اضطراب نادر في الرؤية يشوه الوجوه

في دراسات جديدة تم فتح أسرار اضطراب البروسوبوميتامورفوبسيا، وهو اضطراب يشوه الوجوه. تحسن حالة امرأة عندما ترتدي نظارات بلون برتقالي.

التعريف بالاضطراب

يعاني فيرونيكا سميث من النظر إلى وجه شريكها عندما ترى ملامحه تتغير – عينيه تقترب ثم تبتعد، وجوهه تتحول إلى أوسع ثم أضيق، وجلده يتحرك ويتلألأ. تعاني سميث، البالغة من العمر 32 عامًا، من هذه الظاهرة عند النظر إلى الوجوه منذ أن كانت في الرابعة أو الخامسة من عمرها، وبينما تكون متقطعة عندما تنظر إلى وجه شخص آخر، فإنها تكون أكثر استمرارًا عندما تنظر إلى وجهها الخاص.

الاضطراب وأنواعه

تعاني سميث من حالة نادرة تسمى البروسوبوميتامورفوبسيا (PMO)، حيث تظهر الوجوه بشكل مشوه في الشكل والملمس والموضع أو اللون. يشد اهتمام العديد من العلماء بـ PMO. قام العالم العصبي والكاتب أوليفر ساكس المتوفى بتأليف ورقة بحثية حول هذا الاضطراب تم نشرها في عام 2014، قبل وفاته بعام. يشرح براد دوشين، أستاذ علوم النفس والدماغ في كلية دارتموث، أن بعض الأشخاص الذين يعانون منه يرون تشوهات تؤثر على الوجه بأكمله (PMO ثنائي الجانب) بينما يرون آخرون فقط نصف الوجه الأيسر أو الأيمن مشوهًا (PMO نصف الوجه).

الأبحاث والدراسات

لقد ركزت أبحاث دوشين على اضطراب البروسوباجنوزيا (عمى الوجه) لمدة 25 عامًا، ولكن بعد تعاونه في دراسة حول PMO نصف الوجه التي نُشرت في عام 2020، قام دوشين بتحويل الكثير من أبحاث فريقه إلى PMO. في عام 2021، أطلق موقعًا على الإنترنت مخصصًا لهذا الاضطراب، وحتى الآن، اتصل بـ 60 شخصًا يصفون أعراض PMO الخاصة بهم. يقوم دوشين وفريقه بإجراء دراسات حالة على العديد منهم، بما في ذلك سميث، لفهم تشوهاتهم بشكل أفضل، مما يمكن أن يوفر رؤية حول كيفية عمل نظام معالجة الوجه النموذجي.

أسباب الاضطراب والعلاج

حتى الآن، لم تكشف أبحاث دوشين عن سبب واحد محدد لـ PMO، ويتوقع أن هناك مجموعة متنوعة من الأسباب، ولكنه يقول إنه لن يكون مندهشًا إذا كان 25 في المائة من الأشخاص الذين يتصلون به يعانون من تشوهات مرتبطة بالصداع النصفي. لا يوجد علاج مثبت لهذا الاضطراب حتى الآن. تم تجربة الأدوية النفسية مثل مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs) دون تأثير كبير. يشرح دوشين أن التشوهات غالبًا ما تتلاشى بشكل طبيعي في الأشخاص الذين لم يعانوا منها لفترة طويلة. وبالتالي، في حالات من هذا القبيل، من الصعب معرفة ما إذا كانت الأدوية الموصوفة حديثًا ساهمت في تلاشي التشوهات.

الأبحاث الحالية والمستقبلية

في أبريل، شارك دوشين في مراجعة تستخدم PMO لمناقشة الأسئلة النظرية الأساسية حول تمثيل الوجوه. تشمل هذه الأسئلة ما إذا كان الوعي بالوجوه والقرارات المتعلقة بها يعتمدان على نفس التمثيلات أم تمثيلات مختلفة، وطبيعة التماثل الوجهي وكيفية تمثيل كل نصف من الوجه بشكل منفصل في الجهاز البصري. تتضمن المراجعة أيضًا 18 سؤالًا مفتوحًا يوضح المقدار الكبير المتبقي للتعلم حول PMO وإمكانية تقدم فهم الإدراك الوجهي.

من بين الحالات التي تمت مراجعتها في الدراسة، كانت هناك مسحات دماغية هيكلية متاحة لـ 48 شخصًا، وكانت هناك آفات في مناطق بصرية في الدماغ لدى 44 من هؤلاء الأفراد.

يشتبه دوشين في أن بعض الحالات، بما في ذلك حالة سميث ومراهق يتذكر والدته أنه كان يعاني من مشاكل في الوجوه في سن مبكرة، تمثل نوعًا مختلفًا من PMO نتيجة لمشاكل في تطوير آليات إدراك الوجه.

على الرغم من أن بحثه لا يزال جاريًا (من المتوقع نشر أحدث النتائج في العام المقبل)، اكتشف دوشين وفريقه أن التشوهات في عدد كبير من الحالات يمكن تعديلها عن طريق تلاعب في مظاهر الوجوه. حاولوا تعديل التشوهات في عدد قليل من الحالات ووجدوا أربعة أشخاص تتأثر تشوهاتهم باللون – بما في ذلك سميث التي تصبح تشوهاتها أقل شدة عندما ترتدي نظارات بلون برتقالي – وعدة حالات يقل فيها تواجد النظارات الطبية على الوجه المراقب عن التشوهات أو يقضي عليها.

يقول دوشين إن حقيقة أن 60 شخصًا اتصلوا به في ثلاث سنوات تقريبًا يشير إلى أن الحالة قد لا تكون نادرة كما كان يعتقد في السابق. ويأمل أن يجلب ترويج عمله المزيد من الأشخاص الذين يعانون من PMO إلى موقعه على الويب حتى يتمكنوا من المشاركة في بحوثه وربما يجدون بعض الارتياح.

يقول: “إنهم هناك”.

Source: https://www.scientificamerican.com/article/a-rare-visual-disorder-twists-faces-out-of-shape/