فيما يلي نظرة شاملة على أبرز الأحداث التي شكلت المشهد الدبلوماسي للهند:
قمة مجموعة العشرين: تجمع لقادة العالم في دلهي
في سبتمبر، ظهرت قمة مجموعة العشرين في دلهي كلحظة حاسمة، حيث جمعت قادة من جميع أنحاء العالم. كانت هذه الفعالية الدبلوماسية الأكبر ليس فقط في هذا العام ولكن في عقود. أكدت البيان المشترك الصادر عن القمة التزامًا جماعيًا بمعالجة التحديات العالمية من خلال التعاون. أظهرت دور الهند كمضيف للقمة تأثيرها المتزايد والتزامها بتعزيز التعاون الدولي.
حان وقت أفريقيا: تسليط الضوء على رؤية الهند الأفريقية في قمة مجموعة العشرين
عرضت الهند عضويتها الرسمية للاتحاد الأفريقي خلال قمة مجموعة العشرين في دلهي، مما يظهر التركيز المتزايد على القارة التي ستدفع النمو في المستقبل. كان لدى قمة مجموعة العشرين في دلهي بصمة واضحة في منح أفريقيا صوتًا أكبر في الحوكمة العالمية. أكدت زيارات رئيس تنزانيا ساميا سولوهو حسن ورئيس كينيا ويليام روتو التزام الهند بتعميق العلاقات مع القارة الأفريقية. وقد دعمت الهند أفريقيا في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة المصلح.
جولات رئيس الوزراء العالمية: تعزيز العلاقات الثنائية
جولات رئيس الوزراء مودي العديدة إلى الخارج وضعت التركيز على تعزيز العلاقات الثنائية. من زيارة رسمية إلى الولايات المتحدة إلى كونه ضيف الشرف في يوم الباستيل في باريس، وحضور قمة هيروشيما لمجموعة السبع في اليابان، وزيارة ثنائية إلى أستراليا، أكدت هذه اللقاءات التزام الهند ببناء وتعزيز الشراكات الاستراتيجية.
الجهة الأولى المستجيبة على المستوى العالمي: من تركيا إلى سريلانكا
في عام 2023، تجاوزت الهند التركيز التقليدي على جوارها الموسع وتدخلت في أماكن أخرى. شهدت عملية دوست وصول فرق الإغاثة الهندية إلى تركيا وسوريا بعد الزلازل المدمرة، حيث دعت دلهي إلى الجهود الإنسانية العالمية. في أزمة سريلانكا الاقتصادية، لعبت الهند دورًا حاسمًا، حيث قدمت مساعدات بقيمة 4 مليارات دولار.
إصلاحات الأمم المتحدة: دعوة الهند للجلوس على الطاولة
شهد عام 2023 تحقيقًا تاريخيًا حيث أصبحت الهند أكبر دولة سكانية على وجه الكوكب. ومع ذلك، فإن الدولة التي تمثل واحدة من ستة أجزاء من البشرية العالمية غير موجودة على طاولة المجلس الأمني للأمم المتحدة. زادت الهند من جهودها لإصلاح الأمم المتحدة. شهدت الجمعية العامة للأمم المتحدة موجة من الدول تدعو إلى إعادة تشكيل الهيئة العالمية. ومع ذلك، فإن تحقيق التوافق، خاصة بين الدول الخمس الدائمة العضوية، لا يزال تحديًا كبيرًا.
التواصل مع الجنوب العالمي: قمم افتراضية وتضامن
وسعت الهند نطاق تواصلها مع الجنوب العالمي من خلال قمم افتراضية وسلسلة من الإعلانات، مما يؤكد دورها كجسر بين الدول التي تواجه تحديات مشتركة. تهدف هذه الجهود إلى تعزيز التعاون في قضايا تتراوح من بناء القدرات إلى التحدث بصوت واحد في العديد من القضايا.
رئاسة الهند لمنظمة شنغهاي للتعاون
استضافت الهند قمة منظمة شنغهاي للتعاون عبر الفيديو. وشملت النتائج الرئيسية انضمام إيران إلى المجموعة، بينما تم تسريع عملية انضمام بيلاروسيا. في جوا، شهد اجتماع وزراء خارجية منظمة شنغهاي للتعاون زيارة نادرة من وزير الخارجية الباكستاني إلى الهند على الرغم من استمرار تجميد العلاقات. سافر وزير الخارجية الباكستاني بلاول بوتو من كراتشي إلى جوا، وغادر دون تحقيق اختراق مع الهند ولكنه تلقى تحية من وزير الخارجية الهندي السيد جايشانكار.
آفاق جديدة: سفارات هندية جديدة
افتتحت الهند سفارات جديدة في باراغواي وليتوانيا، ونشطت قنصليتها في سياتل، وأعلنت عن خطط لبعثة في لاتفيا. تشير هذه التوسعات إلى توسيع نطاق التواصل والتعاون مع هذه البلدان في الشؤون الدبلوماسية والاقتصادية والثقافية.
التواصل مع الجالية
خلال مهرجان برافاسي بهاراتيا ديفاس، دعت الهند الرئيس محمد إرفان علي من غيانا والرئيس شاندريكابيرساد سانتوخي من سورينام. كلاهما من القادة العالميين ذوي الأصل الهندي. خلال الزيارات الخارجية، تواصل رئيس الوزراء ووزير الخارجية والوزراء مع الجالية. يوجد في الهند حوالي 33 مليون شخص من الجالية القوية، من رؤساء الدول إلى قادة الشركات المتعددة الجنسيات، وعمال الأجرة الزرقاء في غرب آسيا.
القلق الخالستاني: التنقل في المناطق الحساسة
ظهرت الدول الغربية في الفضاء العام تمنح المزيد من المساحة للتطرف الخالستاني والخطاب المعادي للهند. وشهد ذلك بشكل خاص في الولايات المتحدة وكندا، حيث هدد الإرهابي الهندي المدرج في القائمة، غوربتوانت سينغ بانون، رحلات طيران الهند والبرلمان الهندي. تعرضت القنصلية الهندية في سان فرانسيسكو للتخريب، بينما أصدر الخالستانيون في كندا ملصقات ضد الدبلوماسيين الهنود. ألقت الاتهامات التي تربط الهند بقتل خالستاني ظلالًا على العلاقات بين دلهي وأوتاوا، بينما رأينا واشنطن تتعامل بشكل ناضج مع الأمر. سيتم مراقبة تطور قضية نيخيل غوبتا عن كثب.
محادثات ترودو: تداعيات دبلوماسية مع كندا
أثار تصريحات رئيس الوزراء ترودو في البرلمان الكندي تربط الهند بوفاة الإرهابي الخالستاني هارديب سينغ نيجار توترًا في العلاقات بين الهند وكندا. أكدت طرد 40 دبلوماسيًا كنديًا استياء الهند من ما رأته دلهي تدخلًا منهم.
أزمة البحر الأحمر: تهديد للأمن الاقتصادي
تصاعدت أزمة البحر الأحمر مع هجمات على السفن، بما في ذلك سفينتي MV Chem Pluto و MV Sai Baba، المتجهتين إلى الهند. استهدفت سفينة MV Chem Pluto على بعد 200 ميلاً بحريًا قبالة سواحل ولاية جوجارات، في حين أرجعت الولايات المتحدة الهجوم على سفينة MV Sai Baba إلى الحوثيين في البحر الأحمر الجنوبي، وهو ادعاء رفضوه. تشكل هذه الحوادث تهديدًا للأمن الاقتصادي للهند. تقوم البحرية الهندية بدوريات في المنطقة وتضمن سلامة الشحن البحري.
تحدي الصين: استمرار تجميد العلاقات
في حين استمرت المحادثات حول أزمة الحدود مع الصين، استمرت العلاقات الدبلوماسية في التجمد. لاحظ غياب الرئيس الصيني شي جين بينغ، نظيره في مجموعة بريكس، عن قمة مجموعة العشرين في دلهي وقمة مجموعة العشرين الافتراضية التالية في نوفمبر. أثار إصدار الصين لخريطة سياسية مثيرة للجدل تدعي ملكية أراضي عدة دول استنكارًا سريعًا، بقيادة الهند، حيث أعربت حوالي 10 دول عن قلقها إزاء الإجراءات الاستفزازية لبكين.
صراع إسرائيل وحماس: محاولة التوازن في الشرق الأوسط
أدانت الهند الهجمات الإرهابية التي نفذتها حماس في إسرائيل في أكتوبر، وأرسلت مساعدات إلى غزة بينما شنت إسرائيل هجومها الردعي، ودعمت الحل الثنائي الذي يؤكد الحوار والدبلوماسية خلال الصراع بين إسرائيل وحماس. تحدث رئيس الوزراء الهندي مودي إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي وعدد من القادة العرب بشأن هذه القضية. لم يتمكن وزراء خارجية العرب الإسلاميين من زيارة دلهي بسبب مشاكل في الجدول الزمني.
الهنود في حجز قطر
يوجد ثمانية من أفراد البحرية الهندية السابقين في حجز قطر، ويواجهون إعلانًا بالإعدام. القضية قيد المحاكمة، مع قبول استئناف مقبول، وموعد الجلسة القادمة مقرر في 28 ديسمبر. أجرى رئيس الوزراء مودي وأمير قطر محادثة غير رسمية على هامش قمة المناخ COP في دبي، على الرغم من أن النتائج لا تؤكد مناقشة هذه القضية. يتم متابعة القضية عن كثب وهي قضية اختبار للدبلوماسية.
إجلاء في حالات الأزمات
في عام مليء بالأزمات، نفذت الهند عملية كافيري، على غرار عملية جانجا في العام السابق، لإجلاء المواطنين من السودان المنكوب بالحرب. في إطار عملية كافيري، نجحت الحكومة الهندية في إجلاء ما مجموعه 4097 شخصًا عالقين في السودان. من بينهم 3961 مواطنًا هنديًا، في حين كانت 136 من الجنسيات الأجنبية.
في عام مليء بالارتفاعات والانخفاضات الدبلوماسية، ظلت الهند قوية وقادرة على التعامل مع التحديات العالمية واستغلال الفرص للتعاون والنمو. وبينما يتطلع العالم إلى عام 2024، تظل السياسة الدبلوماسية للهند قوة ديناميكية على المسرح الدولي.
سيدانت سيبال
سيدانت سيبال هو المراسل الدبلوماسي الرئيسي لشبكة WION. عندما لا يعمل، ستجده يلعب مع كلبه.
اترك تعليقاً