أي كاتب سيخبرك أنه عندما يتعلق الأمر بالكتابة، فإن جزءًا فقط من العملية يتم قضاءه في الكتابة الفعلية.
ترتيب المكتب
أولاً، يجب أن ترتب مكتبك. يجب أن يكون الكرسي مريحًا وأن يكون الحرارة مناسبة. يجب أيضًا أن تحضر إبريقًا من القهوة أو الشاي، وأن تكون لديك وجبات خفيفة جاهزة في حالة الجوع. هل فكرت يومًا في متى كان آخر مرة تفحصت فيه البريد؟ بمجرد الانتهاء من ذلك، فمن المنطقي أن تقضي بضع دقائق إضافية في التمرير على TikTok و Instagram لتنقية ذهنك. ثم ستكون جاهزًا للكتابة. على الأرجح.
التشتيت والإبداع
هذه مزحة – ولكن فقط جزئياً. في نهاية المطاف، يجب عليك حقًا البدء في العمل على الكتابة وتجاهل كل تلك التشتيتات. ولكن في بعض الأحيان، تلك التشتيتات هي التي تساعد في خلق الظروف المناسبة للقيام بعمل جيد.
المرونة في العمل
لسنوات عديدة، كنت عاملًا حرًا بدوام كامل، وأحببت المرونة التي كانت لدي في كيفية ومتى وأين أعمل. في بعض الأيام، قد أبدأ الكتابة قبل طلوع الشمس. في الأيام الأخرى، قد لا أجد الإلهام حتى يذهب الجميع للنوم. يمكنني الذهاب للتسوق في الصباح – الأول في المركز التجاري، هناك مع كبار السن – أو مشاهدة فيلم في فترة الظهيرة مع صديق. لا تهم التفاصيل. ما يهم هو أن العمل يتم دائمًا، حتى لو لم يكن دائمًا بين الساعات 9 صباحًا و 5 مساءً.
الأعمال المنزلية
تمتد هذه الفلسفة إلى الأعمال المنزلية. يمكنني إعداد وجبة في الصباح لتنضج في منتصف النهار، أو رمي حمولة من الجوارب في وقت متأخر بعد الظهر. كان لدي اجتماع شهري مع قططي، حيث كانت المهمة الأساسية هي تنظيف صندوق القمامة. كانت حالة عدم القدرة على الكتابة هي العذر المثالي لسقي النباتات.
الإنتاجية والتسويف
هل الإنتاجية والتسويف مجرد وجهين لعملة واحدة؟ من المغري – وما زال كذلك! – أن نعتبر المهام مثل الطبخ والغسيل عائقًا أمام العمل الجيد. يمكن أن تستغرق وقتًا طويلاً وتأخذك بعيدًا عن التركيز. إنها تتطلب تركيزًا وتنسيقًا كافيًا لجعل المهام المتعددة صعبة، إن لم يكن مستحيلة. ولكن اسمعني: ماذا لو كانت الأنشطة الشخصية مثل هذه جزءًا فعليًا من العمل؟ أليست الإنتاجية والتسويف مجرد وجهين لعملة واحدة؟
الدراسة والتركيز
من الطبيعي أن لا يفكر الجميع في هذا الأمر بنفس الطريقة التي أفكر بها. في دراسة أجرتها Economist Impact برعاية dropbox، استطلعت آراء العاملين المعرفيين حول مصادر التشتيت وكيفية تحقيق التركيز. من بين جميع العاملين المعرفيين الذين تم استطلاع آرائهم، قال فقط 16٪ إن المهام الشخصية – مثل التنظيف أو الأعمال المنزلية – ساعدتهم على استعادة النشاط أو التركيز خلال ساعات العمل. في الواقع، كانت الأعمال المنزلية هي التشتيت الأكثر شيوعًا بين العاملين المعرفيين في جميع أنحاء العالم.
التركيز والتفكير
لن أجادل في حقيقة أن الأعمال المنزلية قد لا تكون الطريقة الأكثر فعالية أو ممتعة للاسترخاء. ولكن إذا أردت أن تفعل شيئًا ممتعًا، فسأذهب للتنزه أو أخذ قيلولة! إنه بالضبط لأنها تشتت عن المهمة التي تقوم بها أنني أقدر تناثرها طوال يومي.
العمل اليدوي والتركيز
بعد ساعات قضيتها جالسًا على مكتبي – نظرًا للشاشة وتحريك الماوس – هناك شيء منعش في العمل الجسدي واليدوي في العالم الحقيقي. سواء كان رفعًا أو تقطيعًا أو سحبًا أو تنظيفًا، فإن الأعمال المنزلية تضمن تخليص عقلي من أي هموم في يوم العمل. إنها مثل تغيير القناة أو تحويل المفتاح؛ فالعمل بيدي يعطي عقلي العامل راحة.
التفكير والتركيز
في بعض الأحيان، يمكن أن يكون مجرد التفكير في مهمة قادمة عائقًا أكبر للقيام بعمل جيد مما لو قمت بإنجازها على الفور. أقل الأيام إنتاجية بالنسبة لي هي تلك التي أعمل فيها من الساعة 9 صباحًا حتى الساعة 5 مساءً – الأيام التي يمكنني فيها أن أشعر بجميع المسؤوليات التي تنتظرني في نهاية اليوم. كلما استطعت إنجاز تلك المهام في وقت مبكر، كلما كان من السهل علي أن أركز وكلما كنت أشعر بتحسن أكبر.
التفكير والعمل الخفي
عندما أشعر بالراحة بنفسي وبالمكان الذي أعمل فيه، يكون من الأسهل أن يكون العمل نفسه جيدًا أيضًا. بالنسبة لي، يعني ذلك غرفة مليئة بالطعام ومكتب مرتب، ولكن قد يكون الأمر مختلفًا بالنسبة لك.
العمل من المنزل والمرونة
أفهم ذلك؛ من السهل أن تشعر بالذنب عند القيام بشيء ليس عملك عندما تعتقد أنك يجب أن تكون تعمل. ولكن أحد أفضل الجوانب في العمل من المنزل – ونماذج مثل العمل الافتراضي – هو أننا يمكننا ترك صرامة المكتب وراءنا. وجدت دراسة أجرتها Economist Impact أن العاملين المعرفيين الذين يعملون بساعات مرنة في المنزل أكثر عرضة للإبلاغ عن تحسينات في وقت التركيز وجودة العمل والرفاهية. بالطبع، ستعتبر الأعمال المنزلية تشتتًا إذا كانت فكرتك عن العمل مقتصرة على الساعات بين الساعة 9 صباحًا و 5 مساءً.
التفكير والعمل الخفي
ككاتب، تعلمت أنه عندما لا أكتب، لا يعني ذلك أنني لا أعمل. حتى عندما يبدو أنني أتسوق أو أشعر بالتسويف أو مشتت بشكل لا يمكن إصلاحه، أحاول أن أذكر نفسي أن عقلي لا يزال يفكر ويحل المشاكل ويعمل على صقل الأفكار خلف الكواليس. تمامًا كما أن الكتابة ليست مجرد ما يظهر على الورق، فإن العمل ليس مجرد الساعات التي تقضيها على مكتبك.
التركيز والإلهام
بالتأكيد، غسل سترة صوفية قد لا يساهم مباشرة في أرباحك الفصلية. تقطيع البصل لعمل حساء لذيذ لن يقربك أكثر من كتابة تلك البريد الإلكتروني أو إنهاء تلك الشرائح. تنظيف البلاط في حمامك ليس مبررًا جيدًا لزيادة الراتب. ولكن هذا هو بالضبط النقطة. في بعض الأحيان، يعني العثور على التركيز أن ننظر إلى أماكن لم نكن نتوقعها – مثل وعاء المرحاض، وفرشاة في يدك، في انتظار الإلهام أن يضرب.
اترك تعليقاً