تحاول جعل اللعبة تحدث

القطط تلعب اللعبة لفترة أطول وتسترد الكائن الملقى أكثر عندما تبدأ اللعبة.

سلوك اللعب لدى القطط

تتمتع القطط بسمعة جيدة لكونها تفكر بطريقة مستقلة ومنفصلة، وتفضل التفاعل مع البشر على أسسها الخاصة والغريبة. لذلك، فمن غير المتوقع أن ترى قطة تلعب اللعبة مثل الكلب، أليس كذلك؟ خطأ. هذا النوع من السلوك اللعبي أكثر شيوعًا مما قد تتصور، فقد كانت إحدى قططنا تحب اللعبة في سنواتها الأولى، على الرغم من أنها تبطأ قليلاً مع التقدم في العمر. ومع ذلك، فإن الأدلة المتاحة حتى الآن بشأن سلوك اللعب الخاص بالقطط تعتمد بشكل كبير على الشهادات الشخصية.

دراسة سلوك اللعب الخاص بالقطط

لهذا السبب، قام فريق من العلماء البريطانيين بدراسة هذا السلوك اللعبي الغريب للقطط بشكل أكثر تفصيلًا، ونشروا نتائجهم في ورقة بحثية جديدة نشرت في مجلة Scientific Reports. وخلص الباحثون إلى أن معظم القطط التي تحب اللعبة تعلمت كيفية القيام بذلك دون أي تدريب صريح، وأن القطط عمومًا هي من تسيطر على اللعبة عندما تلعب مع البشر. على وجه التحديد، فإن القطط ستلعب اللعبة لفترة أطول وتسترد الكائن الملقى أكثر عندما تبدأ اللعبة بدلاً من أصحابها. بعبارة أخرى، القطط ستظل قططًا.

سلوك اللعب لدى الحيوانات

تظهر العديد من أنواع الحيوانات سلوك اللعب، وفقًا للمؤلفين، وهو أكثر شيوعًا في الثدييات والطيور. عندما تلعب القطط، يميل سلوكها إلى أن يشبه سلوك الصيد الذي يراه الأكثر شيوعًا في السنوريات البرية الأوروبية والسنوريات البرية: الاقتراب السريع والانسحاب والقفز والمطاردة والانقضاض والتتبع. في البداية، عندما تكون صغارًا، تشارك القطط في أشكال أكثر اجتماعية من اللعب مع أشقائها مثل المصارعة، وتميل إلى المشاركة في لعب فردي أكثر عندما تكبر، وهذا يعكس الوضع المعاكس للكلاب التي عادة ما تبدأ اللعب بمفردها قبل الانتقال إلى اللعب الاجتماعي.

سلوك اللعب الخاص بالقطط

على الرغم مما قد يتوقعه البعض من القطط، فقد لوحظ سلوك اللعب الخاص بالقطط في العديد من السلالات في جميع أنحاء العالم، وعادة ما يظهر في سن الصغر. لاحظ أحد أصحاب القطط الذين شاركوا في دراسة عام 2022 أن قطته مهووسة باللعبة حتى أنها قد تسقط لعبتها المفضلة على وجههم في منتصف الليل. أراد الباحثون في هذه الدراسة الأخيرة تحديد ما إذا كانت القطط قادرة على تعلم اللعبة دون تدريب صريح وإلى أي مدى تظهر القطط الوكالة في بدء وانهاء ألعاب اللعبة.

نتائج الدراسة

أنشأ الباحثون استبيانًا عبر الإنترنت يحتوي على 23 سؤالًا مركزة بشكل خاص على متى لاحظ أصحاب القطط سلوك اللعب في حيواناتهم الأليفة (سواء كانت قطة حالية أو سابقة)، وما هي الأشياء التي تفضلها القطط في مثل هذه الألعاب، وما إذا كانت القطط أو البشر هم من يبدأون وينهون الألعاب، وكم مرة يسترد القط الكائن في جلسة واحدة من اللعبة. جمع الباحثون أيضًا البيانات الديموغرافية (العمر والجنس وحالة العقم والسلالة وما إذا كانت القطة تعيش في منزل متعدد القطط أو مع حيوانات أخرى مثل الكلاب)، بالإضافة إلى بيانات ديموغرافية لأصحاب القطط. وتضمن الاستبيان أيضًا سؤالين مفتوحين حتى يتمكن أصحاب القطط من تقديم استجابات موسعة.

تحليل النتائج

شمل التحليل الناتج 1,154 قطة، مع استجابات من 924 من أصحاب القطط. كشفت هذه الاستجابات أن 94 في المئة من القطط التي تلعب اللعبة بدأت في القيام بذلك دون أي تدريب صريح، وأن 61 في المئة بدأت في التصرف بهذه الطريقة عندما كانت صغارًا. على سبيل المثال، بدأت إحدى القطط في اللعبة بعد أن انزلقت مطاطة من صحيفة ملفوفة وطارت في الردهة، حيث قامت القطة بمطاردة المطاطة وجلبها بفخر، وأسقطتها عند قدمي صاحبها. واستردت القطة المطاطة مرة أخرى عندما أطلقها صاحبها مرة أخرى في الردهة. ووصف آخر كيف أن قطته تحضر اللعبة الملقاة وتسقطها عند قدميه دون أي تحفيز، وتنتظر بصبر أن يتم إلقاؤها مرة أخرى.

الاستنتاجات

من بين الاستنتاجات، يعتبر الباحثون أن “الوكالة في اللعبة تكمن في الدرجة الأولى في القطة، التي تسيطر بشكل كبير على جلسة اللعب مع صاحبها وتحدد كيفية مشاركتها بالضبط في جلسة اللعب”. وخلص الباحثون إلى أن “أصحاب القطط الذين يستجيبون لمحاولات بدء اللعب من قططهم قد يكون لديهم روابط أقوى مع قططهم”.

المصدر: Ars Technica

Source: https://arstechnica.com/science/2023/12/yes-some-cats-like-to-play-fetch-its-science/?comments=1