بداية البلوغ في سن مبكرة أكثر من أي وقت مضى، يحث الأطباء على زيادة الوعي والرعاية

كانت ابنة جينيفر بنتون في الخامسة من عمرها عندما أشارت معلمتها في الروضة إلى شيء غير عادي: كانت الفتاة الصغيرة تتطور في الثديين.

“كان أمرًا مثيرًا للقلق حقًا”، قالت بنتون، البالغة من العمر 39 عامًا. “ربما كانت فتاة صغيرة طويلة، لكنها كانت لا تزال فتاة صغيرة”.

كان عام 2019 وكانت الفتاة الصغيرة تحب اللعب بالدمى والخروج لتناول الآيس كريم ومشاهدة برنامجها المفضل على نيك جونيور “Bubble Guppies”.

“كيف يكون جسدها أكبر من عمرها الفعلي؟” تتذكر بنتون أنها سألت. بناءً على اقتراح المعلمة، أخذت بنتون الفتاة لرؤية طبيبها المحلي في أشتابولا بولاية أوهايو.

في ذلك الوقت، لم تسمع بنتون أبدًا عن البلوغ المبكر. بعد أن نشأت في المجتمع الأسود، حيث تعد معدلات البلوغ المبكر من بين الأعلى في الولايات المتحدة، كانت بنتون تعرف فتياتٍ يبلغن من العمر 7 و 8 سنوات قد بدأت لديهن فتراتهن الشهرية أو احتاجن إلى حمالات الصدر. ولكن لم يدرك أحد في عائلة بنتون أن هناك تشخيصًا طبيًا فعليًا، أو أن العلاجات الهرمونية الموصوفة تسمى مانعات البلوغ يمكن أن تساعد في تباطؤ التغيرات الجسدية، إن لزم الأمر.

قالت بنتون: “كانت الفتيات يتم تسميتهن بأنهن “سريعات” أو “ناضجات جدًا لعمرهن”. “أنا الآن أفهم أنهن كانوا يعانين من البلوغ المبكر”.

مدى صغر سن البلوغ المبكر؟

تشير الدراسات إلى أن متوسط سن بدء البلوغ – الذي يتراوح بين 8 و 13 عامًا للفتيات في الولايات المتحدة – قد انخفض بمقدار ثلاثة أشهر تقريبًا كل عقد على مدى الـ 40 عامًا الماضية، وفقًا لتحليل للبيانات العالمية عام 2020.

المزيد من القلق هو أن عددًا متزايدًا من الأطفال يظهرون علامات البلوغ – تطور الثديين وحب الشباب وشعر العانة أو تغير صوت الصوت – حتى في سن أصغر من المتوسط. بدء البلوغ في سن مبكرة بشكل كبير أصغر من سن 8 للفتيات أو سن 9 للأولاد – وهو حالة تسمى البلوغ المبكر – قد يكون له آثار دائمة على التطور العقلي والجسدي للطفل.

البلوغ المبكر لا يزال نادرًا، حيث يؤثر على أقل من 1% من السكان في الولايات المتحدة، وفقًا لمعهد الصحة الوطني. ليس من الواضح لماذا يحدث ذلك بشكل أكثر، على الرغم من أن الأسباب المحتملة تشمل النظام الغذائي والسمنة والوراثة والوضع الاجتماعي الاقتصادي والتعرض المحتمل لبعض المواد الكيميائية.

يمكن أن يتم معاملة الأطفال الذين يدخلون في سن البلوغ في وقتٍ أبكر من المتوسط على أنهم أكبر سنًا ويتعرضون للتجنيس الجنسي بشكل غير مناسب من قبل المجتمع. تشير الدراسات إلى أن البلوغ المبكر قد يرتبط بالاكتئاب والقلق. قد يزيد أيضًا من احتمالية تطوير اضطرابات الأكل. ومن المدهش أنه يمكن أيضًا أن يمنع الأطفال من النمو إلى طولهم الكامل لأن الصفائح النمو تغلق عادة نحو نهاية فترة البلوغ.

قالت الدكتورة أفيفا سوفر، أستاذة مساعدة في طب الأطفال في مركز كولومبيا الطبي في جامعة إيرفينج: “في بعض الأحيان عندما يمر الأطفال بمرحلة البلوغ في وقت مبكر، يتقدم عمر عظامهم بسرعة كبيرة”.

البلوغ المبكر والعرق والأصل العرقي

تشير الأدلة إلى أن العرق والأصل العرقي لهما ارتباطات واضحة بالبلوغ المبكر. في عام 1997، وجدت دراسة شاملة نشرت في مجلة الأطفال أن 14.3% من الفتيات السود بدأن في تطوير الثديين أو شعر العانة عند سن 6 سنوات، مقارنة بـ 3.7% فقط من الفتيات البيض البالغات من العمر 6 سنوات. في وقتٍ أقرب، وجدت دراسة نشرت في مجلة صحة المراهقين في وقت سابق من هذا العام أن الفتيات السود كانوا أكثر من ضعفي الفتيات البيض بدء البلوغ في وقت مبكر. كانت الفتيات الهسبانيات أكثر احتمالًا بنسبة 1.16 مرة لإظهار علامات البلوغ المبكر من الفتيات البيض.

من الصعب معرفة كم عدد الأطفال السود والهسبانيين الصغار الذين يمرون بالبلوغ المبكر بدون إرشاد طبي أو علاج مقارنةً بالأطفال البيض. ومع ذلك، قالت الدكتورة كارين كلاين، أخصائية غدد صماء في مستشفى رادي في سان دييغو، إن الرعاية الطبية للبلوغ المبكر لا تزال غير متساوية.

قالت: “هناك بالتأكيد مشكلات في الوصول إلى الرعاية”.

البلوغ المبكر في ارتفاع

في منتصف القرن التاسع عشر، كانت الفتيات تحصلن على دورتهن الشهرية – والتي تأتي عادة بعد حوالي عامين من بدء ظهور علامات الثديين أو شعر العانة – في سن 16.5، في المتوسط.

اليوم، يبدأ البلوغ بين سن 8 و 13، في المتوسط، مع الفتيات اللواتي يحصلن على دورتهن الشهرية عادة في سن 12.4.

ذكرت دراسة حديثة أجراها باحثون إيطاليون أن هناك ارتفاعًا حادًا في معدلات البلوغ المبكر السريع في الفتيات خلال فترات الإغلاق الجائحة. وقد تم الإبلاغ عن اتجاهات مماثلة في كوريا وتركيا وأجزاء من الصين. أشارت دراسة أصغر نشرت في مجلة طب الغدد الصماء والتمثيل الغذائي في مدينة نيويورك إلى أن الإجهاد المرتبط بكوفيد والانشطة البدنية المحدودة وزيادة الوزن يمكن أن تسهم في هذه الزيادات الحادة.

بالنسبة للأولاد، الذين يبدأون البلوغ بين سن 9 و 14، فإنهم أيضًا يبدأون البلوغ في وقتٍ سابق مما كان عليه في الماضي، ولكن البلوغ المبكر نادر جدًا بالنسبة للأولاد الصغار مقارنة بالفتيات. عندما يبدأ الصبي في البلوغ في وقتٍ مبكر جدًا بعيدًا عن النطاق الطبيعي، فإن ذلك غالبًا ما يكون بسبب سبب خطير مثل ورم في المخ على الغدة التي تنتج الهرمونات.

بالنسبة للفتيات، غالبًا ما يفتقر البلوغ المبكر إلى سبب واضح، وفقًا للدكتورة سوفر، طبيبة الأطفال في جامعة كولومبيا.

يؤكد الأطباء أن ليس جميع الأطفال بحاجة إلى مساعدة طبية، على الرغم من أنهم وآبائهم يمكن أن يستفيدوا من الوعي والتوجيه حول ما يحدث في أجسادهم. يمكن أن تعتمد أفضل طريقة علاج لطفل فردي على اتخاذ التغييرات الجسدية على محمل الجد، فضلاً عن الوصول إلى أخصائيين واختبارات معقدة ومكلفة.

تجاهل العلامات كـ “دهون الطفل”

عندما أحضرت بنتون ابنتها البالغة من الخامسة إلى طبيب الأطفال لأول مرة، رفض الطبيب التعامل مع التغيرات في جسمها على أنها “دهون الطفل”.

حتى عندما ذكرت بنتون أنها كانت تبكي أكثر بكثير من المعتاد، أصر الطبيب على أنها ليست بحاجة للقلق.

في وقت لاحق، بعد أن قام أخصائي بتشخيص الطفل بالبلوغ المبكر، قالت بنتون إنها كتبت إلى المجلس الطبي في ولاية أوهايو للشكوى من التشخيص الفائت. ثم اكتشفت أنه لم يكن هناك أي إشارة إلى “البلوغ المبكر” في سجلات ابنتها الطبية أو ملاحظات الزيارة على الإطلاق، حتى بعد أن سألت بنتون عنها عدة مرات.

اقترح بعض الأطباء في السابق أن سن التشخيص للبلوغ المبكر يجب أن يكون أقرب للفتيات السود من الفتيات البيض. ردت شانكار على ذلك بالقول إن تشخيص البلوغ المبكر وقرارات العلاج لا يجب أن تتحدد بناءً على العرق أو حتى العمر فحسب، ولكن يجب أن تستند إلى اختبارات هرمونية وجسدية ونفسية دقيقة.

قالت شانكار: “فقط لأنهم ينتمون إلى سباق وأصل عرقي معين، لا يعني ذلك أنهم لا يستحقون تقييمًا كاملاً وفرديًا لمعرفة ما إذا كانوا سيستفيدون من العلاج”.

ومع ذلك، يجب على الأطباء أن يكونوا حذرين في عدم “التطبيب المفرط”، وفقًا لشانكار. بالإضافة إلى الاختبارات الجسدية والفحوصات، يجب على أطباء الأطفال أن يستغرقوا الوقت لمعرفة شخصية كل طفل وظروفه لتقييم من سيستفيد أكثر من التطمين بشأن التغيرات في أجسادهم بدلاً من وصف مانعات البلوغ، التي تقلل من إنتاج الهرمونات الجنسية في الدماغ.

على الرغم من أن الأدوية المحقنة أثبتت أنها آمنة للأطفال الذين يعانون من البلوغ المبكر، إلا أنها قد تسبب آثار جانبية نادرة مثل خطر التفاعلات في موقع الحقن أو تضعيف العظام إذا تم إعطاؤها للأطفال الذين لا يحتاجون حقًا إليها.

قالت شانكار: “يجب أن نسلك خطًا رفيعًا”.

متى يحتاج مانعات البلوغ؟

يتطلب قرار ما إذا كان الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 8 سنوات ويظهرون أعراضًا قد يستفيدون من علاجات الهرمونات المحقنة جهودًا كبيرة، وفقًا لخبراء الأطفال.

على سبيل المثال، إذا بدأت الفتاة الصغيرة في النمو في الثديين عندما تكون في سن 5 أو 6 سنوات، ولكن يتباطأ هذا النمو، فقد لا تبدأ في رؤية تغيرات أخرى متعلقة بالبلوغ حتى تقترب من الفترة العمرية المعتادة من 8 إلى 12 عامًا وتحصل على دورتها الأولى في سن “طبيعية”.

بالنسبة لهؤلاء الفتيات، قد يكون البلوغ المبكر أقل قلقًا وقد لا يكون هناك حاجة لمانعات البلوغ.

قالت سوفر: “إنه يعتمد على العمر ومدى تقدمه، وكيفية تأثير الطول، ونضج الطفل، وكيف يشعر الأسرة بالأمور”.

تقدر دراسة نشرت في مجلة طب الأطفال والمراهقين في عام 2021 أن 44% من الفتيات اللواتي بدأن في تطوير الثديين بين سن 7 و 8 عامًا كان لديهن بلوغ مبكر سريع؛ حوالي 15% منهن بحاجة للعلاج.

قالت شانكار: “أولئك الذين تقل أعمارهم عن 7 سنوات هم أكثر احتمالًا للحاجة إلى العلاج في غالبية الحالات”.

أجريت لأوليفيا أشعة سينية لتحديد ما إذا كانت عظامها تنمو بسرعة أكبر من المعتاد، وأجريت لها أيضًا فحص بالموجات فوق الصوتية لتقييم المبايض وسلسلة من اختبارات الدم لتقييم مستويات الهرمونات. كانت جميع النتائج أعلى من المعدل الطبيعي لعمرها.

خضعت لاختبار يستغرق أربع ساعات تم فيه سحب الدم منها، وتلقت حقنة هرمونية لتحفيز الغدة النخامية، ثم خضعت لسحب الدم الإضافي لقياس كيفية تفاعل مستويات الهرمونات في جسمها.

في هذه النقطة، كان عام 2020، وقال طبيبها طبيب الغدد الصماء إن الفتاة، التي كانت حينها في السادسة من عمرها، على الطريق الصحيح للحصول على دورتها الشهرية بحلول سن 7، نظرًا لسرعة تقدم البلوغ لديها.

اختارت بنتون أن تبدأها على مانع بلوغ يسمى لوبرون (ليوبروليد). حصلت الفتاة في البداية على الحقنة مرة واحدة في الشهر، ثم كل ثلاثة أشهر لمدة ثلاث سنوات حتى بلغت سن 9.

انتظار طويل وتكلفة عالية للرعاية

العقبة الكبيرة بالنسبة لبعض العائلات هي العدد القليل جدًا من أطباء الغدد الصماء الذين يشخصون ويعالجون البلوغ المبكر. يواجه العديد من الأطفال وعائلاتهم انتظارًا طويلاً للحصول على موعد ويجب أن يسافروا مسافات طويلة.

قالت شانكار: “في العديد من الحالات، يواجه الوصول إلى الرعاية للبلوغ المبكر نفس المشكلة التي نواجهها في الوصول إلى الرعاية الصحية بشكل عام. قد لا يحصل العديد من هؤلاء الأطفال على الرعاية في الوقت المناسب”.

في حالة بنتون، اضطرت للقيادة لمدة ساعة إلى موقع الاختبار في كليفلاند، وبعد انتظار ثلاثة أشهر للحصول على موعد، استغرقت 45 دقيقة لكل زيارة مع طبيب غدد الصماء.

يقول الخبراء إن شركات التأمين عادة ما تدفع ثمن الأدوية عندما يكون هناك تشخيص واضح. بدون تأمين، قد تكلف الهرمونات الموصوفة – مثبطات GnRH التي تقاطع إنتاج الهرمونات الجنسية في الغدة النخامية – آلاف الدولارات شهريًا.

وفقًا لأحدث بيانات تعداد الولايات المتحدة، كانت نسبة الأطفال غير المؤمنين بالتأمين مرتين أعلى بين السكان الأسود والهسبانيين مقارنة بالأطفال البيض غير الهسبانيين.

قالت شانكار: “بالنسبة لبعض العائلات، يمكن أن يكون السعر مسألة كبيرة، خاصةً عندما تكون النسبة المئوية للمشاركة في التكاليف عالية”.

معظم الشركات التي تبيع مانعات البلوغ تقدم برامج مساعدة في الدفع لمساعدة العائلات على تحمل تكاليف الأدوية، ولكن التقديم لهذه البرامج يمكن أن يكون عملية معقدة.

قالت بنتون إن التأمين قد تكفل حقن لوبرون لابنتها بعد أن أكملت الاختبارات المطلوبة.

قوة التشخيص

بدأت ابنة باترا رودز-ويلسون في تطوير أنسجة الثدي عند سن 5 أيضًا. مثل بنتون، قالت رودز-ويلسون، التي هي سوداء، إنها لم تسمع أبدًا عن البلوغ المبكر.

تم تشخيص سيدني عند سن 7، ولكن استقرت مستويات هرموناتها بشكل طبيعي عندما كانت أقرب إلى سن 9.

قالت رودز-ويلسون، التي تعيش في شامبين، إلينوي، إن ابنتها استفادت كثيرًا من تشخيص البلوغ المبكر.

قالت رودز-ويلسون، البالغة من العمر 38 عامًا: “هناك شعور بالارتياح لأن هذا الشيء لديه اسم حقيقي له. “أنا لا أفتكر”.

بتوجيه من طبيب سيدني، بدأت رودز-ويلسون في الانتباه بشكل أكبر إلى أنواع الطعام التي تحتفظ بها في المنزل وساعدت الفتاة على البقاء نشطة. تعتقد رودز-ويلسون أن التغييرات في نمط الحياة ساعدت في منع ارتفاع مستويات الهرمونات لدى سيدني.

أما بالنسبة لابنتها، فتعتقد بنتون أن مانعات البلوغ أعادت للفتاة طفولتها.

قالت بنتون: “إنها فتاة ذكية، لكنها لا تزال تتعلم وتنمو. “لم أرغب في أن يعتقد أحد أنها يجب أن تكون أكثر حكمة مما هي عليه”.

يشارك العديد من الأطباء في القلق من أن الفتيات الصغيرات جدًا قد يتم التعامل معهن على أنهن أكبر سنًا بسبب تغير مظهرهن الجسدي.

قالت رودز-ويلسون: “أنا أكثر حماية لها الآن”.

بعد تجارب بناتهما، يقول كل من بنتون ورودز-ويلسون إنهما سمعت من أصدقاء وعائلة وغرباء على وسائل التواصل الاجتماعي – معظمهم من الأشخاص السود والهسبان – الذين يعتقدون أنهم أيضًا مروا بالبلوغ المبكر أو لديهم أطفال في وسطه. معظمهم لم يسمعوا أبدًا عن الحالة أو خيارات العلاج.

قالت رودز-ويلسون: “لا يشعر الأمريكيون الأفارقة بأن لدينا أي مصادر أخرى، لذلك نحن نتحمله ببساطة”. “أقول للناس الآن: إذا كان هناك شيء غير صحيح بطفلك ولا يأخذه أطباؤك على محمل الجد، ابحث عن طبيب جديد. حاول الحصول على المساعدة التي تحتاجها”.

صورة: فتاة تنظر من خلال ملف مع رسومات. (كارولين جوتمان لـ NBC News)

Source: https://www.aol.com/puberty-starting-earlier-ever-doctors-200803300.html