تظهر مقاطع الفيديو والصور الفيروسية لجنود إسرائيليين وهم يتصرفون بطريقة مهينة في غزة في الأيام الأخيرة، حيث تواجه القوات العسكرية الانتقادات الدولية بسبب تكتيكاتها وارتفاع عدد الضحايا المدنيين في حربها القاسية على القطاع.
تجريم الفلسطينيين
تلك المقاطع ليست ظاهرة جديدة أو فريدة. على مر السنين، تم التقاط لقطات لجنود إسرائيليين – وأعضاء في الجيوش الأمريكية والجيوش الأخرى – وهم يتصرفون بشكل غير لائق أو بشكل مشين في مناطق النزاع.
ولكن يقول النقاد إن المقاطع الجديدة، التي تم تجاهلها في إسرائيل بشكل كبير، تعكس مزاجًا وطنيًا يدعم بشدة الحرب في غزة، مع قلة التعاطف مع محنة المدنيين في غزة.
تفاقم التدنيس والحرب
يبدو أن المقاطع تم تحميلها من قبل الجنود أنفسهم أثناء وجودهم في غزة. في أحدها، يركب الجنود الدراجات في وسط الأنقاض.
في مقطع آخر، يقوم جندي بنقل سجادات الصلاة الإسلامية إلى الحمام. في مقطع آخر، يصور جندي صناديق ملابس داخل منزل في غزة. وفي مقطع آخر، يحاول جندي إشعال الطعام وإحضار مؤن غذائية نادرة في غزة.
في صورة، يجلس جندي إسرائيلي أمام غرفة تحت شعار “محكمة خان يونس الربانية”. وقد تصارعت القوات الإسرائيلية مع مقاتلي حماس في المدينة الجنوبية، حيث فتحت الجيش خط جديد للهجوم الأسبوع الماضي.
في صورة أخرى، يقف جندي بجانب عبارات مرشوشة باللون الأحمر على مبنى وردي مكتوب عليها “بدلاً من محو الكتابة على الجدران، دعونا نمحو غزة”.
نشر ينون ماجال، الشخصية الإعلامية الإسرائيلية المحافظة، فيديو على موقع X، الذي كان يعرف سابقًا باسم تويتر، يظهر فيه العشرات من الجنود وهم يرقصون في دائرة، على ما يبدو في غزة، ويغنون أغنية تتضمن عبارة “غزة، لقد جئنا لنغزو… نعرف شعارنا – لا يوجد أشخاص غير معنيين”.
تمت مشاهدة الفيديو، الذي أخذه ماجال من فيسبوك، ما يقرب من 200،000 مرة على حسابه وتمت مشاركته على نطاق واسع على حسابات أخرى.
قال ماجال إنه لا يعرف الجنود المتورطين. ولكن قامت وكالة الأنباء الأمريكية بالتحقق من الخلفيات والزي العسكري واللغة المسموعة في الفيديوهات ووجدت أنها متسقة مع التقارير المستقلة.
أدان ماجال بعض الفيديوهات الأخرى التي ظهرت، بما في ذلك تخريب متجر الألعاب، على ما يبدو في المنطقة الشمالية لجبالية، حيث يحطم جندي الألعاب ويقطع رأس تمثال بلاستيكي، كتدمير غير ضروري لأهداف أمن إسرائيل.
تعري الأشخاص وإهانتهم
في يوم الأحد، أدان المتحدث العسكري الإسرائيلي، الأدميرال دانيال هاجاري، بعض الأفعال التي ظهرت في مقاطع الفيديو الأخيرة. وقال “في أي حالة لا تتوافق مع قيم الجيش الدفاعية الإسرائيلية، سيتم اتخاذ إجراءات قيادية وانضباطية”.
ظهرت مقاطع الفيديو بعد أيام من تسريب الصور والفيديو للفلسطينيين المحتجزين في غزة، حيث تم تعريتهم حتى ملابسهم الداخلية، وفي بعض الحالات تم تعيينهم وتكبيلهم، وجذبت أيضًا انتباه المجتمع الدولي. وتقول الجيش إنها لم تقم بنشر تلك الصور، لكن هاجاري قال هذا الأسبوع إن الجنود قاموا بتعري المعتقلين الفلسطينيين للتأكد من عدم ارتدائهم أحزمة ناسفة.
عرض أسامة حمدان، أحد كبار مسؤولي حماس، الفيديو للجندي في متجر الألعاب في مؤتمر صحفي في بيروت. ووصف اللقطات بأنها “مقززة”.
اترك تعليقاً