تواجه كلودين غاي، رئيسة جامعة هارفارد المثيرة للجدل، دعمًا قويًا من المؤسسات المؤسسية مع مواجهتها لانتقادات عديدة بشأن تعاملها مع العداء المزعوم للسامية في إحدى أشهر الجامعات الأمريكية الراقية. في رسالة إلى المسؤولين المدرسيين، أعلنت اللجنة التنفيذية لجمعية خريجي جامعة هارفارد يوم الاثنين أنها “تدعم بالإجماع وبشكل قاطع” غاي، مما يشير إلى أن موقفها أكثر استقرارًا من نظيرتها في جامعة بنسلفانيا ليز ماجيل، التي استقالت يوم السبت.
دعم قوي من اللجنة التنفيذية لجمعية خريجي جامعة هارفارد
في رسالة إلى المسؤولين المدرسيين، أعلنت اللجنة التنفيذية لجمعية خريجي جامعة هارفارد يوم الاثنين أنها “تدعم بالإجماع وبشكل قاطع” غاي، مما يشير إلى أن موقفها أكثر استقرارًا من نظيرتها في جامعة بنسلفانيا ليز ماجيل، التي استقالت يوم السبت. وجاء في الرسالة: “هناك الكثير من العمل الذي يجب القيام به لمعالجة الكراهية في الحرم الجامعي وفي مجتمعنا. نحن واثقون من أن الرئيسة غاي ستعالج العداء للسامية وغيرها من أشكال الكراهية بفعالية وشجاعة. نحث زملاء كلية هارفارد ومجلس إدارة جامعة هارفارد على الانضمام إلينا وإصدار تعهد عام قوي بدعم رئيس جامعتنا الاستثنائي”.
زيادة الضغوط للاستقالة
زادت الضغوط للاستقالة على غاي بعد شهادتها أمام الكونغرس الأسبوع الماضي، حيث فشلت هي وماجيل ورئيسة معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا سالي كورنبلوث في ذكر ما إذا كانت دعوة إلى إبادة اليهود ستنتهك بالضرورة قواعد السلوك الخاصة بهم.
دعم أكثر من 700 عضو هيئة التدريس في جامعة هارفارد
تم تهدئة مطالب الاستقالة من غاي بدعم أكثر من 700 عضو هيئة التدريس في جامعة هارفارد، الذين وقعوا على عريضة تحث المسؤولين المدرسيين على مقاومة دعوات إزالة غاي. وجاء في العريضة: “نحن، أعضاء هيئة التدريس الموقعون، نحثكم بأقوى العبارات على الدفاع عن استقلال الجامعة ومقاومة الضغوط السياسية التي تتعارض مع التزام هارفارد بالحرية الأكاديمية، بما في ذلك دعوات إزالة رئيس جامعة هارفارد. لا يمكن أن يتم العمل الحاسم للدفاع عن ثقافة الاستفسار الحر في مجتمعنا المتنوع إذا سمحنا لقوى خارجية بتحديد شكلها”.
دعم من الخريجين السود
أعلن أكثر من 800 خريج أسود أيضًا دعمهم “بشكل قاطع” لغاي وجهودها لبناء مجتمع أكثر شمولًا وتوازنًا في جامعتنا الأم وفي نفس الوقت تحقيق مبادئ الفكر الحر والحرية في التعبير”.
مقارنة بين غاي وماجيل
في حين أن ماجيل كانت تواجه ضغوطًا لعدة أشهر قبل استقالتها، فقد تعرضت غاي للانتقاد بسبب تقاعسها في مكافحة العداء للسامية في الحرم الجامعي. في سبتمبر، سمحت الجامعة للمتحدثين الذين أقرت إدارة بنسلفانيا أن لديهم تاريخًا في إدلاء تصريحات معادية للسامية بالمشاركة في “مهرجان فلسطين يكتب الأدب” على الحرم الجامعي. وعلى الرغم من أن ماجيل ومسؤولي الجامعة الآخرين أصدروا بيانًا يدينون فيه العداء للسامية، إلا أنهم أضافوا أنه “كجامعة، ندعم بشدة تبادل الأفكار كجزء أساسي من مهمتنا التعليمية. وهذا يشمل التعبير عن آراء مثيرة للجدل وحتى تلك التي لا تتوافق مع قيمنا المؤسسية”.
غاي تفتح الحوار وتعتذر
كانت غاي صريحة في الاعتراف بمخاوف الطلاب اليهود. في 7 أكتوبر، أصدر تحالف من مجموعات الطلاب بيانًا يلقي باللوم على الحكومة الإسرائيلية عن هجمات حماس. أدان البيان بشدة من قبل رجال الأعمال والخريجين، الذين طالبوا بوضع الطلاب الذين وقعت مجموعاتهم البيان تحت الحظر. وفيما بعد، أصدرت المتحدثة باسم التحالف بيانًا يؤكد فيه أن المجموعة “تعارض بقوة العنف ضد المدنيين – الفلسطينيين والإسرائيليين وغيرهم”.
ثلاثة أيام بعد نشر البيان من قبل التحالف، أصدرت غاي بيانًا يدين فيه “الفظائع الإرهابية التي ارتكبتها حماس” وتؤكد أن “أي مجموعة طلابية – حتى 30 مجموعة طلابية – لا تتحدث باسم جامعة هارفارد أو قيادتها”.
في خطابها في منظمة الطلاب اليهود في هارفارد في أواخر أكتوبر، أعلنت غاي أنها قد عقدت مجموعة استشارية تضم “أعضاء هيئة التدريس والموظفين والخريجين وقادة دينيين من المجتمع اليهودي” الذين “سيساعدوننا في التفكير بشكل واسع وملموس في جميع الطرق التي يظهر فيها العداء للسامية في حرمنا الجامعي وثقافتنا الجامعية”.
قام رئيس جامعة ييل بيتر سالوفي باتباع خطواتها، حيث أعلن الأسبوع الماضي أن الجامعة تعمل على إنشاء لجنة لـ “تحديد ومعالجة القضايا المتعلقة بالمناخ الجامعي لمجتمع الطلاب اليهود”. كما تقوم جامعة ييل بتوسيع لجنة تعالج المواقف المعادية للعرب والإسلاموفوبيا في الحرم الجامعي، والتي “ستجري عملًا مشتركًا مع اللجنة الجديدة لحياة الطلاب اليهود”.
بشكل حاسم، اعتذرت غاي بصراحة بعد شهادتها الأسبوع الماضي.
“أنا آسفة”، قالت في مقابلة مع صحيفة هارفارد كريمسون نشرت يوم الخميس. “الكلمات تهم”.
“لقد انجذبت إلى ما أصبح في ذلك الوقت مناقشة مطولة ومتصارعة حول السياسات والإجراءات”، قالت غاي للصحيفة الطلابية. “ما يجب أن أكون على وعي به في تلك اللحظة هو العودة إلى الحقيقة التوجيهية لدي، وهي أن الدعوات إلى العنف ضد مجتمعنا اليهودي – التهديدات لطلابنا اليهود – ليس لها مكان في هارفارد، ولن تمر دون تحدي”.
لم يجعل ذلك غاي أقل عرضة للانتقاد، ولكن استعدادها لتحمل المسؤولية في مواجهة الانتقادات قد يكون العامل المحدد في ما إذا كانت في النهاية ستستقيل أم لا.
انتقادات مختلطة
ما زال عدد من المسؤولين الحكوميين والمانحين والقادة البارزين يطالبون غاي بالاستقالة بسبب تقاعسها في مكافحة العداء للسامية في الحرم الجامعي.
“واحدة تحتاج إلى الاستقالة. اثنتان تبقى”، كتبت النائبة الجمهورية إليز ستيفانيك من نيويورك على تويتر بعد استقالة ماجيل، و “اثنتان” هي إشارة إلى غاي وكورنبلوث. “في حالة جامعة هارفارد، سئلت الرئيسة غاي 17 مرة ما إذا كانت دعوة إلى إبادة اليهود تنتهك قواعد السلوك في هارفارد. تحدثت بصدق 17 مرة. وسمع العالم”.
أرسلت ستيفانيك، إلى جانب مجموعة من 71 من النواب الثنائيين، رسالة إلى مجالس الإدارة في جامعات هارفارد وبنسلفانيا وماساتشوستس للتكنولوجيا الأسبوع الماضي، حثتهم فيها على إزالة قادة الجامعات.
كان بيل أكمان، الرئيس التنفيذي لصندوق التحوط الثري، واحدًا من أكثر النقاد الصوتيين لغاي. في رسالة إلى مجلس هارفارد يوم الأحد، كتب أكمان أن غاي، التي تم تنصيبها في يوليو، “لحقت بالمزيد من الضرر بسمعة جامعة هارفارد من أي فرد في تاريخنا الذي يمتد لما يقرب من 500 عام”.
استفسر أكمان أيضًا عن نزاهة وقيم غاي الأكاديمية، حيث نشر محتوى على وسائل التواصل الاجتماعي يشير إلى أن غاي، التي تعد أول امرأة سوداء تقود جامعة هارفارد، تم تعيينها لتحقيق معايير التنوع. في رسالته، هاجم أكمان ممارسات هارفارد في مجال التنوع والشمول والاندماج باعتبارها “مصدرًا رئيسيًا للممارسات التمييزية في الحرم الجامعي”. قد يضع استراتيجية أكمان لانتقاد العداء للسامية وجهود الشمول للمجموعات المحمية في نفس الوقت ضغطًا على حملته ضد غاي.
انتقدت الجالية الأكاديمية في هارفارد غاي بشكل كبير باعتبار التمييز في الحرم الجامعي مسألة نظامية، وليس فشلاً أخلاقيًا من جانبها. في بيانه الأسبوع الماضي الذي أعلن فيه استقالته من مجموعة مكافحة العداء للسامية في هارفارد بعد شهادة غاي، قال الحاخام ديفيد وولب أن مكافحة الأفكار المجتمعية في هارفارد التي تصور اليهود كمضطهدين بينما “تستهين وتنكر التجربة اليهودية … هو عمل يتطلب أكثر من لجنة أو جامعة واحدة”.
بدلاً من طلب استقالة غاي، طالب المانحون الخريجون – أكثر من 2000 منهم وقعوا على رسالة مفتوحة إلى غاي وعميد كلية هارفارد راكيش كورانا – بإجراء إصلاحات ملموسة لدعم اليهود في الحرم الجامعي وحذروا من سحب تبرعاتهم إذا لم يتم اتخاذ تلك الخطوات.
تم تحديث هذه المقالة بمعلومات إضافية.
Source: https://www.aol.com/harvard-antisemitism-hearing-why-claudine-162850076.html
اترك تعليقاً