في عام 2023، كانت أخبار المناخ متنوعة: رأينا ارتفاعًا لا يتوقف في درجات الحرارة ولكن أيضًا بصيص أمل في التقدم نحو تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
“حرارة مذهلة”
كانت الحرارة المتطرفة التي تحطم الأرقام القياسية مستمرة في الأخبار هذا العام. كان هناك العديد من موجات الحرارة التي حطمت الأرقام القياسية في جميع أنحاء العالم، من جنوب غرب الولايات المتحدة إلى أوروبا والصين. حتى في أمريكا الجنوبية، كانت هناك درجات حرارة تشبه الصيف خلال فصل الشتاء. خلص الباحثون إلى أن العديد من موجات الحرارة أصبحت أكثر احتمالية بكثير بسبب التغيرات المناخية – وبعضها كانت “مستحيلة تقريبًا” بدون الاحتباس الحراري العالمي. تعتبر الحرارة المتطرفة خطرة بشكل خاص على كبار السن والأطفال والمجتمعات ذات الدخل المنخفض التي قد لا تمتلك وسائل التكييف. في بعض الأماكن، مثل أوروبا، تجاوزت حرارة الصيف القاسية طاقة المستشفيات إلى مستويات عصر كوفيد.
كان كل شهر من يونيو إلى نوفمبر هو أعلى شهر من نوعه من حيث درجات الحرارة. والأكثر إثارة للدهشة، كان يوليو هو أعلى شهر تم تسجيله على الإطلاق على سطح الكوكب – وربما يكون الأعلى على الأقل منذ 120,000 عامًا – بفارق واسع يبلغ 0.2 درجة مئوية (حوالي 0.4 درجة فهرنهايت). وكان سبتمبر هو الشهر الأكثر دفئًا بشكل غير طبيعي، حيث كان أكثر حرارة بحوالي 0.5 درجة مئوية (0.9 درجة فهرنهايت) من سبتمبر الأكثر سخونة في عام 2020. في منشور على تويتر، وصف العالم المناخي زيك هاوسفاتر تلك السجلات بأنها “مذهلة تمامًا”.
على الرغم من أن ظاهرة النينيو المتزايدة، وهي جزء من دورة المناخ الطبيعية، قد ساهمت قليلاً في ارتفاع حرارة الكوكب، إلا أن الارتفاع الاستثنائي في درجات الحرارة العالمية في عام 2023 يعود بشكل كبير إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض بمقدار 1.2 درجة مئوية (2.2 درجة فهرنهايت) منذ العصور القديمة. يجب أن يكون هذا العام تحذيرًا من المستقبل الذي نواجهه إذا لم نتخذ إجراءات سريعة وطموحة لخفض الانبعاثات التي تنتجها حرق الوقود الأحفوري. “هذا ما يبدو عليه العالم عندما يكون أكثر سخونة بمقدار 1.5 درجة مئوية في العام، وهو أمر فظيع”، قالت العالمة المناخية كيت مارفل لمجلة Scientific American.
النجاح أم الفشل؟
تعقد قمة المناخ الدولية التي تجتمع كل عام لمناقشة كيفية التعامل مع أزمة المناخ وتحقيق أهداف طموحة ولكن في كثير من الأحيان تنتهي بتحقيق قليل من الإنجازات العملية. في نوفمبر، اتخذت قمة هذا العام – المؤتمر الـ 28 للأطراف، أو COP28 – بعض الخطوات نحو اتخاذ إجراءات لمنع ارتفاع درجة الحرارة بأكثر من 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة، ومع ذلك لم تلبِ القمة توقعات الكثير من الخبراء في مجال المناخ والمدافعين عن البيئة.
بدأت القمة الضخمة (بمشاركة حوالي 100,000 شخص) بالموافقة على صندوق لتعويض المجتمعات عن التغيرات المناخية التي لا يمكن تجنبها – والمعروف باسم “صندوق الخسائر والأضرار” في لغة الأمم المتحدة – وهو شيء طالبت به العديد من الدول النامية على مدى سنوات. تتحمل هذه الدول عبئًا غير متناسب من آثار التغير المناخي على الرغم من أنها لم تساهم كثيرًا في الاحتباس الحراري العالمي. تعهدت العديد من الدول، بما في ذلك الإمارات العربية المتحدة (التي استضافت COP28)، بالتبرع بعشرات الملايين من الدولارات للصندوق. تعهدت الولايات المتحدة فقط بمبلغ 17.5 مليون دولار. على الرغم من الترحيب بهذا التمويل، إلا أنه لا يكفي بكثير مقارنة بما هو مطلوب – وهو أمر يشترك فيه مع معظم التمويل المخصص لمساعدة البلدان على التكيف مع التغير المناخي وتطوير مصادر الطاقة المتجددة.
الاتفاقية غير القابلة للتطبيق التي نشأت عن القمة تضمنت لغة تاريخية بشأن “الانتقال بعيدًا عن الوقود الأحفوري”، وهو أمر لم يتم تحديده بوضوح من قبل. الاتفاقيات السابقة تناقش تقليل الانبعاثات ولكن لا توضح كيفية تحقيق تلك الخفض، مما يترك الباب مفتوحًا أمام المشاركين للاستمرار في حرق الوقود الأحفوري وإما التقاط الكربون المنبعث (وهي تكنولوجيا لم تتطور بشكل كامل حتى الآن للتشغيل على نطاق واسع) أو تعويض الانبعاثات بواسطة بعض الأنظمة الائتمانية الكربونية المشكوك فيها أحيانًا.
على الرغم من أن الاتفاقية الجديدة اعترفت بضرورة التوقف عن حرق الفحم والنفط والغاز، إلا أنها ما زالت تسمح باستخدام تلك الوقود خلال الانتقال إلى الطاقة النظيفة وتمت المصادقة عليها قبل أن يتمكن بعض البلدان التي لم تدعم النص بالكامل من الدخول إلى الغرفة. وتتعارض هذه اللغة مع المليارات من الدولارات التي خصصتها دول مثل الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة والصين لتطوير موارد الوقود الأحفوري بشكل أكبر.
التأمين تحت الماء
غالبًا ما يدفع أصحاب المنازل والشركات ثمن وثائق التأمين حتى يتم حمايتهم ماليًا في حالة وقوع كارثة، سواء كانت إعصارًا أو غمرًا بالفيضانات المليئة بالطين. ولكن في هذا العام أصبح من الواضح جدًا أن التغير المناخي يلحق الضرر بصناعة التأمين.
يزيد التغير المناخي من العديد من المخاطر الطبيعية، من الأمطار الغزيرة التي تسبب الفيضانات إلى العواصف الرعدية المدمرة والحرائق الهائلة. تركت هذه الكوارث في السنوات الأخيرة شركات التأمين في ولايات كاليفورنيا وفلوريدا ولويزيانا تكبد خسائر ضخمة وإفلاس العديد منها. قالت بعض شركات التأمين إنها لن تبيع أو تجدد وثائق التأمين في كاليفورنيا وفلوريدا بسبب المخاطر العالية المرتبطة بالأحداث المتطرفة. رفعت شركات التأمين الأخرى أسعارها، مما يجعل وثائق التأمين غير ميسورة التكلفة بالنسبة لبعض الأشخاص. في هذا العام، أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية عن خطة لمطالبة 213 شركة تأمين كبيرة بتقديم معلومات حول الوثائق التي تبيعها وأماكن بيعها حتى يتسنى للحكومة معرفة ما إذا كانت المجتمعات الضعيفة عرضة للتأمين بشكل كافٍ.
بدون التأمين الخاص، سيعتمد المزيد من الناس على برامج التأمين العامة أو صناديق ما بعد الكوارث، والتي ليست لديها دائمًا موارد قوية بما يكفي. في أوائل عام 2023، حذرت شركة التأمين العامة في فلوريدا من أن إعصار إيان قد “أفقر بشكل كبير” احتياطياتها، مما قد يعني أنها ستضطر إلى زيادة الرسوم على حاملي الوثائق. وفي ذلك الوقت، كان هناك عجز بقيمة 332 مليون دولار في خطة تشغيل الدولة في كاليفورنيا. بالإضافة إلى ذلك، تقتصر صناديق ما بعد الكوارث من وكالة إدارة الطوارئ الفيدرالية على نطاق محدود وتخضع لمعارك الميزانية في الكونغرس.
قد تكون هذه التطورات في صناعة التأمين هذا العام – التي سجلت رقمًا قياسيًا في عدد الكوارث التي تكلفت مليارات الدولارات في الولايات المتحدة – بمثابة إشارة مبكرة للمخاطر الفعلية والمالية التي تنتظرنا.
طموح بايدن
في عام 2023، استمرت إدارة بايدن في العمل على وضع القواعد واتخاذ إجراءات تنفيذية والدبلوماسية الدولية للمساعدة في تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في الولايات المتحدة (والتي من المتوقع أن تنخفض بنسبة 3 في المئة هذا العام). إن جهودها تمثل بداية فقط، وتتعارض إلى حد ما مع ممارسات مثل استمرار عقد مزادات للحصول على تراخيص لتطوير الوقود الأحفوري. ومع ذلك، فإنها تعتبر بلا شك أكثر إجراءات المناخ الطموحة التي اتخذتها البلاد على الإطلاق.
في اجتماع COP28 للمناخ، أعلنت وكالة حماية البيئة الأمريكية قاعدتها النهائية لتقليل انبعاثات الميثان بشكل كبير من صناعة النفط والغاز، بجزء منها عن طريق التعامل مع تسربات الأنابيب والبنية التحتية الأخرى. لأول مرة على الإطلاق، تغطي هذه القواعد المنشآت التي تم بناؤها قبل عام 2015.
وتحسنت العلاقات الباردة بين الولايات المتحدة والصين قليلاً، على الأقل في مجال المناخ، من خلال اتفاق بين أكبر دولتين مصدرتين للانبعاثات في العالم لتعزيز الطاقة المتجددة وتطوير تقنيات الاحتجاز الكربوني.
وقد قامت الإدارة أيضًا بتوسيع حماية العدالة البيئية وأذنت بإنشاء “جسم الطقس الأمريكي”، الذي سيوظف آلاف الشباب للعمل في مشاريع الطاقة الشمسية والرياح وجعل المنازل أكثر كفاءة في استهلاك الطاقة واستعادة النظم البيئية، على غرار جسم الحفظ المدني في عصر الصفقة الجديدة.
سوف يعتمد استمرار هذا التقدم الذي تحقق تحت إدارة بايدن إلى حد كبير على كيفية تطور الانتخابات في عام 2024، حيث تعهد المرشحون الجمهوريون بمحاولة التراجع عن العديد من جهوده. ولكن إذا تم كل شيء بشكل صحيح، فإن البلاد قد تحقق هدفها في تقليل انبعاثات الولايات المتحدة إلى النصف.
حقوق النشر والأذونات: أندريا تومبسون هي محررة مشاركة تغطي البيئة والطاقة وعلوم الأرض. وقد قامت بتغطية هذه القضايا لمدة 16 عامًا. قبل الانضمام إلى Scientific American، كانت كاتبة كبيرة تغطي علم المناخ في Climate Central وصحفية ومحررة في Live Science، حيث غطت بشكل أساسي علم الأرض والبيئة. شاركت في تنظيم الجلسات، بما في ذلك كجزء من منطقة الإعلام للتنمية المستدامة للأمم المتحدة، وظهرت في مقابلات إذاعية وتلفزيونية على الشبكات الرئيسية. حازت على درجة متخرجة في تغطية العلوم والصحة والبيئة من جامعة نيويورك، بالإضافة إلى درجة البكالوريوس والماجستير في الكيمياء الجوية من معهد جورجيا للتكنولوجيا.
اترك تعليقاً