ملخص
قضت هيئة محلفين بأن يدفع المحامي رودي جولياني أكثر من 148 مليون دولار كتعويضات لعمال الانتخابات في جورجيا بتهمة تشويه سمعتهم وربطهم بالاحتيال الانتخابي. وهذه هي أكبر تهمة حتى الآن ضد المحاميين الذين حاولوا تغيير نتائج الانتخابات. ومع ذلك، فإن العقوبات والتكاليف الأخرى تتراكم على المحامين المتحالفين مع الرئيس السابق دونالد ترامب.
تفاصيل القضية
تم أمر جولياني بدفع 148.2 مليون دولار لعمال الانتخابات روبي فريمان وواندريا “شاي” موس بعد أن قام بنشر ادعاءات كاذبة تربطهم بالاحتيال الانتخابي، بما في ذلك 16.9 مليون دولار و 16.2 مليون دولار لتشويه سمعة فريمان وموس على التوالي، و 20 مليون دولار لكل منهما للإجهاد العاطفي و 75 مليون دولار كتعويضات تأديبية.
كان قد أمر جولياني بدفع أكثر من 133،000 دولار في رسوم المحاماة في القضية بسبب عدم تقديمه للأدلة. حيث أمرته المحكمة في البداية بدفع 89،173 دولارًا شخصيًا، بالإضافة إلى مبلغ غير محدد في الرسوم، وأمرت بشكل منفصل شركته بدفع 43،684 دولارًا، وإذا لم تدفع شركته، فإن جولياني سيكون مسؤولًا عن الرسوم.
تم تغريم المحامية اليمينية المتطرفة سيدني بويل ومحاميها في ميشيغان بمبلغ 152،450 دولار بسبب دعوى قضائية رفعت في تلك الولاية تتهم بالاحتيال الانتخابي. واعتبرت قاضية المحكمة الاتحادية ليندا باركر أن الدعوى “تعتبر سوء استخدام تاريخي وعميق للعمل القضائي”. وعلى الرغم من أن باركر أمرتهم في البداية بدفع أكثر من 175،000 دولار، إلا أن محكمة الاستئناف خفضت العقوبات إلى 132،816.62 دولار لصالح مدينة ديترويت و 19،639.75 دولار لصالح الولاية.
تم توجيه تهمة محاولة تغيير نتائج انتخابات ولاية جورجيا لـ 19 مدعى عليهم، بما في ذلك بويل وجولياني وغيرهم من المحامين. تم إطلاق سراح معظم المدعى عليهم بكفالة قدرها 100،000 دولار، بينما اضطر جولياني لدفع 150،000 دولار وتم إطلاق سراح سميث وتشيلي مع كفالة أقل قدرها 50،000 دولار.
قبلت بويل وتشيزيبرو وإليس اتفاقات اقرار بالذنب في قضية مقاطعة فولتون بدلاً من الذهاب إلى المحاكمة. وقد تم تغريم بويل بمبلغ 6،000 دولار بالإضافة إلى 2،7000 دولار كتعويضات، بينما اضطر تشيزيبرو وإليس لدفع 5،000 دولار كتعويضات، بالإضافة إلى عقوبات غير مالية أخرى مثل العمل الخدمي وكتابة رسائل اعتذار عامة.
من الغامض معرفة مقدار الرسوم القانونية التي دفعها المحامون لأنفسهم، ولكن الأرقام تبدو مذهلة: جمعت إليس 218،175 دولار حتى يوم الثلاثاء من خلال صندوق الدفاع القانوني الخاص بها على GiveSendGo، وهو مبلغ يفوق بكثير تكاليفها القانونية الفعلية، وجمع إيستمان وكلارك 594،185 دولار و 64،277 دولار على التوالي من خلال صناديق الدفاع القانوني الخاصة بهما على GiveSendGo (كلاهما أقل من أهدافهما المحددة بمبلغ 750،000 دولار و 500،000 دولار على التوالي).
تم مقاضاة جولياني من قبل محاميه السابق روبرت كوستيلو بمبلغ 1.4 مليون دولار في رسوم قانونية غير مدفوعة تتضمن القضايا المتعلقة بالانتخابات 2020. وقد بدأ العمدة السابق تشكيل لجنة عمل سياسية وطلب مساعدة ترامب في محاولة دفع تكاليفه القانونية، حيث استضاف الرئيس السابق حفلًا بتكلفة 100،000 دولار للشخص الواحد لصالح صندوق الدفاع القانوني لجولياني في سبتمبر، وقال ابن جولياني إنه جمع أكثر من مليون دولار.
التداعيات
واجه المحامون المتحالفون مع ترامب عواقب غير مالية عديدة بعد الانتخابات 2020. تم إيقاف ترخيص جولياني القانوني وما زال هو وإيستمان وكلارك يواجهون تهديد الطرد الكامل. تم تقديم شكوى جديدة في ميشيغان تطالب بفرض عقوبات على بويل ومحاميها بتهمة جلب دعواهما القضائية، مزعمة ارتكابهما سلوكًا مهنيًا غير أخلاقيًا، بعد أن نجت بويل بالفعل من شكوى مماثلة ضدها في تكساس. تم توبيخ إليس أيضًا في كولورادو، ولكن لم يتم طردها من المهنة. تحمل التهم الجنائية التي يواجهها المحامون الذين لم يتوصلوا إلى اتفاقات اقرار بالذنب في جورجيا تهديدًا بالسجن إذا أدينوا، حيث يواجه المدعى عليهم عقوبة تتراوح بين خمس سنوات وعشرين عامًا في السجن بتهم الاحتيال.
ما لا نعرفه
ما هو المبلغ الذي سيدفعه المحامون مستقبلاً لجهودهم بعد الانتخابات، ولكن يمكن أن يكون كبيرًا. لا يزال جولياني وبويل يواجهان دعاوى قضائية بتهمة التشهير من شركات الآلات الانتخابية سمارتماتيك ودومينيون فوتينج سيستمز. تطالب دومينيون بتعويضات بقيمة 1.3 مليار دولار من كلا المحاميين، بينما تطالب سمارتماتيك بتعويضات بقيمة 2.7 مليار دولار في دعوى جولياني، حيث تم تسميته كمدعى مشترك مع فوكس نيوز وعدد من مذيعيها. لا تحدد دعوى سمارتماتيك ضد بويل مبلغًا محددًا في التعويضات، ولكنها تلاحظ أن أفعالها المزعومة المشينة تكلفت الشركة ما لا يقل عن 1.2 مليون دولار. قد يضطر جولياني وإيستمان وغيرهم من المحامين الذين لا يزالون يواجهون تهمًا في جورجيا أيضًا إلى دفع رسوم مرتفعة إذا أدينوا، حيث تحمل تهم الاحتيال الجنائي وحدها غرامة قصوى قدرها 25،000 دولار.
حقائق مثيرة للدهشة
المبالغ التي دفعها المحامون هي جزء فقط من التكاليف الإجمالية التي يواجهها حلفاء ترامب بسبب مشاركتهم في خطة تغيير نتائج الانتخابات 2020 والأكاذيب المتعلقة بالاحتيال الانتخابي. اضطرت فوكس نيوز لدفع تسوية بقيمة 787 مليون دولار لشركة دومينيون بسبب ترويجها لنظريات المؤامرة الكاذبة على الشبكة التي ربطت آلات الاقتراع التابعة للشركة بالاحتيال، بالإضافة إلى الدعوى المعلقة من سمارتماتيك التي تواجهها الشبكة. ذكرت وكالة الصحافة المرتبطة في مايو أن المشاغبين الذين اقتحموا مبنى الكابيتول في 6 يناير 2021، دفعوا حتى الآن ما يقرب من 900،000 دولار في غرامات وتعويضات. تصل مجموع مبلغ قرار التشهير الصادر ضد جولياني وغرامات المشاغبين وتسوية فوكس نيوز إلى ما يقرب من مليار دولار، وفقًا لما ذكرته واشنطن بوست يوم السبت، وهو ما يكفي لإعطاء كل مواطن أمريكي مبلغ 2.79 دولار إذا تم تقسيمه. إذا تم تراكم الفواتير التي تصل إلى تلك القيمة فإنها ستمتد لمسافة 1.6 ميل في الفضاء.
ما يجب مراقبته
قام عمال الانتخابات فريمان وموس بتقديم دعوى تشهير ثانية ضد جولياني يوم الاثنين بعد أن استمر المحامي في تقديم ادعاءات كاذبة حولهما تعزز نظرية المؤامرة الكاذبة ويصر جولياني على أنه لم يفعل شيئًا خاطئًا. لا تطالب هذه الدعوى بتعويضات مالية وتطلب فقط حظر جولياني من تقديم بيانات مماثلة، ولكن المدعين أيضًا طلبوا من المحكمة في القضية الأصلية تسريع أمرها بدفع 148 مليون دولار كتعويضات، نظرًا للمشاكل المالية المعروفة للمحامي. وقال فريمان وموس إن المحكمة يجب أن تتخلص “فورًا” من فترة التوقف لمدة 30 يومًا عن دفع التعويضات، مشيرين إلى “الديون العديدة والمتزايدة” لجولياني، ويعبرون عن قلقهم من أن جولياني سيستخدم الوقت قبل أن يضطر للدفع لـ “تحويل أو تبديد الأصول المتاحة” حتى لا يضطر لدفع عمال الانتخابات.
الخلفية الرئيسية
لعب المحامون مثل جولياني وإيستمان وبويل وتشيزيبرو دورًا محوريًا في جهود ترامب لتغيير نتائج الانتخابات 2020. قامت حملة ترامب وحلفاؤه بجهود قانونية واسعة النطاق لتحدي نتائج الانتخابات في المحاكم، والتي قادها جولياني. وعلى الرغم من أن كل القضايا التي قدموها فشلت، إلا أن ترامب وحلفاؤه سعوا إلى أنشطة أخرى لتحدي نتائج الانتخابات التي أصبحت الآن موضوعًا للتهم الجنائية. ساعد جولياني ترامب في الضغط على المسؤولين الحكوميين والمشرعين في الولايات لرفض نتائج انتخاباتهم، بينما كان تشيزيبرو وإيستمان مشاركين في جهود لمنع الكونغرس من تصديق عدد الأصوات في 6 يناير 2021. وقد عمل تشيزيبرو كمهندس لمخطط “الناخبين الوهميين”، حيث قدم المسؤولون الجمهوريون قوائم كاذبة من الناخبين إلى الكونغرس يدعون أن ترامب فاز في ولايتهم. وقد أعلن جميع المحامين الذين لم يتوصلوا إلى اتفاقات اقرار بالذنب في جورجيا بأنهم بريئون من التهم الموجهة ضدهم، واستمروا جولياني وإيستمان في البقاء على موقفهما والتمسك بادعاءات الاحتيال الانتخابي الكاذبة. وقال إيستمان لشبكة CBS News في نوفمبر: “لم نفعل شيئًا خاطئًا”، معترضًا على “تجريم المعارضة السياسية وتهديد إغلاق الكلمة للآراء السياسية المعارضة”، في حين ادعى جولياني بعد الحكم بالتشهير ضده أن “ما قلته [عن عمال الانتخابات] كان صحيحًا تمامًا”. (أكدت مكتب وزير الداخلية في جورجيا بعد التحقيق أن أي ادعاءات تربط فريمان وموس بالاحتيال كانت “كاذبة وغير مسندة بأدلة”.)
اترك تعليقاً