تشير تحليلات تصوير أشعة الأشعة السينية الجديدة للوحة الرائعة إلى وجود طبقة رصاصية غير متوقعة، ربما تم تطبيقها كإجراء وقائي أثناء إعداد القماش، وفقًا لورقة بحثية جديدة نشرت في مجلة Science Advances. كان العمل جزءًا من عملية الحراسة الليلية التي تقوم بها متحف رايكسميوم، وهي أكبر مشروع بحث وحفظ متعدد التخصصات للوحة ريمبرانت المشهورة، والمكرس للحفاظ على اللوحة على المدى الطويل.
التحليلات السابقة للوحات ريمبرانت
تشير التحاليل السابقة للوحات ريمبرانت إلى استخدامه لعدة أصباغ في أعماله، بما في ذلك الأبيض الرصاصي والأوكر والأسود العظمي والأحمر الزرنيخي والأحمر المادر والأزريت والأزرق الفاحم والأصفر المادر والأصفر الرصاصي القصديري، وغيرها. نادرًا ما استخدم الفنان أصباغ زرقاء أو خضراء نقية، باستثناء وجبة بلشازار. تعتبر قاعدة بيانات ريمبرانت مصدرًا جيدًا لتوثيق شامل للتقارير التحقيقية المختلفة.
اكتشاف طبقة الرصاص الجديدة
في وقت سابق من هذا العام، اكتشف الباحثون في عملية الحراسة الليلية آثارًا نادرة لمركب يسمى فورمات الرصاص في اللوحة. قاموا بمسح حوالي نصف متر مربع من سطح اللوحة باستخدام تقنية تصوير الأشعة السينية بتفريق البودرة (بالإضافة إلى طرق أخرى) وتحليل شظايا صغيرة من اللوحة باستخدام أجهزة مسح الأشعة السينية المجهرية. وقد كشف ذلك عن وجود فورمات الرصاص – وهو أمر مفاجئ بحد ذاته – ولكن الفريق أيضًا حدد وجود تلك الفورمات في مناطق لا يوجد فيها أصباغ رصاصية أو بيضاء أو صفراء. قد يكون من الممكن أن تختفي فورمات الرصاص بسرعة نسبيًا، مما يمكن أن يفسر عدم اكتشافها في لوحات الفنانين الهولنديين حتى الآن. ولكن إذا كانت هذه الحالة، فلماذا لم تختفي فورمات الرصاص في الحراسة الليلية؟ ومن أين جاءت في المقام الأول؟
التحليلات الجديدة والاستنتاجات
تسلط هذه الورقة الجديدة المزيد من الضوء على اللوحة من خلال التركيز على الطبقات التحضيرية المطبقة على القماش. من المعروف أن ريمبرانت استخدم قاعدة من الطين الكوارتزي للحراسة الليلية – وهو أمر قام به للمرة الأولى، ربما لأن حجم اللوحة الهائل “حفزه على البحث عن بديل أرخص وأخف وزنًا وأكثر مرونة للطبقة الأرضية” من الأرض الحمراء والأبيض الرصاصي والسيرسيت الذي كان يعرف باستخدامه في لوحاته السابقة، كما اقترح الكتاب.
وفقًا للمؤلفين، هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها استخدام تقنيات تصوير الأشعة السينية ثلاثية الأبعاد: تقنية الأشعة السينية الفلورية وتقنية التصوير النانوي بالأشعة السينية بتقنية البتيكوغرافي. يشير المؤلفون إلى أن تحليل الأحجام الصغيرة للوحات التاريخية عادة ما يعتمد على تقنيات التصوير ثنائية الأبعاد (مثل المجهر الضوئي والمجهر الإلكتروني الماسح وطيف الإشعاع السيني المتزامن)، والتي تعطي معلومات جزئية فقط عن حجم وشكل وتوزيع جسيمات الصبغة تحت السطح المرئي.
تلتقط طرق التصوير ثلاثية الأبعاد مزيدًا من التفاصيل بالمقارنة، مما يكشف عن وجود طبقة تحتوي على الرصاص غير المعروفة (وغير المتوقعة) تقع مباشرة تحت الطبقة الأرضية. يشير المؤلفون إلى أن ذلك يمكن أن يكون بسبب استخدام مركب الرصاص المضاف إلى الزيت المستخدم لإعداد القماش كمضاف تجفيفي – ربما لحماية اللوحة من التأثيرات الضارة للرطوبة. (عادةً ما يتم استخدام مادة لاصقة قبل تطبيق الطبقة الأرضية.)
تعلقت الحراسة الليلية في الأصل في “القاعة الكبرى” لمدرسة تدريب المسلحين في أمستردام وكانت تواجه النوافذ. يشير المؤلفون إلى أنه منذ العصور الوسطى، تم استخدام الرصاص الأحمر في الزيت للحفاظ على الحجر والخشب والمعدن ضد الرطوبة، ويذكر مصدر معاصر استخدام الزيت الغني بالرصاص بدلاً من الغراء التقليدي لمنع القماش من الانفصال بعد سنوات من التعرض للبيئات الرطبة. ويمكن أن تكون الطبقة الرصاصية المكتشفة حديثًا هي السبب في بروز الرصاص غير المعتاد في مناطق الحراسة الليلية التي لا تحتوي على مركبات أخرى تحتوي على الرصاص في الطلاء. قد يكون من الممكن أن يهاجر الرصاص إلى الطبقة الأرضية للوحة من تلك الطبقة التحضيرية للزيت الرصاصي أدناه.
المصدر: Science Advances، 2023. 10.1126/sciadv.adj9394
اترك تعليقاً