توصل تفاحة معدلة وراثياً إلى متاجر الولايات المتحدة، ولكن هل سيتقبلها المستهلكون؟

تم نشر هذا المقال في 09 نوفمبر 2017 بواسطة أمي ماكسمن في مجلة نيتشر بحجم 551، صفحات 149-150 (2017).

نجاح تفاحة “القطب الشمالي” المعدلة وراثياً يمكن أن يفتح الباب أمام موجة جديدة من الأطعمة المنتجة في المختبر

تعتبر تفاحة “القطب الشمالي” واحدة من أول الأطعمة التي تمت معالجتها وتعديلها وراثياً بهدف إرضاء المستهلكين بدلاً من المزارعين، وتنضم إلى عدد قليل من الكائنات المعدلة وراثياً التي يتم بيعها كمنتج كامل وليس مكوناً. منذ أن زرعت شركة Okanagan Specialty Fruits في Summerland، كندا، أول تفاحة اختبار في عام 2003، اتسعت مجموعة الأطعمة المعدلة في المختبرات لتشمل البرغر النباتي، المصنوع من بروتين الصويا المنتج بواسطة الخميرة المعدلة وراثياً، وشرائح السمك المنموة من خلايا ساق الأسماك البحرية، والفطر الذي تم تحرير جيناته باستخدام تقنية CRISPR. معظم هذه المنتجات لم تصل إلى السوق بعد.

توقعات المستهلكين لتفاحة “القطب الشمالي” المعدلة وراثياً

تتابع العديد من الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا الحيوية التي تطور هذه الأطعمة إطلاق تفاحة “القطب الشمالي” بفارغ الصبر، حيث يتطلعون إلى الحصول على توجيهات حول كيفية استقبال المستهلكين لثمار جهودهم. يقول يينونغ يانغ، عالم نباتي في جامعة بنسلفانيا الحكومية في بارك الجامعي، الذي استخدم تقنية CRISPR لتطوير فطر يقاوم التلون، “إذا تم بيع التفاحة، فسيمهد الطريق للآخرين”. وتتفق ماري ماكسون، المشرفة على برامج العلوم الحيوية في مختبر لورنس بيركلي الوطني في كاليفورنيا، مع هذا الرأي، حيث تقول “إن التفاحة ليست أول منتج معدل وراثياً يأكله الناس، ولكنها أول منتج قد يكون للمستهلكين قيمة”.

تحديات بيع التفاحة المعدلة وراثياً في الولايات المتحدة

عندما اشترى نيل كارتر، أحد مؤسسي شركة Okanagan، بستانًا في عام 1995، فكر كثيرًا في كيفية الفوز بسوق وجبات الوجبات الخفيفة في الولايات المتحدة. وجد إجابته في أستراليا، حيث اكتشف الباحثون في المنظمة العلمية والصناعية العامة كيفية حذف جين يشفر إنزيمًا يسبب تلون خلايا النبات عند تعرضها للأكسجين. أدرك كارتر أن قمع إنتاج الإنزيم في التفاح قد يسمح له ببيعها في شرائح صالحة للأكل بدون مواد حافظة.

وفيما بعد، أدرك أنه إذا كان يرغب في إغراء المستهلكين بالشراء، فإنه يجب التغلب على عدم ثقة الأمريكيين في المنتجات المعدلة وراثياً. كشفت الدراسات التي أجرتها Okanagan لاحقًا على سكان ولايتي نيويورك وواشنطن، أكبر ولايتين لإنتاج التفاح في الولايات المتحدة، أن حوالي 20% من الناس يشعرون بالقلق من المنتجات المعدلة وراثياً. ولكن وجدت الشركة أيضًا أن العديد من الناس يغيرون رأيهم عندما يتم إبلاغهم بأن التفاحة تم تعديلها وراثياً لكبح تلونها، وتم اختبارها للسلامة.

يوافق مايك سيلدن، المؤسس المشارك لشركة Finless Foods في سان فرانسيسكو، كاليفورنيا، التي تعمل على تطوير شرائح السمك من خلايا ساق الأسماك، على أن توفير مزيد من المعلومات يساعد في جذب المستهلكين. يقول سيلدن: “لن نكرر أخطاء صناعة المنتجات المعدلة وراثياً في الماضي، ونضع الأطعمة فقط في السوق دون إجراء حوار عام”، ويضيف “إذا فعلنا ذلك، يمكن توقع رد فعل سلبي – وهذا ما يستحقه”.

يروى سيلدن قصة مشابهة بين تفاحة “القطب الشمالي” وشرائح السمك التي ينتجها، حيث تم إنشاؤهما بسمات تهدف إلى إرضاء المستهلكين. تأمل Finless Foods، التي قامت بصنع نماذج أولية من شرائح التونة الزرقاء، أن يتم اقتناع الناس بفكرة تناول الأسماك دون القلق بشأن الصيد المفرط، أو ذبح الحيوانات، أو التلوث البيئي.

ومع ذلك، يقول البعض إن شركة Okanagan لم تذهب بما فيه الكفاية في إبلاغ المستهلكين عن كيفية صنع تفاحتها. فالشركة لا تذكر المنتجات المعدلة وراثياً على أكياس التفاح، بل تحتوي الأكياس على رمز QR – الذي يربط بين المعلومات عبر الإنترنت عند مسحه بواسطة الهاتف الذكي. يقول بيل فريز، محلل سياسات العلوم في مركز سلامة الغذاء في واشنطن العاصمة: “ليس لدى الجميع هاتف ذكي، وحتى إذا كان لديك واحد، هل ستفحص كل عنصر به؟”، ويطالب بتسمية التفاحات بوضوح كمنتجات معدلة وراثياً.

تحديات تسويق الأطعمة المعدلة وراثياً في الولايات المتحدة

ليست ردة فعل المستهلكين هي القلق الوحيد بالنسبة لمطوري الأطعمة المعدلة وراثياً أو الأطعمة المصنوعة في المختبر الذين يرغبون في بيع منتجاتهم في الولايات المتحدة. إن أحد التحديات الرئيسية هو عملية التنظيم في الولايات المتحدة، التي تنطوي على متاهة معقدة من الوكالات الفدرالية – وللعديد من الشركات، طريق غير واضح إلى الأمام. قام المنظمون الأمريكيون بتقييم تفاحة “القطب الشمالي” لمدة خمس سنوات قبل الموافقة على بيعها، ولكنهم قضوا سنتين فقط في استعراض بطاطس GM غير قابلة للتلون والتي طورتها شركة J. R. Simplot الزراعية في بويز، أيداهو.

ثم هناك حالة الفطر CRISPR. قالت وزارة الزراعة الأمريكية (USDA) في عام 2016 إنها لن تقيم الفطر الذي تم إنشاؤه باستخدام تقنية CRISPR لحذف جين. وبدا أن هذا يفتح الباب أمام الفطر للوصول إلى السوق. ولكن يقول يانغ إنه بعد أن أفاد فريق أخبار نيتشر بقرار USDA، اتصلت به إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لتسأله عما إذا كان بإمكانها مراجعة الفطر. وقال: “وافقت على ذلك لأنه سيعطي المستهلكين راحة البال”.

وفيما يتعلق بالمستثمرين، قد يكون عدم اليقين التنظيمي عائقًا أقل لنجاح الأطعمة المعدلة وراثياً من عدم اليقين الذي يشعر به المستهلكون. يقول جيمس هارديمان، شريك في صندوق رأس المال الاستثماري Data Collective في سان فرانسيسكو، كاليفورنيا: “السرد العام أصعب بكثير في التحكم فيه”، ويضيف “نحن نعلم أن الجمهور قد يكون غير منطقي”.

ومع ذلك، يعبر كارتر عن تفاؤله بشأن كيفية استقبال تفاحة “القطب الشمالي”. يقول: “نحن نحصل نادرًا على رسائل بريد إلكتروني تقول إننا شياطين بعد الآن”، ويضيف قائلاً: “الآن لدينا أشخاص يسألون عن مكان شراء التفاح”.

Source: https://www.nature.com/articles/551149a