انتهت محادثات قمة المناخ COP28 في دبي باتفاق للحد من استخدام الوقود الأحفوري، ولكن يشعر بعض المندوبين والخبراء بأن الاتفاق لم يكن أكثر طموحًا. تم عقد المؤتمر لمدة أسبوعين في مملكة الإمارات العربية المتحدة الغنية بالنفط وترأسه الرئيس التنفيذي لشركة نفطية. جلبت المؤتمرات الاثنتان واقعيتين متنافرتين في تصادم مؤلم. الكوكب يتسخن، ومع ذلك، لا يزال الإنسان معتمدًا بشكل لا يمكن فصله عن الفحم والنفط والغاز الطبيعي.
الاتفاق الأول
انتهت المحادثات يوم الأربعاء باتفاق بين ما يقرب من 200 دولة ملتزمة بـ “الانتقال بعيدًا عن الوقود الأحفوري”، ولاحظ بشكل خاص تسريع هذا التحول قبل عام 2030. ومع ذلك، أرضى الاتفاق أيضًا الدول الخليجية الغنية بالنفط من خلال تصريح صريح بشأن استخدام هذه الوقود خلال فترة الانتقال. وقد تم تصديقه بسرعة من قبل المنظمين بحيث لم يدخل ممثلو الجزر الضعيفة الذين كانوا لديهم مخاوف حول النص إلى الغرفة بعد.
التعليقات على الاتفاق
ومع ذلك، كان قادة القمة الأممية وممثلو الحكومات الكبرى سريعين في تأييد الاتفاق غير القابل للالتزام كاعتراف تاريخي بأن العالم يحتاج إلى التحرك بسرعة نحو مصادر الطاقة النظيفة. “يوجه هذا الوثيقة رسائل قوية جدًا إلى العالم”، قال المبعوث الأمريكي للمناخ جون كيري، الذي وضع مصداقيته الشخصية على المحك من خلال دعمه لاختيار المدير التنفيذي لشركة النفط سلطان الجابر لرئاسة المؤتمر. “هذا أقوى وأوضح كدعوة” لوقف الاحتباس الحراري العالمي عند 1.5 درجة مئوية – الهدف الطموح الذي يصعب تحقيقه بشكل متزايد للمفاوضين العالميين في مجال المناخ – “مما سمعناه من قبل”، قال. أعلن كيري أيضًا أن الصين والولايات المتحدة اتفقتا على تحديث خططهما طويلة الأجل لمواجهة التغير المناخي في ضوء التقدم المحرز في المحادثات.
الآراء المختلفة
وقال وزير البيئة الدنماركي دان جورجنسن: “هذا تقدم تاريخي. يمكنني تمامًا أن أفهم إذا كانت شعوبنا تعتقد أنه من المخجل أن يستغرق 28 عامًا. ولكننا هنا الآن. نحن في بلد نفطي محاط بدول نفطية توقع الآن ورقة تقول إننا بحاجة إلى التحرك بعيدًا عن النفط. إنه تاريخي”. وقال آخرون إن اتفاق قمة COP28 كان مجرد بداية. “كان علينا أيضًا أن نرسل إشارة واضحة بوقف قاسٍ لمشكلة المناخ الأساسية للبشرية، وقود الأحفورة وتلوثها الحرق للكوكب”، قال سيمون ستيل، رئيس الأمم المتحدة للمناخ. “على الرغم من أننا لم نقلب صفحة عصر الوقود الأحفوري في دبي، إلا أن هذه النتيجة هي بداية النهاية”. وقالت وزيرة الانتقال البيئي الإسبانية تيريزا ريبيرا إن “هناك العديد من الأشياء التي نفتقدها في هذا النص، ولكننا نعتقد بصدق أن هذه خطوة مهمة للأمام”. وقال آخرون إن الاتفاق لا يفي بما يحتاجه العالم المتصاعد. “لا يزال تأثير الدول النفطية واضحًا في الإجراءات النصفية والثغرات المدرجة في الاتفاق النهائي”، قال الرئيس الأمريكي السابق أل غور في بيان. “لقد بذلت مصالح الوقود الأحفوري كل ما في وسعها للسيطرة على النتيجة”. وقال مانويل بولغار فيدال، كبير المسؤولين في صندوق الحياة البرية العالمي الذي كان رئيسًا لمؤتمر المناخ COP20 في بيرو عام 2014: “للحصول على كوكب صالح للعيش، نحتاج إلى إنهاء كامل لاستخدام الوقود الأحفوري”.
الوقود الأحفوري في الصدارة
ومع ذلك، لم تتناول أيًا من المؤتمرات السابقة للأمم المتحدة الـ 27 المتعاقبة على مدار السنة استخدام الوقود الأحفوري، الذي يتحمل مسؤولية كبيرة في تسخين الكوكب بمقدار 1.3 درجة منذ العصر الصناعي. وقد كانت إدراج هذه اللغة في النص الختامي لهذه المحادثات علامة على نجاح محادثات دبي، وفقًا لما قاله الجابر لمندوبي القمة يوم الأربعاء. “لدينا لغة حول الوقود الأحفوري في اتفاقنا لأول مرة على الإطلاق”، قال الجابر، الذي يرأس شركة أبوظبي الوطنية للنفط في الإمارات العربية المتحدة. تخطط هذه الشركة للإشراف على 150 مليار دولار في الإنفاق يشمل جهودًا لزيادة قدرة إنتاج النفط بحلول عام 2027. لاحظ غور أيضًا “المعلم” الذي يتمثل في إدراج لغة الوقود الأحفوري. لكنه أضاف أنه “هو أيضًا أدنى حد نحتاجه ومتأخر جدًا”.
التحديات المستقبلية
طالب الاتحاد الأوروبي والجزر الصغيرة التي تهدد وجودها الجسدي بسبب استمرار استخدام الوقود الأحفوري بالدفع نحو اتفاق ينهي استخدامها بحلول منتصف القرن الحالي – ما لم تكن مرتبطة بآلات قادرة على إزالة ودفن الكربون الخطير الخاص بها. انضمت الولايات المتحدة وأستراليا وكندا والنرويج – جميعها منتجون للوقود الأحفوري بكميات كبيرة – إلى الدعوة في وقت متأخر. وعكست النتيجة النهائية تقدمًا آخر في مكافحة الاحتباس الحراري. تصبح تقنيات الطاقة النظيفة مثل الرياح أرخص من البدائل القذرة في كثير من الحالات. كانت البلدان أكثر استعدادًا من أي وقت مضى للتعهد بتقديم خطط طوعية جديدة تتعمق في اقتصاداتها وتغطي كل قطاع ينبعث منه غازات الاحتباس الحراري بتفصيل أكبر من السابق.
التحديات المستقبلية
وشمل الاتفاق النهائي أيضًا اتفاقًا لمضاعفة قدرة الطاقة المتجددة العالمية ومضاعفة معدل توفير الطاقة من خلال تدابير الكفاءة بحلول عام 2030. ولأول مرة، تضمنت معيارًا واضحًا لتقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري خلال هذا العقد، والذي يعتبر مرجعًا حاسمًا للبقاء على المسار الصحيح لتحقيق أهداف المناخ العالمية.
التحديات المستقبلية
ومع ذلك، لا يزال الوقود الأحفوري يزود أكثر من 80 في المائة من الطاقة العالمية. وبالنسبة لأولئك الجزريين الذين جاءوا إلى دبي على أمل أن تظهر قمة COP28 استعدادًا لكسر هذا الانتكاسة، كان الاتفاق النهائي ملخصًا باردًا. وقالت تينا ستيج، المبعوثة المناخية لجزر مارشال المحاطة بالشعاب المرجانية، التي كانت خارج الغرفة عندما أعلن الجابر أن “توافق الإمارات” كان “تحولًا نمطيًا”. وأثارت آن راسموسن، المفاوضة الرئيسية لدولة ساموا في المحيط الهادئ، تصفيقًا بعد أن أسفت لأن الجابر قد دفع الاتفاق قبل أن يتسنى لها ولممثلي الجزر المعرضة للخطر الأخرى فرصة تحديد نقاط الضعف في النص.
التحديات المستقبلية
وفي حين قد لا تلبي النتيجة تمامًا نداءات دول المحيط الهادئ، “إلا أن أصواتهم تُسمع”، وفقًا لكريس بون، وزير تغير المناخ والطاقة في أستراليا. وقد تعرض الاتفاق لمعارضة شديدة من السعودية والهند والصين ونيجيريا ودول أخرى ترى في الوقود الأحفوري وسيلة لبناء أو الحفاظ على ازدهارها. وكان من الضروري الاعتراف بأن بعض الوقود الأحفوري سيكون مطلوبًا مع تحول العالم إلى طاقة نظيفة.
التحديات المستقبلية
شدد السعودي على الفرصة التي يتيحها الاتفاق للدول في استخدام أساليب غير متجددة لخفض تلوث المناخ. وطوال المحادثات، دفعت السعودية بقوة لاستخدام تكنولوجيا الاحتجاز الكربوني، على الرغم من تحذير العلماء من أنه لا يمكن أن يحل محل الانتقال إلى مصادر طاقة نظيفة. “يجب أن نستغل كل فرصة للحد من الانبعاثات بغض النظر عن المصدر واستخدام جميع التكنولوجيات لهذا الغرض”، قال.
التحديات المستقبلية
يقول بعض الدول الغنية بالموارد إن الانتقال بعيدًا عن الوقود الأحفوري يحتاج إلى موارد مالية كافية لا تجبرهم على التخلي عن التنمية والقدرة على تلبية الاحتياجات المتزايدة للطاقة. وأشارت العديد من الدول النامية في أفريقيا وغيرها إلى ما وصفوه بالنفاق من الدول الغربية التي تواصل توسيع استخراج النفط والغاز بينما تدعو الآخرين إلى التخلص من هذه الوقود. وقال دييغو باتشيكو بالانزا، الممثل البوليفي: “الدول المتقدمة التي تقود توسيع إنتاج الوقود الأحفوري في جميع أنحاء العالم هي الآن أبطال نجمة الشمال 1.5 درجة مئوية”، وقال إن تلك الدول “تتعارض مع العلم بنفسه”.
التحديات المستقبلية
في الولايات المتحدة، التي تعد بالفعل أكبر منتج للنفط في العالم، وافقت إدارة الرئيس جو بايدن على مشروع جديد للنفط والغاز في ألاسكا وتعقد مبيعات للتأجير البحري في خليج المكسيك. وقد منحت المملكة المتحدة تراخيص لعمليات حفر جديدة في بحر الشمال. وقد اقتحمت الاتحاد الأوروبي أفريقيا لتوقيع اتفاقات لضمان الغاز من القارة، في محاولة لسد الفجوات في إمداداتها بعد أن تخلى الاتحاد عن الوقود الروسي بعد غزو موسكو لأوكرانيا عام 2022.
التحديات المستقبلية
وقال بيدرو لويس بيدروسو كويستا، دبلوماسي كوبي يترأس مجموعة كبيرة من الدول النامية والصين: “لا يؤدي أي من السياسات التي لديهم الآن إلى التخلص من الوقود الأحفوري. لذا كيف يمكنك التوفيق بين ذلك مع بيان هنا عن التخلص منه؟ هذا أمر متناقض للغاية، على الأقل”. ولاحظت هذه الدول أيضًا أن الدول الغنية قد فشلت باستمرار في تقديم التزامات مالية لمساعدة الدول الفقيرة على بناء أنظمة طاقة نظيفة. ووجهوا هذا الاتهام بقوة إلى الولايات المتحدة، حيث رفض الكونغرس فرض عقوبات مالية جديدة.
التحديات المستقبلية
تشير النص النهائي إلى هذا الاتجاه، مشيرًا إلى أن شروط الإقراض المواتية والتمويل غير المديوني مثل المنح يمكن أن تساعد في التحول بعيدًا عن الوقود الأحفوري. ولكن الاتفاق لم يلزم الدول بأي مساعدة جديدة، مع الإشارة إلى “الأسف العميق” لعدم قدرة الدول الغنية على تقديم 100 مليار دولار وعدت بها سنويًا لتمويل المناخ بحلول عام 2020.
التحديات المستقبلية
قال وزير البيئة النيجيري إسحاق كونلي سالاكو: “نيجيريا ملتزمة بتضاعف الطاقة المتجددة. ولكن نعلم أن تضاعف الطاقة المتجددة يتطلب أيضًا موارد. لا يمكننا أن نلتزم فقط بواحد ولا نلتزم بالآخر”.
الطموح والعملية
بالنسبة للجابر، الذي تعرض دوره كرئيس للقمة لانتقادات مستمرة منذ اختيار الإمارات له للوظيفة في يناير، جلبت قمة COP28 مراقبة هائلة حول ما إذا كان سيسمح لمصالح الوقود الأحفوري بالسيطرة على القمة، كما كان يخشاه النشطاء البيئيون. وتضمنت هذه المخاوف التشكيك في تركيزه الأولي على مكافحة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري من خلال وسائل مثل تكنولوجيا الاحتجاز الكربوني المكلفة، بدلاً من التعامل معها في مصدرها. تحت ضغط متزايد، أعلن في النهاية أن التخلص من الوقود الأحفوري “أمر لا مفر منه”.
التحديات المستقبلية
وقال أندريه كوريا دو لاغو، المفاوض الرئيسي البرازيلي: “في النهاية، ستتذكر هذه القمة COP بما تحققت في مجال الوقود الأحفوري، والذي لا أعتقد أنه كان النية الأصلية، ولكنه تطور مثير للاهتمام”.
بداية إيجابية
بدأت القمة بشكل إيجابي. في الجلسة الافتتاحية في 30 نوفمبر، وقعت الدول على إنشاء صندوق جديد لمساعدة الدول النامية على إعادة بناء بعد الكوارث المناخية، وهو اتفاق تاريخي كانت الجزر تناضل منذ عقود لتحقيقه. تلتها وعود بحقن الصندوق بالنقد على الفور. أعلنت الإمارات وألمانيا عن تبرعات بقيمة 100 مليون دولار لكل منهما؛ في المجمل، تعهدت الدول بم
Source: https://www.scientificamerican.com/article/cop28-climate-summit-deal-called-historic-now-countries-must-follow-through/
اترك تعليقاً