تمتاز العلاقات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة والصين بالتوتر بعد رصد بالون التجسس وانسحاب دبلوماسية الباندا مما زاد من توتر العلاقات.
رصد بالون التجسس الصيني
في 8 ديسمبر، شارك وزير الدفاع التايواني تشيو كوو-تشينغ مع الصحفيين معلومات حول اجتياز البالون الجوي الجوي المشتبه فيه للصين للخط الوسطي الحساس للمضيق في وقت كانت فيه الانتخابات على بعد شهر واحد فقط وكان التوتر يتصاعد.
تكهنت التقارير الإعلامية أن البالون الجوي المشتبه فيه كان واحدًا من تلك البالونات التجسسية التي تستخدمها الصين للمراقبة. في وقت قصير جدًا، أعاد تعليق الوزير المسرح السياسي العالمي إلى الخلاف المثير بين الولايات المتحدة والصين عندما تم رؤية بالون صيني عالي الارتفاع يتدفق في الأجواء الأمريكية من 28 يناير إلى 4 فبراير، ليتم إطلاق النار عليه أخيرًا من قبل سلاح الجو الأمريكي فوق المياه الإقليمية قبالة ساحل كارولاينا الجنوبية.
تجمد العلاقات الدبلوماسية وانسحاب دبلوماسية الباندا
أدى رصد البالون الصيني في الأجواء الأمريكية إلى ضجة سياسية بين البلدين وتم إلغاء زيارة الدبلوماسي الأمريكي أنتوني بلينكين إلى بكين من 5 إلى 6 فبراير بشكل مفاجئ.
تم تنفيذ عملية عسكرية شملت طائرات مقاتلة متعددة وطائرات تزود بالوقود وطائرة مقاتلة F-22 في إسقاط البالون. لم تكشف حكومة الولايات المتحدة عن المواقع التي تم استطلاعها بواسطة البالون الصيني، لكنه قيل إنه حلق فوق قاعدة جوية أوفوت في نبراسكا، التي كانت مسؤولة عن القوى النووية.
عبرت الصين عن تأكيدها على أنها كانت تستخدم البالون كوسيلة مدنية تستخدم لأغراض الأرصاد الجوية وغيرها، وأنها حلقت في الأجواء الأمريكية “بشكل عرضي تمامًا”.
بعد إلغاء زيارته إلى الصين، التقى بلينكين بكبار المسؤولين في السفارة الصينية بالإضافة إلى نائب الأمين العام ويندي شيرمان لنقل “مجموعة قوية من الرسائل”. وكان بالفعل قد تم توجيه فريق من قبل بايدن لحماية المعلومات الحساسة للمواقع من المراقبة الصينية حتى انتهاء المهمة.
فشل البالون أم مجرد ضجة؟
لم يكن إلا بعد أشهر في يونيو حتى كشفت وزارة الدفاع الأمريكية بعد تحليل حطام البالون أنه لم يجمع أي معلومات.
قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية الجنرال بات رايدر إن الولايات المتحدة “كانت على علم بأن [البالون] يحتوي على قدرات جمع المعلومات. ولكن تقييمنا الآن هو أنه لم يجمع أثناء عبوره للولايات المتحدة أو تحليقه فوق الولايات المتحدة”.
ألمحت المخابرات الأمريكية إلى أن الصين ربما قد علقت برنامجها لبالون المراقبة بعد التصعيد الدبلوماسي الكبير. ومع ذلك، ترك الحادث العديد من الأسئلة بدون إجابة مثل لماذا اختارت الصين البالونات بدلاً من الأقمار الصناعية وما هو الهدف من ذلك؟
قال أبهيجيت إير-ميترا، الباحث الأول في معهد السلام والدراسات النزاعية في نيودلهي: “لم تكن هذه المرة الأولى التي يعبر فيها بالون آسيوي من الصين. كان هذا الحادث واحدًا من أكثر الحوادث السخيفة والقديمة وأظهر طريقة غير ماهرة لجمع المعلومات. هذا لأنه ليس هناك شيء يمكن أن يفعله البالون بشكل أفضل من القمر الصناعي، بشكل أكثر دقة وبدقة أكبر. بدا هذا بعيدًا عن تحدي الهيمنة الأمريكية وبدا شيئًا مثل نكتة”.
عراقيل في دبلوماسية الباندا بين الولايات المتحدة والصين
في أوائل السبعينيات، التي شهدت دبلوماسية “البينغ بونغ” بين الولايات المتحدة والصين، تم تبادل لاعبي كرة الطاولة بين البلدين كمحاولة لإقامة علاقات بين البلدين.
كانت هذه هي نفس الدبلوماسية التي فتحت الطريق لزيارة الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون التاريخية إلى بكين في عام 1972، حيث تم تقديم زوج من الباندا من قبل بكين إلى حديقة سميثسونيان الوطنية – مما يشكل بداية دبلوماسية الباندا.
منذ ذلك الحين، أصبحت الباندا بمثابة مقياس غير رسمي للعلاقات بين الصين والولايات المتحدة. ومع ذلك، شهد عام 2023 انهيار دبلوماسية الباندا بين البلدين حيث انتهت صلاحية العقد لإعارة هذه الحيوانات الفروية ولم يتم تجديده.
في نوفمبر، تم إرجاع آخر ثلاثة باندا متبقية في حديقة سميثسونيان الوطنية إلى الصين بعد أن بقيت في الولايات المتحدة لأكثر من 50 عامًا. ظهرت رحيل الباندا من الولايات المتحدة كدليل على التحول الكبير في العلاقة المعقدة بينهما حيث يبدو أن التوتر يسود على جاذبية الدببة اللطيفة.
خطوة إلى الأمام أم خطوة إلى الوراء – إلى أين تتجه الصين؟
في ظل هذه العلاقات المتوترة، قام شي جين بينغ بزيارة سياسية إلى الولايات المتحدة وعقد المحادثات المنتظرة مع بايدن في سان فرانسيسكو، على هامش مؤتمر التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ.
شهدت الاجتماعات اتخاذ بعض القرارات الهامة من قبل البلدين مثل استئناف التواصل العسكري إلى العسكري والتعاون في مكافحة المخدرات، في حين بقيت القضايا الساخنة مثل تايوان جزءًا من النقاش.
ومع ذلك، بعد الاجتماع مع بايدن، ألمح شي إلى عودة الباندا – وصفهم بأنهم “رسل الصداقة بين الشعبين الصيني والأمريكي”.
تحدث سوياش ديساي، باحث مقيم في تايوان حول السياسة العسكرية والخارجية الصينية، قائلاً: “تستخدم الصين دبلوماسية الباندا لتخفيف التوتر المتصاعد بين البلدين. إنها ممارسة دبلوماسية قديمة منذ عصر تانغ (618-907). نظرًا للتوترات الجيوسياسية الحالية بين البلدين، كان من المرجح أن يتم استدعاء الباندا وهو إجراء رمزي بشكل كبير من قبل الصين. أيضًا في السيناريو الحالي، لن أكون متفاجئًا إذا تم استدعاء بقية الباندا العام المقبل عند انتهاء العقد”.
سيكون من المثير للاهتمام معرفة ما إذا كانت الباندا ستلعب دورًا هامًا في تعزيز العلاقات بين البلدين في عام 2024 أم ستصل إلى مستوى جديد من الانخفاض.
معلومات عن المؤلف
بريشا هي صحفية رقمية في WION وتغطي بشكل رئيسي السياسة الدولية. تحب الغوص في المقالات واستكشاف ثقافات وتاريخ مختلف الأماكن. إنها تؤمن بالصحافة ذات الغرض والكتب هي ملاذها.
اترك تعليقاً