تنتشر الجمرة الخبيثة – وهي مرض بكتيري يحمل إمكانات خطيرة كسلاح بيولوجي أو إرهابي – بمعدل مقلق في زامبيا وعدد قليل من الدول الأفريقية المجاورة، حذرت منظمة الصحة العالمية يوم الاثنين، مطلقة الإنذار بينما يسارع المسؤولون الصحيون للسيطرة على الوضع خشية تفشي أوسع في المنطقة.
الحقائق الرئيسية
الجمرة الخبيثة هي مرض نادر ولكنه خطير وقد يكون قاتلاً، يسببه بكتيريا توجد بشكل طبيعي في التربة حول العالم، وتم تسليحها كمسحوق ناعم وإرسالها في رسائل إلى السياسيين ووسائل الإعلام في عام 2001.
عادة ما يصيب الحيوانات البرية والمستأنسة – ولا سيما الحيوانات الأعشاب مثل الأبقار والأغنام والماعز والظباء – ولكنه يمكن أن يصيب البشر عندما يتلامسون مع حيوانات مصابة أو جسم ملوث.
عندما تدخل الجمرة الخبيثة الجسم، تتكاثر البكتيريا وتنتج سمومًا قوية وتسبب المرض، ونوع المرض يعتمد على كيفية دخول الجمرة الخبيثة إلى الجسم.
تشكل الحالات البشرية الغالبية – أكثر من 90٪ – الجمرة الخبيثة الجلدية، والتي يتم اكتسابها من خلال كسور في الجلد، وتظهر أعراض مثل البثور الحكة أو النتوءات، وقرحة جلدية وتورم عادة حول موقع العدوى بين يوم وسبعة أيام بعد التعرض.
تأتي أشكال أخرى من الجمرة الخبيثة بعد الاستنشاق – وهي أخطر أشكال المرض التي يمكن أن تظهر بعد أشهر من التعرض وتسبب مشاكل تنفسية شديدة وصدمة – واستنشاق مواد ملوثة (التي تعرف باسم الجمرة الخبيثة الهضمية)، والتي يمكن أن تسبب مجموعة واسعة من الأعراض التي يمكن أن تكون مشابهة لتسمم الطعام.
يمكن الوقاية من الجمرة الخبيثة بتطعيم الحيوانات والبشر، ويجب علاجها بسرعة بالمضادات الحيوية والمضادات للسموم، وتتطلب في معظم الأحيان دخول المستشفى، وحتى مع العلاج العنيف غالبًا ما تكون العدوى قاتلة، حيث يموت بين 40٪ و 45٪ من المرضى الذين يعانون من الجمرة الخبيثة الهضمية والجمرة الخبيثة الاستنشاقية على التوالي (بدون علاج، الجمرة الخبيثة الاستنشاقية تكون مميتة تقريبًا دائمًا، ونصف حالات الجمرة الخبيثة الهضمية تنتهي وخمس من حالات الجمرة الخبيثة الجلدية تنتهي بالموت).
التطورات الأخيرة
حذرت مكتب منظمة الصحة العالمية في المنطقة من أن خمس دول في شرق وجنوب أفريقيا – كينيا وملاوي وأوغندا وزامبيا وزيمبابوي – تشهد تفشيات رئيسية للجمرة الخبيثة، وقد تم تسجيل ما مجموعه 1166 حالة مشتبه فيها و 37 حالة مؤكدة في هذه الدول منذ بداية العام، وفقًا لما ذكرته منظمة الصحة العالمية. وقد تم الإبلاغ عن 20 حالة وفاة ذات صلة في نفس الوقت. وفي حين أن المرض عادة ما يكون موجودًا في هذه الدول، قالت منظمة الصحة العالمية إن الوضع قد تجاوز ما هو معتاد، خاصة في زامبيا، حيث تم تسجيل ما يقرب من 700 حالة مشتبه فيها وأربع حالات وفاة في نهاية نوفمبر. وتعني مدى تفشي زامبيا وموقعها “ارتفاع مخاطر انتشار المرض في المنطقة”، حذرت منظمة الصحة العالمية.
الخلفية الرئيسية
يعتقد الخبراء عمومًا أن الجمرة الخبيثة ستستمر في أن تكون مشكلة صحية للأشخاص والحيوانات في المستقبل المنظور. تستطيع بكتيريا الجمرة الخبيثة تشكيل قشور صلبة وحماية تعرف باسم البوغات. وتتبع معظم العدوى التعرض لهذه البوغات، التي يمكن أن تتفعل وتبدأ في التكاثر. تعتبر بوغات الجمرة الخبيثة متينة للغاية ويمكن أن تبقى على قيد الحياة في البيئة في ظروف صعبة لفترات طويلة جدًا، وربما حتى عقود، وفقًا لمنظمة الصحة الحيوانية العالمية. هذا التوافق بين المقاومة الشديدة والمتانة يجعل القضاء على الجمرة الخبيثة أو السيطرة عليها “صعبًا جدًا”، وفقًا لما ذكرته المنظمة. تجعل البوغات الجمرة الخبيثة مرشحًا مثاليًا – واستكشفته العديد من البلدان، على الرغم من عدم معرفة أي منها بأنها استخدمته – كسلاح بيولوجي، حيث أنها قاتلة ويمكن نشرها بسهولة على شكل رذاذ. تقول مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها إن الجمرة الخبيثة هي “واحدة من العوامل البيولوجية الأكثر احتمالًا للاستخدام” في هجوم إرهابي بيولوجي.
الرقم الكبير
100،000. يقدر الباحثون أن يحدث حوالي هذا العدد من حالات الجمرة الخبيثة في الحيوانات حول العالم كل عام. ويقول الباحثون إن حوالي 1.8 مليار شخص معرضون مباشرة للجمرة الخبيثة حيث يعيشون في مناطق تعرض للجمرة الخبيثة، وخاصة في أفريقيا وأوروبا وآسيا.
حقيقة مدهشة
كان الخبراء يعتقدون في السابق أن هناك ثلاث طرق فقط لظهور الجمرة الخبيثة في البشر ولكن اكتشفوا مؤخرًا شكلًا جديدًا بين متعاطي المخدرات المحقونة بالهيروين في شمال أوروبا. الجمرة الخبيثة بالحقن، حيث يقوم الإبرة بإدخال بوغات الجمرة الخبيثة إلى الجسم، لها أعراض مشابهة للجمرة الخبيثة الجلدية ولكن قد تشمل عدوى عميقة تحت الجلد أو في العضلة حيث تم حقن الدواء، وتحذر مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها من أن عدوى موقع الحقن ليست دائمًا جمرة خبيثة ويمكن أن تكون ناجمة عن العديد من البكتيريا الشائعة الأخرى.
اترك تعليقاً