منذ عقد على الأقل، تم منع كريس فان بيبر من التبرع بالدم. كان هذا الشاب البالغ من العمر 35 عامًا من سولت ليك سيتي في يوتاه، وهو مثلي جنسي مفتوح، مقيدًا بسبب القواعد التي وضعتها إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) التي لم تسمح للرجال المثليين الجنسيين النشطين جنسيًا بالتبرع بالدم.
حظر التبرع للرجال المثليين والثنائيين
في الأيام الأولى لوباء فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز، لم يتمكن التبرع بالدم من فحص الفيروس، مما أدى إلى بعض حالات الإصابة بالفيروس عن طريق التبرع بالدم. وهذا ما دفع إدارة الغذاء والدواء الأمريكية إلى فرض حظر مدى الحياة على التبرع بالدم من قبل الرجال المثليين والثنائيين جنسيًا، بالإضافة إلى النساء اللواتي يمارسن الجنس مع الرجال الذين يمارسون الجنس مع الرجال.
وقالت آياكو مياشيتا أوشوا، أستاذة مساعدة في كلية الشؤون العامة بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، لشبكة ABC News: “كان ذلك مبنيًا حقًا ليس على مخاطر الشخص الفردية، ولكن بدرجة أكبر على الانتماء إلى مجموعة معينة، وبعض ذلك، في بداية الأمر، يمكن القول إنه كان مبنيًا على ما كنا نراه فيما يتعلق بتأثير فيروس نقص المناعة البشرية على مجتمعات محددة، ولا سيما الرجال المثليين والثنائيين جنسيًا”.
في عام 2015، تم إلغاء الحظر الشامل ولكن وضعت إدارة الغذاء والدواء قيودًا تقضي بأن يتمكن الرجال الذين يمارسون الجنس مع الرجال من التبرع بالدم إذا كانوا ممتنعين عن ممارسة الجنس لمدة عام واحد على الأقل. في عام 2020، تم تقصير هذه الفترة إلى 90 يومًا من الامتناع عن ممارسة الجنس.
وقد جادل العلماء والمدافعون بأن عدم وجود سياسات تدعم العلم كان يشكل تمييزًا.
تغيير قاعدة التبرع بالدم
في هذا العام، أعلنت إدارة الغذاء والدواء أنها لن تصدر حظرًا شاملاً بسبب التوجه الجنسي، وبدلاً من ذلك ستقوم بفحص المتبرعين المحتملين بناءً على مخاطرهم في الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية ونقله، وذلك اعتبارًا من شهر أغسطس.
وفي ذلك الوقت، قالت الوكالة الصحية الفيدرالية إنها ستستخدم “أسئلة تقييم المخاطر الفردية شاملة الجنس وتستند إلى النوع دون المساس بسلامة أو توفر إمدادات الدم”.
تسأل الاستبيانات جميع المتبرعين عن الشركاء الجنسيين الجدد أو المتعددين خلال الأشهر الثلاثة الماضية. سيتم تأجيل أولئك الذين لديهم شريك جنسي جديد أو شركاء متعددين خلال الأشهر الثلاثة الماضية ولديهم تاريخ من ممارسة الجنس الشرجي خلال تلك الفترة الزمنية. سيتم أيضًا تأجيل أولئك الذين يتناولون أدوية لعلاج أو منع العدوى بفيروس نقص المناعة البشرية. تقييم مخاطر التبرع بالدم الجديد هو نفسه بالنسبة لكل متبرع بغض النظر عن كيفية تحديد هويتهم.
وتتبع العديد من الدول الغربية الأخرى التي ألغت حظرًا أو خففت القيود مؤخرًا بما في ذلك المملكة المتحدة وفرنسا واليونان وهولندا.
وقال فان بيبر إنه عندما سمع لأول مرة أن إدارة الغذاء والدواء تفكر في إجراء تغيير في السياسة، كان حذرًا في البداية، لكنه كان متحمسًا عندما أصبح الأمر رسميًا.
وقال: “كنت قلقًا قليلاً لأنني أريد أن أعرف، كيف سيتم إجراء هذا التغيير وهل سيكون فعلاً شاملاً وكيف سيشمل الجميع؟ وعندما بدأ الأمر أخيرًا، وقرأت المتطلبات قبل أن أذهب للتبرع، جلست هناك وقلت لنفسي، هذه هي الطريقة التي يجب أن نتبعها، والعلم سيستمر في العمل معنا وسيكون هناك تحسن فقط”.
وقال الخبراء إن هذه السياسة الجديدة تركز على المخاطر الفردية، مع مراعاة أن العديد من المتبرعين هم أشخاص متعددي العلاقات الجنسية، ويخضعون لاختبار سلبي لفيروس نقص المناعة البشرية ويمارسون الجنس بطرق آمنة.
وقالت مياشيتا أوشوا: “أعتقد أن التقييم القائم على المخاطر الفردية يمنحنا فرصة للابتعاد عن القرارات العشوائية المتعلقة بالمخاطر المتعلقة بالتبرع. أعتقد أننا نتحرك نحو مكان يعكس بشكل أفضل العلم وتوقعاتنا كمجتمع لعدم التمييز”.
ويأمل الخبراء أيضًا أن يساعد المزيد من المتبرعين في التعامل مع نقص الإمدادات الدموية. في 11 سبتمبر من هذا العام، أعلنت الصليب الأحمر الأمريكي عن نقص وطني في الدم، مشيرة إلى أن مستوى إمدادات الدم قد انخفض بنسبة تقارب 25% منذ أوائل أغسطس.
وعلى الرغم من زيادة التبرع بالدم منذ ذلك الحين، قد يستغرق أسابيع لاستعادة المستويات، وفقًا للصليب الأحمر.
المزيد من العمل يجب القيام به
قال فان بيبر إن استجابة المجتمع المثلي للمثليين جنسيًا كانت إيجابية، حيث خرج الناس للتبرع الذين لم يدركوا أنهم مؤهلون الآن أو شاركوا تجربتهم الأولى في التبرع.
ومع ذلك، يقول هو وغيره إن هناك المزيد من العمل يجب القيام به. وسيلة واحدة لجعل التبرع بالدم أكثر شمولية هي توسيع الأهلية لأولئك الذين يتناولون دواء يسمى PrEP (الوقاية قبل التعرض، وهو حبة يومية تحتوي على دوائين يمنعان المرضى السلبيين لفيروس نقص المناعة البشرية من الإصابة بالفيروس).
وقالت الدكتورة بايا لاسكي، رئيسة الطب العاملي في الصليب الأحمر الأمريكي، لشبكة ABC News: “بينما نحن بالتأكيد لا نريد أن يتوقف أي متبرع عن تناول دوائه لأنه مهم للوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية وعلاجه، إلا أنه يتطلب المزيد من البيانات لفهم كيفية تأثير هذه الأدوية على الاختبار والأهلية”.
وقالت مياشيتا أوشوا إنها تأمل أن يقنع تقييم المخاطر المزيد من الأشخاص ليس فقط بتقليل الوصمة، ولكن أيضًا بتشجيع المزيد من الأشخاص على التبرع.
وقالت: “تهدف هذه الاستبيانات إلى الحفاظ على سلامة إمدادات الدم لدينا، وبالتالي قد تشعر ببعض الاستياء عندما يتم سؤالك عن مخاطر صحتك الجنسية، ولكن يجب علينا الحفاظ على سلامة إمدادات الدم لدينا”.
“لذا يرجى دعم هذا الجهد للانتقال نحو تقييم المخاطر الفردية وفهم أن هذا الأمر ليس مجرد مكافحة الوصمة والتمييز، بل هو عن التعليم. وهذه فرصة للمشاركة في تقييم علمي أكثر عدلاً وأكثر صوابًا للمخاطر. يمكننا جميعًا أن نقوم بدورنا”، أضافت.
Source: https://www.aol.com/fda-rule-allowing-gay-bisexual-111100540.html
اترك تعليقاً