دراسة: العديد من المكونات تقلل من خطر الوفاة أو الإصابة بالأمراض بدلاً من زيادتها.
مقدمة
يتميز برنامج الخبز البريطاني العظيم (TGBBO) – المعروف أيضًا ببرنامج الخبز البريطاني الرائع في الولايات المتحدة وكندا – بمشاركة الخبازين الهواة كل أسبوع في سلسلة من تحديات الخبز، تتوج بفوز فائز واحد. تشمل الوصفات مجموعة متنوعة من الحلويات اللذيذة والفاخرة، بما في ذلك حلويات عيد الميلاد المناسبة. ولكن قد لا تكون العديد من وصفات عيد الميلاد في البرنامج سيئة لصحتك كما يعتقد البعض، وفقًا لورقة بحثية جديدة نشرت في العدد السنوي لمجلة الطب البريطانية المعروفة بأوراقها العلمية الخفيفة المزحة.
تاريخ برنامج الخبز البريطاني العظيم
ظهر برنامج الخبز البريطاني العظيم لأول مرة على الهواء عام 2010 على قناة بي بي سي، وانتشرت شعبيته بسرعة وتوسعت عبر المحيط الأطلسي. استلهم البرنامج من المسابقات التقليدية للخبز في قرى إنجلترا (انظر أي لغز قتل إنجليزي مريح للإشارة). وفي الوقت الحالي، يعمل بول هوليوود وبرو ليث كحكام للبرنامج، بينما يقدم نويل فيلدينج وأليسون هاموند برنامج الحلوى، ويقدمون تعليقات (أحيانًا غير لائقة). يتضمن كل أسبوع موضوعًا وثلاثة تحديات: تحدي التوقيع، وتحدي فني، وتحدي الحلوى الرائعة.
دراسة جديدة في مجلة الطب البريطانية
يعتبر الأربعة مؤلفين المشاركين في الدراسة الجديدة في مجلة الطب البريطانية (BMJ) – جوشوا والاش من جامعة إموري وجامعة ييل، وأنانت غوتام وريشما راماشاندران وجوزيف روس من جامعة ييل – من المعجبين الشغوفين ببرنامج الخبز البريطاني العظيم، والذين يعتبرونه “أعظم برنامج للخبز التلفزيوني على الإطلاق”. كما أنهم من محبي الحلوى بشكل عام، حيث يلاحظون أن الكنيسة الكاثوليكية في إنجلترا في العصور الوسطى أصدرت مرسومًا يلزم بوجود البودنغ عيد الميلاد قبل أربعة أسابيع من عيد الميلاد. كانت تلك البودنغات تشبه الحساء أكثر، حيث تحتوي على مكونات مثل البرقوق والزبيب والجزر والمكسرات والتوابل والحبوب والبيض واللحم البقري واللحم الضأن. وبالتالي، كانت تلك البودنغات أكثر “صحة” من الحلوى الحديثة التي تحتوي على الكثير من الزبدة والسكر بشكل خاص.
المكونات الصحية في حلويات عيد الميلاد
تساءل والاش وآخرون عما إذا كانت الحلوى الحديثة قد تكون أكثر صحة مما يعتقد عمومًا، وقاموا بمراجعة شاملة للأدب العلمي الموجود للوصول إلى “مراجعة مظلة” خاصة بهم. يعد تأسيس روابط السببية المباشرة في مجال التغذية أمرًا صعبًا جدًا، سواء كنا نتحدث عن الدراسات المراقبة أو المراجعات النظامية والتحليلات الفوقية. على سبيل المثال، يركز العديد من الدراسات السابقة على المكونات الفردية ولا تأخذ في الاعتبار تأثير النظام الغذائي العام ونمط الحياة. كما أنها قد تعتمد على تقارير الذات من المشاركين في الدراسة. “هل سنقوم حقًا بالإبلاغ بدقة عن كمية الحلوى التي أكلناها بشكل هستيري في منتصف الليل بعد أن ذهب الجميع إلى النوم؟” كتب المؤلفون. وتعاني المراجعات النظامية من نقاط ضعفها وتحيزاتها الخاصة.
المكونات المحددة وتأثيرها على الصحة
كتب المؤلفون “لكن بالهمبوج، إنه عيد الميلاد ولقد انتهينا من كوننا سكروج في تصميم الدراسة”. “لقد استغللنا هذه الفرصة لتجاهل عيوب البحوث التغذوية المراقبة وإجراء دراسة تسمح لنا بالشعور بالتفوق الأخلاقي عندما نستمتع بتناول مكونات حلوى عيد الميلاد المشار إليها (مثل الشوكولاتة). بشكل عام، آملنا في تقديم أدلة تشير إلى أننا بحاجة إلى تناول حلوى عيد الميلاد وأكلها أيضًا، أو على الأقل أدلة ستؤثر على طمعنا المشترك أو شعورنا بالذنب في هذا العيد.”
المكونات وتأثيرها على الصحة
قام الفريق بفحص موقع TGBBO واختيار 48 وصفة حلوى لكعك عيد الميلاد وكوكيز ومعجنات وبودنجات، مثل سجل يول الغابة السوداء لفال وشاي روبي الكحولي وكرز بانيتون الشوكولاتة. كان هناك 178 مكونًا فريدًا في تلك الوصفات، وقام المؤلفون بتصنيفها إلى 17 مجموعة رئيسية من المكونات: صودا الخبز ومسحوق الخبز ومكونات مماثلة؛ الشوكولاتة؛ الجبن والزبادي؛ القهوة؛ البيض؛ الزبدة؛ ألوان الطعام ونكهات ومستخلصات؛ الفاكهة؛ الحليب؛ المكسرات؛ الفول السوداني أو زبدة الفول السوداني؛ الدقيق المنكه؛ الملح؛ التوابل؛ السكر؛ والدهون النباتية.
التحليل والنتائج
حدد والاش وآخرون 46 مقالة استعرضت الصحة والتغذية المتعلقة بتلك الفئات من المكونات لتحليلها. أسفر ذلك عن 363 ارتباطًا بين المكونات وخطر الوفاة أو الإصابة بالأمراض، على الرغم من أن 149 فقط كانت ذات دلالة إحصائية. من بين تلك الارتباطات، قلصت 110 (74 في المئة) منها مخاطر الصحة بينما زادت 39 (26 في المئة) من المخاطر. أكثر المكونات شيوعًا المرتبطة بتقليل المخاطر هي الفواكه والقهوة والمكسرات، بينما كانت الكحول والسكر هما المكونان الأكثر شيوعًا المرتبطان بزيادة المخاطر.
تأثير الكحول والسكر
لنأخذ سجل يول الشوكولاتة المميز لبرو ليث كمثال، والذي يحتوي على “كمية صغيرة من الكريم الأيرلندي المخفف”. كانت معظم الارتباطات الضارة تتعلق بمحتوى الكحول، والذي أظهرت الدراسات المختلفة زيادة خطر الإصابة بسرطان الكبد وسرطان المعدة وسرطان القولون والنقرس واضطراب ضربات القلب. في حين يمكن أن يتبخر الكحول أثناء الطهي أو الخبز، إلا أن الحشوة التي تحتوي على الكريمة تحتفظ بالكحول، والذي لا يتناقص بالخبز. (ليث غالبًا ما عبر عن تفضيله للحلوى الكحولية في البرنامج.)
بالمقابل، تحتوي كعكة الخيال المجمدة لراف على عدة مكونات صحية، بشكل خاص اللوز والفاكهة الباشن فروت، وبالتالي تحمل خطرًا منخفضًا بشكل كبير للإصابة بالأمراض أو الوفاة. وهو الحال أيضًا بالنسبة لـ ستولن بول هوليوود، الذي يحتوي على اللوز والحليب ومجموعة متنوعة من الفواكه المجففة. “بشكل عام، بدون البيض والزبدة والسكر، تعتبر هذه الحلوى في الأساس سلطة فاكهة مع المكسرات”، كتب المؤلفون. ومن المؤكد أن هذا يشكل تحفظًا كبيرًا، لأن البيض والزبدة والسكر يشكلون الحلوى. ولكن يلاحظ والاش وآخرون أن معظم الدراسات الغذائية التي تدين السكر تركز على التأثيرات الغذائية للمشروبات المحلاة بالسكر، ولم يستخدم أي من وصفات حلوى عيد الميلاد في برنامج الخبز البريطاني العظيم مثل تلك المشروبات، “بلا شك لأنها كانت ستؤدي إلى حلوى ذات قاع غير مقرمش”.
قيود الدراسة والاستنتاج
تعتمد دراسة BMJ على أدلة من الدراسات المراقبة السابقة، ولم يأخذ والاش وآخرون في الاعتبار كمية كل مكون مستخدم في أي وصفة معينة. بغض النظر عما إذا كانت الوصفة تتطلب توتة واحدة أو كوبًا كاملًا من التوت، فإن هذا المكون كان يُعامل بنفس الوزن من حيث تأثيراته الواقية ضد التأثيرات الضارة المفترضة للزبدة. هل كان التحليل المرجح سيكون أكثر دقة؟ بالتأكيد، ولكنه كان سيكون أقل متعة بكثير.
إذاً، هل هذه معجزة حقيقية في عيد الميلاد أم ممارسة أكاديمية ممتعة في التبرير الإبداعي؟ ربما لا يجب علينا التفكير في الأمر بشكل مفرط. “إنه عيد الميلاد، لذا استمتع بحلوياتك بتدابير معتدلة”، استنتج المؤلفون.
المصدر: BMJ، 2023. DOI: 10.1136/bmj‑2023‑077166 (حول DOIs).
اترك تعليقاً