بعد ما يقرب من ثلاثة أشهر من الضربات القاتلة والتشريد المستمر والمساعدات الإنسانية المتعثرة، يقول سكان “غزة” المنهكون إنهم يتوقون بشدة إلى انتهاء القتال حيث يبدو أن حرب إسرائيل ضد حماس مستمرة حتى العام الجديد.
الوضع الإنساني في غزة
تواصل الجيش الإسرائيلي حملته عبر قطاع غزة يوم الجمعة رغم المعارضة الدولية المتزايدة، حيث أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مطالبته بـ “وقف فوري للقتال الإنساني”، وبدأت جنوب أفريقيا قضية ضد إسرائيل في المحكمة الدولية.
التهديد المتزايد للأمراض المعدية
في الوقت نفسه، حذرت منظمة الصحة العالمية من التهديد المتزايد للأمراض المعدية مع تشريد المزيد والمزيد من سكان غزة، مما يجبرهم على التوجه جنوبًا نحو مدينة رفح المكتظة بالسكان.
معاناة السكان في غزة
“كفى من هذه الحرب! نحن منهكون تمامًا. نتنقل باستمرار من مكان إلى آخر في ظروف باردة”، قالت أم لؤي أبو خاطر (49 عامًا) من مخيم في المدينة الحدودية الجنوبية.
“القنابل لا تتوقف عن السقوط علينا كل يوم وليلة. نتوقع صواريخ في أي لحظة، بينما يستعد الآخرون للاحتفال بليلة رأس السنة.”
التشريد والنقص الحاد في الموارد
تقول الأمم المتحدة إن أكثر من 85 في المائة من سكان غزة البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة فروا من منازلهم، والعديد منهم يعانون من الجوع ويتحملون أمطار الشتاء في خيام مؤقتة.
فرضت إسرائيل حصارًا بعد 7 أكتوبر، بعد سنوات من الحصار المفروض، مما أدى إلى نقص حاد في الغذاء والمياه النظيفة والوقود والدواء، وتقدم المساعدات الإنسانية تخفيفًا متقطعًا فقط.
المفاوضات والجهود الدبلوماسية
تم إثارة الحرب في غزة بسبب الهجمات الدموية التي شنتها حماس في 7 أكتوبر على إسرائيل، والتي أسفرت عن مقتل حوالي 1140 شخصًا، معظمهم مدنيون، وفقًا لتقديرات وكالة الأنباء الفرنسية استنادًا إلى أرقام إسرائيلية.
وقد أخذت المقاتلين الفلسطينيين حوالي 250 شخصًا رهائن، يعتقد أن أكثر من نصفهم لا يزالون داخل منطقة الحرب، ويعتقد أن بعضهم قد توفوا.
وتقول الجيش الإسرائيلي إن 168 جنديًا قتلوا داخل الأراضي الفلسطينية.
وكانت وفد حماس في القاهرة يوم الجمعة لمناقشة خطة مصرية تقترح وقفًا لإطلاق سراح الرهائن المتجدد وتدريجيًا للأسرى الفلسطينيين، وفي نهاية المطاف وضع حد للحرب، وفقًا لمصادر مقربة من حماس.
وقال مسؤول في حماس لوكالة فرانس برس شريطة عدم الكشف عن هويته إن الوفد سيقدم “ملاحظات” حول الاقتراح وسيسعى إلى “ضمانات لانسحاب إسرائيلي عسكري كامل” من غزة.
لم تعلق إسرائيل رسميًا على خطة القاهرة بعد، ولكن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قال لعائلات الرهائن يوم الخميس إن “نحن على اتصال” مع وسطاء مصريين ووعد الأسرى بأن “نعمل على إعادتهم جميعًا”.
ذكرت وسائل الإعلام الأمريكية Axios والإسرائيلية Ynet، نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين لم يكشفوا عن هويتهم، أن وسطاء قطريين أبلغوا إسرائيل بأن حماس مستعدة لاستئناف المحادثات حول إطلاق سراح رهائن جدد مقابل وقف إطلاق النار.
في رفح، قال يوسف أحرس (27 عامًا) لوكالة فرانس برس إنه يأمل أن تتمكن المفاوضات من “وقف سفك الدماء… لأن ثمن الحرب مرتفع جدًا”.
“أنا لا أعرف الكثير عن الجوانب السياسية لأننا كسكان مشغولون بالاحتياجات الأساسية لنا”، قال.
اتهامات بـ “إبادة جماعية”
من جانبها، قدمت جنوب أفريقيا يوم الجمعة طلبًا في المحكمة الدولية للعدل لبدء إجراءات ضد إسرائيل بسبب ما قالت إنه “أعمال إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني في غزة”.
في طلبها، طلبت من المحكمة “حماية حقوق الشعب الفلسطيني من المزيد من الأذى الشديد واللاعودة”.
ردًا على ذلك، كتب المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية ليور هايات على منصة التواصل الاجتماعي X أن “إسرائيل ترفض بشمول القذارة الافتراء الذي تروج له جنوب أفريقيا وطلبها”.
وقد كانت جنوب أفريقيا داعمًا قويًا لقضية الفلسطينيين، حيث يربط الحزب الوطني الأفريقي الحاكم (ANC) غالبًا بينها وبين صراعها الخاص ضد الفصل العنصري.
وقد أدانت بريتوريا بشدة رد إسرائيل على هجمات حماس وسحبت جميع دبلوماسييها من البلاد، وردت إسرائيل بدورها بسحب سفيرها في جنوب أفريقيا.
اترك تعليقاً