يواجه الرئيس جو بايدن تحديًا صعبًا في الانتخابات القادمة: بينما يتعافى الاقتصاد الأمريكي ويصبح أقوى، لا يزال الناس يشعرون بالرهبة تجاهه. يقول مستطلعو الرأي والاقتصاديون إنه لم يحدث من قبل فجوة واسعة مثل هذه بين الصحة الأساسية للاقتصاد والتصور العام للجمهور. يمكن أن تكون هذه الفجوة عاملاً حاسمًا في ما إذا كان الديمقراطي سيحصل على ولاية ثانية العام المقبل. يستغل الجمهوريون عدم الرضا لمهاجمة بايدن، بينما يجد البيت الأبيض صعوبة أكبر في إبراز التقدم الاقتصادي.
سيتم اختبار “بايدنوميكس” في عام 2024
يقول مستطلعو الرأي والاقتصاديون إنه لم يحدث من قبل فجوة واسعة مثل هذه بين الصحة الأساسية للاقتصاد والتصور العام للجمهور. تسبب تخفيض التضخم في عام 2023 في زيادة الآمال في مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الأكثر ليونة والسوق السهمية القوية في عام 2024. ومع ذلك، كانت الشركات الصغيرة متحمسة وقلقة في نفس الوقت بشأن العطلات، مستلهمة من زبائنها. وقال العديد من الأمريكيين في استطلاع للرأي أجرته AP-NORC إن نفقات أسرهم تتجاوز الأرباح، ويشعرون بالقلق بشأن مستقبلهم المالي.
الاقتصاد الأمريكي قوي ولكن الناس محبطون
وفقًا للعديد من المؤشرات، يعتبر الاقتصاد الأمريكي قويًا. أظهر تقرير التوظيف الصادر يوم الجمعة أن أرباب العمل أضافوا 199,000 وظيفة في نوفمبر وانخفض معدل البطالة إلى 3.7%. انخفض التضخم في أكثر من عام واحد من 9.1% المقلق إلى 3.2% دون أن يتسبب في ركود – وهو ظاهرة وصفها بعض الاقتصاديين السابقين المتشككين بأنها “مطهرة”.
ومع ذلك، لا يزال الناس محبطين بشأن الاقتصاد، وفقًا لمؤشر ثقة المستهلك الصادر عن جامعة ميشيغان. أظهرت الأرقام الأولية لشهر ديسمبر التي صدرت يوم الجمعة زيادة في الثقة حيث يبدو أن الناس يدركون أن التضخم يتراجع. ولكن المؤشر لا يزال أقل قليلاً من مستواه في يوليو.
التحديات المحتملة لبايدن والتأثير على الانتخابات
في علامة تحذيرية محتملة لبايدن، أشار الأشخاص الذين تم استطلاعهم للمؤشر إلى الانتخابات العامة لعام 2024. ارتفعت المشاعر بشكل كبير بين الجمهوريين أكثر من الديمقراطيين، مما يشير إلى أن الناخبين الجمهوريين أصبحوا أكثر تفاؤلًا بالفوز بالبيت الأبيض مرة أخرى.
أكد جاريد بيرنستين، رئيس مجلس مستشاري الاقتصاد في البيت الأبيض، أن الاقتصاد الأساسي القوي “ضرورة مطلقة” لرفع مشاعر المستهلك في نهاية المطاف. يقول إنه مع استمرار تحسن الاقتصاد، سيدرك المزيد من الناس الفوائد وستتحسن المشاعر.
تحولات البيت الأبيض في رسائله لبناء الثقة في القيادة الاقتصادية لبايدن
قام البيت الأبيض بثلاث تحولات رئيسية في رسائله في محاولة لبناء الثقة في القيادة الاقتصادية لبايدن. بدأ الرئيس في الصيف الماضي في إدراج مصطلح “بايدنوميكس” في خطاباته لوصف سياسته، لكن الجمهوريين استغلوا هذه الكلمة كنقطة هجوم.
أشار مسؤولو البيت الأبيض إلى عناصر محددة انخفضت أسعارها بشكل ملحوظ. لاحظوا انخفاض أسعار الديك الرومي خلال عيد الشكر وكذلك أسعار البيض. يؤكد بايدن بشكل متكرر أنه خفض تكاليف الأنسولين للمشاركين في برنامج ميديكير، بينما يناقش المسؤولون الآخرون كيف انخفضت أسعار البنزين عن ذروتها.
ثانيًا، بدأ بايدن مؤخرًا في إلقاء اللوم على التضخم على الشركات التي رفعت أسعارها عندما رأت فرصة لتحسين أرباحها، مما يجلب المزيد من الانتباه لحجة استخدمت لأول مرة عندما ارتفعت أسعار البنزين. وتعتبر حجة الرئيس مشبوهة بالنسبة للعديد من الاقتصاديين، ولكن الرسالة المقصودة للناخبين هي أن بايدن يقاتل من أجلهم ضد أولئك الذين يلومهم على تسببهم في التضخم.
والآن يتعقب بايدن سجل الرئيس السابق دونالد ترامب، المرشح الجمهوري الحالي. أرسلت حملة بايدن بيانًا بعد تقرير التوظيف الصادر يوم الجمعة يقول: “على الرغم من ادعائاته بأنه رئيس للوظائف، كان دونالد ترامب لديه أسوأ سجل وظائف منذ الكساد العظيم، حيث فقد ما يقرب من ثلاثة ملايين وظيفة”.
رد الجمهوريين وتأثيره على الناخبين
كان رد الجمهوريين على بايدن هو تجاهل البيانات الاقتصادية الإيجابية والتركيز على كيفية شعور الناخبين. مع انخفاض معدل التضخم السنوي، تركز رسائل الجمهوريين بدلاً من ذلك على زيادة أسعار المستهلك على مدى عدة سنوات دون أخذ المكاسب الأجور في الاعتبار. وقد جادل السياسيون الجمهوريون بأن الناس يجب أن يثقوا بمشاعرهم بشأن الاقتصاد بدلاً من الإحصاءات التي يشير إليها بايدن.
قال السيناتور جون باراسو، الجمهوري من وايومنغ، في خطاب ألقاه مؤخرًا: “رسالة جو بايدن لهم هي فقط هذه: يقول لا تصدق أعينك المكذوبة”. وألقى جلين يانكين، حاكم فرجينيا وعضو جمهوري، اللوم بالكامل على بايدن عن التضخم وشعور الناس بالاكتئاب.
الأسباب المحتملة لهذه الفجوة وتأثيرها على الرأي العام
لا يوجد سبب واحد لهذه الفجوة بين البيانات الرئيسية والشعور العام للجمهور. ولكن الخبراء الذين يحاولون فهم الأمور لديهم نظريات متعددة حول ما يحدث. بالإضافة إلى تأثير الجائحة، من الممكن أن تكون وسائل التواصل الاجتماعي قد طغت على كيفية شعور الناس بالاقتصاد حيث يشاهدون أساليب الحياة الفخمة للمؤثرين. كما يقيم العديد من الأشخاص الاقتصاد بناءً على معتقداتهم السياسية الخاصة، بدلاً من الأرقام الأساسية.
من الممكن أن يكون الأمر ببساطة أن الناس يحتاجون إلى وقت للتكيف بعد فترة من ارتفاع التضخم. وبالتالي، هناك تأخير قبل أن يؤدي انخفاض معدل التضخم إلى تحسين شعور المستهلكين، وفقًا لتحليل حديث قام به الاقتصاديون رايان كامينغز ونيل ماهوني.
امكانية أخرى هي أن فقدان المساعدات الحكومية المتعلقة بالجائحة جعل الناس أكثر فقرًا ماديًا. حيث حصل الملايين من الأسر على شيكات من الحكومة واعتماد ضريبة الأطفال الموسعة التي تم إيداعها مباشرة في حساباتهم. لقد ألقى الجمهوريون اللوم على هذا التمويل لتغذية التضخم، ولكن هذا المال ساعد أيضًا في البداية على حماية الناس من آلام ارتفاع الأسعار.
بعد تعديل التحويلات الحكومية والضرائب، كانت الدخل السنوي المتوسط لشخص ينتمي إلى النصف الأدنى من الأرباح 34,800 دولار عند تولي بايدن المنصب، وفقًا لتحليل قدمه غابرييل زوكمان، اقتصادي في جامعة كاليفورنيا بيركلي.
توصل سامويل راينز، استراتيجي استثماري في كوربو، إلى أن الشركات بما في ذلك بيبسي وكرافت هاينز وبروكتر آند غامبل وكيمبرلي-كلارك استغلت ارتفاع أسعار الغذاء والطاقة بعد غزو روسيا لأوكرانيا في عام 2022 لرفع أسعار منتجاتها وزيادة الأرباح.
تشير تقارير الأرباح إلى أن المستهلكين بدأوا يشعرون بالملل من زيادة أسعار بعض الشركات بنسبة مئوية مزدوجة هذا الصيف، مما دفع تلك الشركات إلى الإشارة إلى أن زيادات الأسعار المستقبلية ستكون أقرب إلى المتوسط التاريخي لنسبة 2٪.
يمكن لبايدن أن يجادل بشكل معقول في أن الشركات استغلت الحرب في أوكرانيا والجائحة لرفع أسعارها، وقال راينز إن الزيادات حدثت قبل 12 إلى 18 شهرًا ولا ينطبق الحجة الحالية لبايدن على ما يفعله الأعمال الآن.
قال راينز فيما يتعلق برسالة الرئيس حول غلاء الأسعار: “إنها تأتي متأخرة بما يكفي بحوالي 18 شهرًا”.
Source: https://apnews.com/article/biden-economy-jobs-inflation-sentiment-53db7f95d14db2557b00424254208272
اترك تعليقاً