في وسعي. يقول الكثيرون لي: “لدي إدمان، لكنني كنت طفلًا سعيدًا”. ثم نجري محادثة لثلاث دقائق. يدركون أنهم كانوا سعداء في طفولتهم، لكنهم قمعوا كل الألم الذي عانواه. بمجرد أن يدرك الناس أنهم تعرضوا لصدمة، يرون أنه ليس هناك شيء خاطئ فيهم بشكل جوهري. إنهم ليسوا معيبين، ليسوا سلعًا تالفة، ولكن حدث شيء جعلهم يتصرفون بطرق تضر بأنفسهم أو تضر بالآخرين.
ما هو الدور الذي تلعبه السياسة في توسيع الصدمة؟
خذ سياسة النيوليبرالية، التي منحها قديسيها مارغريت تاتشر ورونالد ريغان واستمرت تحت حكومات مختلفة من جميع الأنواع: في ظل النيوليبرالية، كان هناك المزيد من العزلة الاجتماعية والقضاء على البرامج الاجتماعية والشعور بعدم الأمان والوحدة. ويسهم كل من هذه العوامل في الإصابة بالمرض، ليس فقط للسكان الأقلية ولكن للسكان العامة.
لماذا يكون مثل هؤلاء الأشخاص شعبيين أحيانًا بين الناخبين؟
غالبًا ما نبحث في قادتنا السياسيين عن آباء بديلين سيعتنون بنا. نبحث عن أشخاص يتمتعون بالقوة والصلابة. نذهب لهؤلاء الأشخاص كآباء بديلين لأنه من الصعب جدًا أن تكون بالغًا في هذا العالم. أن تكون بالغًا يعني القدرة على أن تكون مختلفًا بصورة حقيقية.
ماذا يعني أن تكون “مختلًا بصورة حقيقية”؟
هل من المثير للجدل أن تقول أنك تفضل أن تكون على اتصال بالواقع بدلاً من أن تؤمن بحلم زائف؟ قال الكاتب العظيم جيمس بالدوين: “نعيش في بلد يستخدم الكلمات بشكل رئيسي لتغطية النائم، وليس لإيقاظه”. إذا أجريت نقاشًا وطنيًا حول الحقوق والخطأ والتاريخ والآراء المختلفة حول ما يحدث في الشرق الأوسط الآن، أيهما سيجذب جمهورًا أكبر، هذا أو السوبر بول؟ إن الكثير من الثقافة مصممة لتجعلنا نغفو. إنها كلها عن الهروب من الواقع. الحياة صعبة جدًا. من الصعب جدًا أن تنظر في وجه الحياة.
هل ترى رابطًا بين المحرقة النازية وما يحدث في الشرق الأوسط؟
أحداث 7 أكتوبر، الفظائع الوحشية التي ارتكبت ضد اليهود في جنوب إسرائيل – بالنسبة لمعظم زملائي اليهود، الذين لا يعرفون تاريخ الفلسطينيين وما حدث لهم، هذا هو هجوم فظيع على اليهود، أكبر كارثة حلت بنا منذ المحرقة. لذا فإن الصدمة الواحدة تشبه الأخرى وتغذي عليها.
هل يمثل الإنكار، كما تسميه، الشفاء؟
إنه الجزء الأول من الشفاء لأنه حتى نكون على اتصال بالواقع وعلى اتصال بمصدر معاناتنا الفعلي، لا يمكننا أن نشفي أنفسنا. يعلم البوذية، على سبيل المثال، أنه بمجرد أن تدرك مصدر معاناتك، فهذه خطوة كبيرة نحو الشفاء. أنا معروف كشاف، وأفعل ما في وسعي. يقول الكثيرون لي: “لدي إدمان، لكنني كنت طفلًا سعيدًا”. ثم نجري محادثة لثلاث دقائق. يدركون أنهم كانوا سعداء في طفولتهم، لكنهم قمعوا كل الألم الذي عانواه. بمجرد أن يدرك الناس أنهم تعرضوا لصدمة، يرون أنه ليس هناك شيء خاطئ فيهم بشكل جوهري. إنهم ليسوا معيبين، ليسوا سلعًا تالفة، ولكن حدث شيء جعلهم يتصرفون بطرق تضر بأنفسهم أو تضر بالآخرين.
ما هو الدور الذي تلعبه السياسة في توسيع الصدمة؟
خذ سياسة النيوليبرالية، التي منحها قديسيها مارغريت تاتشر ورونالد ريغان واستمرت تحت حكومات مختلفة من جميع الأنواع: في ظل النيوليبرالية، كان هناك المزيد من العزلة الاجتماعية والقضاء على البرامج الاجتماعية والشعور بعدم الأمان والوحدة. ويسهم كل من هذه العوامل في الإصابة بالمرض، ليس فقط للسكان الأقلية ولكن للسكان العامة.
لماذا يكون مثل هؤلاء الأشخاص شعبيين أحيانًا بين الناخبين؟
غالبًا ما نبحث في قادتنا السياسيين عن آباء بديلين سيعتنون بنا. نبحث عن أشخاص يتمتعون بالقوة والصلابة. نذهب لهؤلاء الأشخاص كآباء بديلين لأنه من الصعب جدًا أن تكون بالغًا في هذا العالم. أن تكون بالغًا يعني القدرة على أن تكون مختلفًا بصورة حقيقية.
ماذا يعني أن تكون “مختلًا بصورة حقيقية”؟
هل من المثير للجدل أن تقول أنك تفضل أن تكون على اتصال بالواقع بدلاً من أن تؤمن بحلم زائف؟ قال الكاتب العظيم جيمس بالدوين: “نعيش في بلد يستخدم الكلمات بشكل رئيسي لتغطية النائم، وليس لإيقاظه”. إذا أجريت نقاشًا وطنيًا حول الحقوق والخطأ والتاريخ والآراء المختلفة حول ما يحدث في الشرق الأوسط الآن، أيهما سيجذب جمهورًا أكبر، هذا أو السوبر بول؟ إن الكثير من الثقافة مصممة لتجعلنا نغفو. إنها كلها عن الهروب من الواقع. الحياة صعبة جدًا. من الصعب جدًا أن تنظر في وجه الحياة.
هل ترى رابطًا بين المحرقة النازية وما يحدث في الشرق الأوسط؟
أحداث 7 أكتوبر، الفظائع الوحشية التي ارتكبت ضد اليهود في جنوب إسرائيل – بالنسبة لمعظم زملائي اليهود، الذين لا يعرفون تاريخ الفلسطينيين وما حدث لهم، هذا هو هجوم فظيع على اليهود، أكبر كارثة حلت بنا منذ المحرقة. لذا فإن الصدمة الواحدة تشبه الأخرى وتغذي عليها.
هل يمثل الإنكار، كما تسميه، الشفاء؟
إنه الجزء الأول من الشفاء لأنه حتى نكون على اتصال بالواقع وعلى اتصال بمصدر معاناتنا الفعلي، لا يمكننا أن نشفي أنفسنا. يعلم البوذية، على سبيل المثال، أنه بمجرد أن تدرك مصدر معاناتك، فهذه خطوة كبيرة نحو الشفاء. أنا معروف كشاف، وأفعل ما في وسعي. يقول الكثيرون لي: “لدي إدمان، لكنني كنت طفلًا سعيدًا”. ثم نجري محادثة لثلاث دقائق. يدركون أنهم كانوا سعداء في طفولتهم، لكنهم قمعوا كل الألم الذي عانواه. بمجرد أن يدرك الناس أنهم تعرضوا لصدمة، يرون أنه ليس هناك شيء خاطئ فيهم بشكل جوهري. إنهم ليسوا معيبين، ليسوا سلعًا تالفة، ولكن حدث شيء جعلهم يتصرفون بطرق تضر بأنفسهم أو تضر بالآخرين.
Source: https://www.scientificamerican.com/article/confronting-illusions-can-help-heal-trauma/
اترك تعليقاً