في العام الماضي، تولى مدير تنفيذي ذو خبرة في صناعة البرمجيات في وادي السيليكون بالولايات المتحدة قيادة شركة ناشئة في بلاده الأم، وفقًا لسجلات الشركة. أخبرت الشركة الناشئة المستثمرين المحتملين أنها ستبيع برمجيات تصميم الشرائح الدقيقة التي تتوفر بشكل رئيسي من بضع شركات كبيرة في الغرب.
أهمية برمجيات OPC في تصميم الشرائح المتقدمة
تعتبر برمجيات OPC أداة مرغوبة ومتخصصة للغاية، وتستخدم في تصميم العديد من الشرائح الدقيقة وتعد حاسمة لتصميم الشرائح المتقدمة. تعد إنتاج الشرائح المتقدمة واحدة من أكثر الصراعات التكنولوجية المثيرة للجدل التي تفصل الولايات المتحدة والصين حاليًا في سباقهما نحو الهيمنة الاقتصادية والعسكرية. تحاول واشنطن تقييد وصول الصين إلى أدوات تصميم الشرائح الدقيقة الحساسة.
استراتيجية شركة Seida
توضح استراتيجية الشركة الناشئة المعروفة باسم Seida سبب صعوبة هذا الجهد في الاحتواء. قبل أن يصبح ليغو “ريكو” زانغ الرئيس التنفيذي لشركة Seida، عاش في الولايات المتحدة لفترة طويلة بما يكفي للحصول على إقامة دائمة وشراء منزل في وادي السيليكون، وفقًا لأشخاص مطلعين على مسيرته وسجلات عامة استعرضتها رويترز. كان يعمل في شركة Siemens EDA، وحدة أمريكية تابعة لشركة Siemens AG الصناعية الألمانية التي تهيمن على السوق في الصين للتكنولوجيا التي أعلنت شركة Seida للمستثمرين أنها تخطط لبيعها هناك. انضم ثلاثة زملاء آخرين من أصل صيني من Siemens EDA إلى زانغ في شركة Seida.
استجذاب المستثمرين الصينيين القويين
جذبت الشركة الناشئة اهتمام مستثمرين صينيين قويين. وفقًا للتقارير الشركاتية الأخيرة التي استعرضتها رويترز، أحد المستثمرين هو جهاز استثماري تابع لشركة Semiconductor Manufacturing International Corp أو SMIC. الشركة المدعومة من الدولة ومقرها شنغهاي هي أكبر منتج للشرائح الدقيقة في الصين. تقيد الشركات الأمريكية بواشنطن من تزويد تكنولوجيا لشركة SMIC بدون ترخيص خاص لأن عملها المزعوم مع الجيش الصيني يعتبر تهديدًا للأمن القومي الأمريكي.
تطور أهداف الشركة الناشئة
تطورت أهداف الشركة الناشئة، وفقًا للرسالة التي كتبها رئيس العمليات التشغيلية لشركة Seida بعد زيارة رويترز لمقرها الرئيسي في هانغتشو بالصين الشرقية. وأضاف أن المستثمرين الخاصين والمؤسسات الخاصة هم الداعمون الرئيسيون للشركة. رفض تحديد كمية رأس المال التي جمعتها Seida أو المنتجات التي تهدف إلى متابعتها، مشيرًا إلى أن خطة عملها لا تزال “تخضع لتقييم مستمر”.
تقييد الولايات المتحدة لوصول الصين إلى أدوات EDA
منذ إطلاق Seida في أكتوبر 2021، زادت الحكومة الأمريكية جهودها لتقييد وصول الصين إلى أدوات EDA، التي تم تطويرها وبيعها بشكل رئيسي من قبل الشركات الأمريكية. من خلال ضوابط التصدير والقيود الأخرى، تهدف واشنطن إلى منع الصين من الحصول على المعرفة التي يمكن أن تسمح لها بمواكبة تقدم الشرائح الدقيقة من الولايات المتحدة وحلفائها، بما في ذلك تايوان، الجزيرة ذاتية الحكم التي تدعيها الصين وهي أكبر منتج للشرائح في العالم.
تقييد فرص الأعمال في Siemens EDA
وفقًا للتبادلات البريدية مع رويترز، قال تشانغ، رئيس العمليات التشغيلية، إن القيود الأمريكية كانت واحدة من الأسباب التي دفعت زانغ وزملائه لمغادرة Siemens EDA للانضمام إلى Seida في البداية. كتب أن القيود قيدت فرص أعمالهم في Siemens EDA و “تقلص نطاق التقدم المهني والمشاركة في المشاريع الرئيسية”. وأضاف تشانغ أن Seida تلتزم بقواعد الولايات المتحدة والصين.
تقدم الصين في تكنولوجيا الشرائح رغم القيود الأمريكية
على الرغم من ضوابط التصدير الأمريكية، تحقق الصين تقدمًا. في عام 2019، وضعت وزارة التجارة الأمريكية شركة هواوي تكنولوجيز، العملاقة الصينية للاتصالات، في قائمتها للشركات التي لا يمكنها شراء تكنولوجيا أمريكية ما لم يحصل البائع على ترخيص خاص. كما تم وضع شركة SMIC على القائمة السوداء من قبل الوزارة بعد عام واحد، وذلك بناءً على مخاوف أمنية وطنية. ومع ذلك، قدمت هواوي في أغسطس 2023 هاتفًا ذكيًا بتقنية 5G متطورة وشريحة بسعة سبعة نانومتر من إنتاج شركة SMIC. وقد أعلن عن الهاتف بحفاوة كبيرة. وفي وقت لاحق، أعلنت وزارة التجارة أنها تحقق في ما إذا كانت الشركتين اعتمدتا على تكنولوجيا أمريكية مقيدة لتطوير الشريحة.
تحديات الكشف عن مصدر التكنولوجيا
يمكن أن يكون من الصعب إثبات مصدر بعض التكنولوجيا. تعتمد العديد من التطورات في صناعة الشرائح على الملكية الفكرية الموجودة بالفعل. ويمكن أن يجعل تحويل الموظفين داخل الصناعة، خاصة عبر الحدود الدولية، من الصعب التحقيق في انتهاكات التصدير أو متابعة ادعاءات سرقة الملكية الفكرية. “لا يمكنك التحكم في ما يدور في عقول الناس من خلال أي ضوابط تصدير”، وفقًا للمدير التكنولوجي والجيوسياسية في مؤسسة Stiftung Neue Verantwortung في برلين.
تطور الشركات الناشئة الصينية في صناعة الشرائح
تعد Seida واحدة من العديد من الشركات الناشئة التكنولوجية الصينية التي تأسست في السنوات الأخيرة لتلبية دعوة الحكومة الصينية لتعزيز صناعة الشرائح المتقدمة المحلية. يمكن أن يكون تتبع هذا التطور صعبًا. تقيد التغييرات الأخيرة في اللوائح الصينية الوصول إلى سجلات الشركات. لم يتمكن رويترز من تحديد ما إذا كانت الحكومة الصينية لها أي دور في إطلاق Seida أو ما إذا كان زانغ، الرئيس التنفيذي، أو زملاؤه تلقوا أي حوافز حكومية لمغادرة Siemens EDA والعمل هناك.
تقدم الصين في تصنيع الشرائح المتقدمة
تهدف الصين إلى تحقيق الاعتمادية الذاتية في تصنيع الشرائح المتقدمة. على الرغم من أن الولايات المتحدة لا تزال تتصدر في العديد من التقنيات اللازمة لتصميم الشرائح، إلا أن معظم عملية الطباعة والتجميع تحدث في آسيا. تعتمد الولايات المتحدة بشكل كبير على كوريا الجنوبية للحصول على شرائح الذاكرة وتايوان لشرائح المنطق. تقدم الصين تقدمًا في هذا المجال على الرغم من القيود الأمريكية.
تحديات تصميم الشرائح المتقدمة
من بين التحديات التي تواجه الصين في إنتاج شرائح أكثر تقدمًا هو الوصول إلى أدوات EDA، مثل برمجيات OPC التي تم الترويج لها بواسطة Seida في التسويق المبكر. تتطلب أدوات EDA قوة معالجة مكثفة. وهي تكنولوجيا متخصصة لدرجة أن بعض التقدمات تُعرَف بأنها اختراقات علمية. على الرغم من ضوابط التصدير الأمريكية، تحقق الصين تقدمًا في هذا المجال.
تحديات الولايات المتحدة في مواجهة تقدم الصين
توضح قصة Seida التي لم يتم الإبلاغ عنها من قبل، التحديات التي تواجهها الغرب في إعاقة تطوير تكنولوجيا الشرائح المتقدمة في الصين. على الرغم من جهود واشنطن لتبطئة اكتساب الصين لتكنولوجيا الشرائح، تسارع بكين لتعزيز التطوير المحلي وجذب الخبراء الصينيين المغتربين للعودة إلى الوطن والتغلب على تأخرها في هذا القطاع.
تعليق الصين والولايات المتحدة على القضية
قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية في بيان إن الولايات المتحدة “تسيء استخدام تدابير الرقابة على التصدير” و”تفرض عقوبات أحادية غير قانونية وتمارس الولاية القضائية على الشركات الصينية”. وأضاف المتحدث الصيني أن الصين اعتمدت قوانين لحماية الملكية الفكرية و”تلتزم بالقواعد المقبولة دوليًا”. وأكد أن التقدم التكنولوجي في الصين “ليس نتيجة للسرقة، ولا للنهب، ولكنه نتيجة لبذل الصينيين ذوي الحنكة والعمل الجاد”.
التحديات التي تواجه الولايات المتحدة
أكد المسؤولون الأمريكيون مرارًا وتكرارًا أن الجهود الصينية للحصول على التكنولوجيا الغربية تشكل واحدة من أكبر التهديدات على المدى الطويل للاقتصاد والأمن الوطني للولايات المتحدة. وأعربوا عن قلقهم بشكل خاص بشأن قدرة الصين على استخدام الشرائح المتقدمة والمعالجات القوية التي تمكنها لأغراضها العسكرية المتنامية بسرعة.
تأثير القيود الأمريكية على الصين
على الرغم من أن قواعد التصدير قد تؤخر التقدم الصيني، إلا أن الخبراء في الصناعة يقولون إنها من غير المرجح أن تعيق تطوير تكنولوجيا الشرائح في الصين. “الولايات المتحدة تعترض طريق الصين، لكنها ستصبح مجرد عقبة”، وفقًا لمايكل بروك، الرئيس التنفيذي السابق لشركة إنتل في الصين. “سوف تدفع الصين لتصبح أكثر استقلالية”.
التحديات التي تواجه الصين في تصنيع الشرائح المتقدمة
جعلت الحكومة الصينية تطوير شرائح أكثر تطورًا أحد أهدافها الاستراتيجية. في العام الماضي، أعلنت بكين أن الحكومة ستنفق 143 مليار دولار لتعزيز قطاع الشرائح المحلي في الصين. من خلال برنامج منفصل يعرف بـ “ألف موهبة”، تقدم الحكومة فرص عمل وسكن وحوافز أخرى للخبراء الصينيين الذين يعودون من وظائف العلوم والتكنولوجيا في الخارج.
تحديات الكشف عن الأصول التكنولوجية
يمكن أن يكون من الصعب إثبات مصدر بعض التكنولوجيا. تعتمد العديد من التطورات في صناعة الشرائح على الملكية الفكرية الموجودة بالفعل. ويمكن أن يجعل تحويل الموظفين داخل الصناعة، خاصة عبر الحدود الدولية، من الصعب التحقيق في انتهاكات التصدير أو متابعة ادعاءات سرقة الملكية الفكرية.
تأثير تطوير تكنولوجيا الشرائح على الصين والولايات المتحدة
منذ الخمسينيات، لعبت التقنية الرائدة للشرائح دورًا كبيرًا في إنشاء أكبر اقتصاد في العالم، والقطاعات التكنولوجية والمالية القوية، والجيش الذي لا يضاهى حتى الآن. ومع ذلك، تتحدى النمو الاقتصادي السريع للصين وطموحها المعلن لتأكيد مكانتها كقوة عالمية هذا الهيمنة.
تحديات الولايات المتحدة في مواجهة تقدم الصين
في الحرب الباردة، حجبت واشنطن صادرات بعض المواد الخام التي يمكن أن تستخدمها الدول الشيوعية الشرقية لتطوير الأسلحة. في ذلك الوقت، نجحت هذه التدابير لأن الدول وراء الستار الحديدي كانت معزولة اقتصاديًا بالفعل. الآن، ومع ذلك، جعلت العولمة معظم الصناعات أكثر ترابطًا بكثير. تعتبر الشرائح، التي تبلغ قيمتها حوالي 600 مليار دولار سنويًا، استثناءًا. من المواد الخام إلى التصميم إلى التجميع، تعتبر الشرائح صناعة عالمية.
تحديات الاعتمادية الذاتية في تصنيع الشرائح
تشترك البلدين في رغبة الاعتمادية الذاتية في تصنيع الشرائح المتقدمة. على الرغم من أن الولايات المتحدة لا تزال تتصدر في العديد من التقنيات اللازمة لتصميم الشرائح، إلا أن معظم عملية الطباعة والتجميع تحدث في آسيا. تعتمد الولايات المتحدة بشكل كبير على كوريا الجنوبية للحصول على شرائح الذاكرة وتايوان لشرائح المنطق. تمت الموافقة العام الماضي على برنامج “CHIPS for America” بقيمة 53 مليار دولار، وهو برنامج يقدم حوافز مالية للشركات التي يمكنها زيادة الإنتاج المحلي. يتم تقييد المستفيدين من الحوافز من مشاركة التكنولوجيات الحساسة مع الصين وغيرها من البلدان غير المتحالفة مع الولايات المتحدة.
تحديات الصين في الوصول إلى أدوات EDA
من بين التحديات التي تواجه الصين في إنتاج شرائح أكثر تقدمًا هو الوصول إلى أدوات EDA، مثل برمجيات OPC التي تم الترويج لها بواسطة Seida في التسويق المبكر. تساعد أدوات EDA في تخطيط والتحقق من تصميم الدوائر ومحاكاة كيفية أداء الدوائر في ظروف العالم الحقيقي. ومع ذلك، تتطلب هذه الأدوات قوة معالجة مكثفة.
تقدم الصين في تكنولوجيا الشرائح رغم القيود الأمريكية
على الرغم من ضوابط التصدير الأمريكية، تحققت الصين تقدمًا في تكنولوجيا الشرائح. في عام 2019، وضعت وزارة التجارة الأمريكية شركة هواوي تكنولوجيز، العملاقة الصينية للاتصالات، على قائمتها للشركات التي لا يمكنها شراء تكنولوجيا أمريكية ما لم يحصل البائع على ترخيص خاص. وعلى الرغم من ذلك، قدمت هواوي في أغسطس 2023 هاتفًا ذكيًا بتقنية 5G متطورة وشريحة بسعة سبعة نانومتر من إنتاج شركة SMIC. وقد أعلن عن الهاتف بحفاوة كبيرة. وفي وقت لاحق، أعلنت وزارة التجارة أنها تحقق في ما إذا كانت الشركتين اعتمدتا على تكنولوجيا أمريكية مقيدة لتطوير الشريحة.
تحديات الكشف عن مصدر التكنولوجيا
يمكن أن يكون من الصعب إثبات مصدر بعض التكنولوجيا. تعتمد العديد من التطورات في صناعة الشرائح على الملكية الفكرية الموجودة بالفعل. ويمكن أن يجعل تحويل الموظفين داخل الصناعة، خاصة عبر الحدود الدولية، من الصعب التحقيق في انتهاكات التصدير أو متابعة ادعاءات سرقة الملكية الفكرية.
تأثير تطوير تكنولوجيا الشرائح على الصين والولايات المتحدة
منذ الخمسينيات، لعبت التقنية الرائدة للشرائح دورًا كبيرًا في إنشاء أكبر اقتصاد في العالم، والقطاعات التكنولوجية والمالية القوية، والجيش الذي لا يضاهى حتى الآن. ومع ذلك، تتحدى النمو الاقتصادي السريع للصين وطموحها المعلن لتأكيد مكانتها كقوة عالمية هذا الهيمنة.
اترك تعليقاً