مقدمة
توسع تلسكوب حدث الأفق مجموعته من الصور للثقوب السوداء. في عام 2019، كشف التلسكوب عن أول صورة للثقب الأسود، وكشف عن الوحش الضخم الذي يبعد 55 مليون سنة ضوئية عن الأرض في مركز المجرة M87. أظهر الحلق البرتقالي المائل ظل الثقب الأسود على قرص الاندماج المضيء للمواد الساقطة. منذ ذلك الحين، أظهرت الملاحظات من تلسكوب حدث الأفق، صورًا مفصلة أكثر للثقب الأسود في M87. الآن، كشفت بيانات حدث الأفق عن تفاصيل جديدة للثقب الأسود الضخم في قلب مجرة قريبة منا تسمى سنتورس A.
التفاصيل الجديدة للثقب الأسود في سنتورس A
بدلاً من التكبير بما فيه الكفاية لرؤية ظل الثقب الأسود، تقدم الصورة الجديدة أوضح رؤية حتى الآن للتدفقات البلازمية القوية التي تنبثق من الثقب الأسود. تعطي هذه النظرة نظرة عميقة في كيفية تفجير الثقوب السوداء الضخمة مثل هذه التدفقات البلازمية في الفضاء، حسبما يفيد الباحثون في تقريرهم عبر الإنترنت في 19 يوليو 2021 في مجلة الفلك الطبيعية.
يقول عالم الفلك الإذاعي كريج ووكر “إنه إنجاز مثير للإعجاب نسبيًا” لالتقاط الصورة الجديدة عالية الدقة. “هذه التدفقات هي بعض من أقوى الأشياء في الكون”، يقول ووكر من المرصد الوطني للفلك الإذاعي في سوكورو، نيو مكسيكو، الذي لم يشارك في العمل. نظرًا لأنه يعتقد أن تدفقات البلازما السريعة مثل هذه تؤثر على نمو وتطور المجرات، فإن الفلكيين حريصون على فهم كيفية تشكل هذه التدفقات.
التصوير الجديد للثقب الأسود في سنتورس A
قام الباحثون بتوجيه شبكة الأقمار الصناعية العالمية التي تشكل تلسكوب حدث الأفق نحو سنتورس A لمدة ست ساعات في أبريل 2017، خلال نفس فترة الملاحظة التي قدمت أول صورة للثقب الأسود. يبعد سنتورس A حوالي 12 مليون سنة ضوئية عن الأرض، وهو واحد من ألمع المجرات في السماء ومعروف بالتدفقات الهائلة التي تطردها ثقبه الأسود المركزي.
يقول مايكل جانسن، عالم الفلك الإذاعي في معهد ماكس بلانك للفلك الإذاعي في بون، ألمانيا: “إنها تمتد تقريبًا لمعظم مقياس المجرة”، “إذا كنا سنرى الضوء الإذاعي [بأعيننا]، وننظر إلى السماء الليلية، فسنرى تلك التدفقات في سنتورس A كهيكل يكون أكبر بـ 16 مرة من القمر الكامل”.
باستخدام تلسكوب حدث الأفق، ركز جانسن وزملاؤه على قاعدة تلك التدفقات التي تنبثق من جانبي قرص الاندماج للثقب الأسود. الصورة الجديدة أكثر وضوحًا بـ 16 مرة من الملاحظات السابقة للتدفقات، وتكشف تفاصيل أقل من يوم ضوء واحد – حوالي أربع مرات المسافة بين الشمس وكوكب بلوتو. واحدة من أبرز الملامح التي تكشف عنها الصورة هي أنه يبدو أن الحواف الخارجية فقط للتدفقات تضيء.
يقول جانسن “إن ذلك لا يزال لغزًا”، واحدة من الاحتمالات هي أن التدفقات تدور، مما قد يجعل المواد في بعض مناطق التدفقات تنبعث الضوء نحو الأرض، بينما لا تفعل ذلك في مناطق أخرى. أو يمكن أن تكون التدفقات مجوفة.
أشارت الملاحظات الأخيرة لبعض المجرات الأخرى إلى أن التدفقات للثقوب السوداء الضخمة تكون أكثر سطوعًا حول الحواف، وفقًا لدينيس غابوزدا، عالم الفلك في كلية جامعة كورك في أيرلندا، والتي لم تشارك في العمل. تقول غابوزدا “لكن من الصعب معرفة ما إذا كانت هذه ميزة مشتركة، أم أنها شيء غريب عن القلة التي تمت ملاحظتها”.
الخطوة التالية ستكون مقارنة صورة حدث الأفق لسنتورس A مع المحاكاة الكمبيوترية استنادًا إلى نظرية النسبية العامة لأينشتاين، لاختبار مدى صحة النسبية في هذا البيئة المتطرفة، ويمكن أيضًا أن يكشف فحص قطبية أو توجيه موجات الضوء الصادرة من تدفقات سنتورس A عن بنية حقولها المغناطيسية – تمامًا كما كشفت القطبية عن المغناطيسية حول الثقب الأسود في M87.
هل لديك أسئلة أو تعليقات حول هذه المقالة؟ يمكنك مراسلتنا عبر البريد الإلكتروني [email protected]
Source: https://www.sciencenews.org/article/black-hole-picture-centaurus-a-galaxy-massive-jets-event-horizon
اترك تعليقاً