تشير نظرية إلى أن الأحلام هي وسيلة لقشرة الدماغ البصرية للدفاع عن نفسها ضد أن تتم “استيلاءها” لمعالجة المدخلات من حواس أخرى.
نظرية الدفاع عن القشرة البصرية
يقترح ديفيد إيجلمان، عالم عصبي في جامعة ستانفورد، فكرة أن الحلم ضروري لحماية القشرة البصرية – الجزء من الدماغ المسؤول عن معالجة الرؤية. تأخذ نظرية إيجلمان في الاعتبار أن الدماغ البشري قابل للتكيف بشكل كبير، مع بعض المناطق قادرة على تحمل مهام جديدة، وهذه القدرة تسمى الاستعداد العصبي. يقول إيجلمان إن الخلايا العصبية تتنافس من أجل البقاء. يوزع الدماغ، وفقًا لإيجلمان، موارده من خلال “تنفيذ منافسة حاسمة” للمناطق الحسية في الدماغ، حيث تكتسب أو تفقد المناطق العصبية “التراب العصبي عندما تبطئ أو تتوقف أو تتحول المدخلات”. تعيد التجارب على مر العمر تشكيل خريطة الدماغ. “تمامًا مثل الدول المجاورة، تحدد الخلايا العصبية أراضيها وتدافع عنها بشكل مستمر”، يقول إيجلمان.
إعادة التنظيم السريع
يمكن أن يحدث إعادة التنظيم بسرعة. أظهرت الدراسات التي نشرت في عامي 2007 و 2008 من قبل لوتفي ميرابيت من كلية هارفارد الطبية وزملائه مدى سرعة حدوث هذا الاستيلاء. أظهرت الدراسة التي أجريت في عام 2008، حيث تم تعيين المشاركين على العمى، أن الاستيلاء على منطقة غير نشطة بواسطة الحواس الأخرى يبدأ في غضون 90 دقيقة فقط. ووجدت دراسات أخرى أن هذا يمكن أن يحدث في غضون 45 دقيقة.
دور الحلم في الدفاع عن القشرة البصرية
عندما ننام، يمكننا أن نشم ونسمع ونشعر، ولكن المعلومات البصرية غائبة – باستثناء فترة النوم REM. حوالي 90 دقيقة بعد الغفوة، تدخل في فترة النوم REM. تبدأ عندما ترسل الخلايا العصبية في جذع الدماغ، الجزء الذي يشبه الساق في أسفل العضو، إشارة بدء مهمتين مهمتين. نشاط هذه الخلايا العصبية، على سبيل المثال، يشل العضلات الرئيسية، مما يمنع النائم من تنفيذ ما يحدث في الحلم. كما ترسل هذه الخلايا العصبية رسائل مباشرة إلى القشرة البصرية، مما يبدأ عملية الحلم.
التكيف والنوم REM
يقول إيجلمان إن كلما كان الدماغ أكثر مرونة، كلما كان النوم REM ضروريًا للدفاع. لكي يتطور الأطفال بشكل صحيح، يجب أن يناموا كثيرًا، حيث يقضون ما يقرب من 50 في المائة من وقتهم في النوم REM. ولكن مع التقدم في العمر، يصبح الدماغ أقل مرونة. في الوقت نفسه، يقضي البالغون وقتًا أقل في النوم REM.
التناغم بين القدرة على التكيف والنوم REM
يبدو أن التناغم بين القدرة على التكيف والنوم REM ينطبق على جميع الأنواع. وفقًا لإيجلمان، “تلقي الطبيعة الأم أدمغة البشر نصف مطبوخة في العالم وتسمح للتجربة بالسيطرة وتشكيلها”. يقول إن الأقل تمرسًا في الدماغ للأنواع عند الولادة، كلما زادت قدرتها على التكيف والتعلم من الخبرة. ولكن هذا له عيوبه. على سبيل المثال، يمكن للغزلان والعجول المشي في غضون ساعات من الولادة لأن السلوك مبرمج بشكل ثابت. يحتاج الأطفال البشر، مع أدمغتهم الأكثر قابلية للتكيف، إلى نوم REM أكثر بكثير من الحيوانات التي ولدت بأدمغة أكثر قابلية للتكيف.
الاختلاف في الآراء
تختلف آراء الباحثين، وخاصة باحثي الأحلام، حول فرضية إيجلمان. يشير أنطونيو زادرا، باحث في مجال الأحلام في جامعة مونتريال، إلى أن نظرية إيجلمان “ليس لها علاقة كبيرة بالأحلام الفعلية ولا تفسر شيئًا تقريبًا عن الأحلام بحد ذاتها، بالمقابل للنوم REM”. ويؤكد أن النظرية “غبية ومبسطة للغاية”. بينما ترى ديردري لي باريت، عالمة نفس في جامعة هارفارد ورئيسة سابقة للجمعية الدولية لدراسة الأحلام ومؤلفة كتاب “لجنة النوم”، أنها أكثر استعدادًا للنظر في فرضية إيجلمان. “مقنع جدا أن هناك ترابطًا بين الحيوانات الأكثر ذكاءً والأدمغة الأكثر تعقيدًا”، تقول. وفيما يتعلق بالأحلام التي تدافع عن الدماغ، “لدي بعض المشكلة مع الحجة البصرية، لكنها مثيرة للاهتمام”.
دور النوم REM في الحفاظ على القشرة البصرية
يقول إيجلمان إن نظريته يمكن أن تتسع لتفسيرات أخرى للأحلام وأن النوم REM قد يخدم أغراضًا عديدة بالإضافة إلى حماية القشرة البصرية. فكر في الحلم مثل شاشة الكمبيوتر المحمية التي تعمل كل 90 دقيقة – باستثناء أنه بدلاً من الحماية من الصور المجمدة، يمنع الحلم القشرة البصرية من أن تستولي عليها وظائف أخرى. قد تسمح لنا هذه الهلوسات البصرية في الليل بالرؤية خلال النهار.
روبرتا ماكلين هي معلمة وكاتبة حرة ومعلمة في مدرسة داخلية مقيمة في بوسطن. أصبحت واعية بشكل متزايد للحاجة إلى تواصل علمي أفضل أثناء تدريس العلوم في المدرسة الثانوية لعقود متعددة. لديها درجة البكالوريوس في العلوم البيولوجية وعلم النفس ودرجة الماجستير في العلوم البيولوجية. هي طالبة دراسات عليا في برنامج كتابة العلوم في جامعة جونز هوبكنز. تابعها على لينكد إن وعلى تويتر @MclainRoberta أو أرسل لها بريدًا إلكترونيًا على [email protected]
اترك تعليقاً