بيتلجوز ستختفي لفترة قصيرة في صدفة لا تتكرر في العمر

في لحظة ما من هذه الليلة، ستبدو كوكبة الجبار أوريون وكأنها فقدت النجم الأحمر اللامع عند كتفه – والعلماء متحمسون

فرصة نادرة لرؤية بيتلجوز

في هذا الشهر، سيشهد بعض مراقبي السماء اختفاء بيتلجوز، واحدة من أشهر وألمع النجوم في السماء، تقريبًا. بعد ثوانٍ قليلة – على الرغم من آمال العلماء بأن النجم سينفجر قريبًا – سيعود ويشع بنفس السطوع كما كان.

فرصة استثنائية للرؤية

سيشكل اختفاء بيتلجوز لحظة فلكية نادرة: ستحجب كويكب يطلق عليه اسم ليونا النجم عن الرؤية عبر شريط رقيق من سطح الأرض. يرحب العلماء بهذا التوازن السماوي كفرصة لرؤية سطح بيتلجوز المتغير باستخدام أفضل وضوح حتى الآن.

فرصة لاستغلالها

“هذه فرصة عظيمة تعطينا الطبيعة، لذا يجب علينا استغلالها”، يقول ميغيل مونتارجيس، عالم الفلك في مرصد باريس، الذي ساعد في تنسيق العديد من المراقبين المبتدئين لمحاولة مشاهدة الحدث.

الكويكب ليونا

تأتي هذه الفرصة بفضل كويكب كبير يسمى ليونا، الذي اكتشفه علماء الفلك لأول مرة في عام 1891. بمفرده، ليونا مجرد صخرة فضائية تعترض حركة الكويكبات بين المريخ والمشتري. ولكن في تمام الساعة 8:17 مساءً بتوقيت شرق الولايات المتحدة في 11 ديسمبر، سينزلق ليونا مباشرة بين الأرض وبيتلجوز، النجم العملاق الأحمر الذي تعرفه أجيال لا تحصى من البشر حول العالم.

بيتلجوز والتغيرات السطوع

يعتبر بيتلجوز كتفًا ساطعًا في كوكبة الجبار أوريون ويقع على بُعد 650 سنة ضوئية فقط من الأرض. على الرغم من أن سطوعه يرتفع وينخفض بانتظام، إلا أن النجم لفت الأنظار في عام 2019 عندما أدرك العلماء أنه يتلاشى بسرعة في ما أصبح يعرف بـ “التلاشي الكبير”. وعلى الرغم من الآمال في أن يحصل البشر على مقعد في الصف الأمامي للانفجار الذي سيشهده النجم في نهاية المطاف عندما ينفد وقوده، استمر بيتلجوز – على الرغم من أن سطوعه يتغير بشكل أسرع من السابق.

الفرصة الفريدة للرؤية

على مر السنين الأخيرة، درس العلماء بيتلجوز باستخدام تلسكوب هابل الفضائي ومرصدين على الأرض وحتى قمر صناعي جوي ياباني. ولكن قد تعطي اختفاء ليونا للعلماء رؤية فريدة حقًا للنجم.

الاستعدادات للرؤية

شملت التحضيرات تكتيكين رئيسيين. أولاً، كان على العلماء أن يفهموا ليونا بشكل أفضل – مما يتطلب بالصدفة مشاهدة اختفاء النجوم الأصغر والأبهض بواسطة الكويكب. باستخدام هذه البيانات، يمكن للعلماء تحسين حسابات حجم وشكل واتجاه الكويكب التي ستساعدهم في تفسير الملاحظات على بيتلجوز. قد يكون لدى ليونا حتى قمر صناعي، وفقًا لروول بيهرند، عالم الفلك في مرصد جنيف، الذي درس الكويكب. ويقدر أن هناك فرصة بنسبة 10 في المئة أن يكون لدى ليونا قمر صناعي، على الرغم من أنه من غير المرجح أن يتمكن أي مراقب واحد من رؤية الكويكب والقمر الصناعي الافتراضي يعبران بيتلجوز.

موقع المراقبة والتجهيزات

ثانيًا، كان على العلماء توجيه مراقبي الفلك الماهرين بمعدات عالية التقنية على طول مسار الاختفاء، الذي يمتد من المكسيك عبر طرف فلوريدا، وجنوب إسبانيا، وإيطاليا، واليونان، ووسط آسيا. كلما زاد التغطية الجغرافية على الأرض، زادت اكتمال خريطة سطح بيتلجوز. ولكن بعض المواقع توفر طقسًا أكثر وعددًا أفضل من الفرص للوصول إلى موقع آخر على طول المسار في حال ظهور السحب – وهي عوامل تلعب دورًا في جمع أكبر قدر ممكن من البيانات.

الاستعدادات المستمرة

حتى الأسبوع الماضي، استمرت التحضيرات. كان فريق من العلماء يعمل على إشراك المرصد الجنوبي الأوروبي في تشيلي، بعيدًا عن مسار الاختفاء، لدراسة بيتلجوز غير المعتم. في هذه الأثناء، أملت دوبيري في ترتيب مراقبات فوق البنفسجية، التي يمكن الحصول عليها فقط عن طريق القمر الصناعي والتي ستظهر الغلاف الجوي الضخم المحيط بسطح بيتلجوز المرئي. وكان خوسيه لويس أورتيز، عالم الفلك في معهد علوم الفلك في أندلوسيا في إسبانيا، يسعى لاستقطاب بالون طبقي يمكنه رفع الكاميرات فوق أي سحب تهدد.

أهمية الرؤية

سوف تقدم الملاحظات التي يمكن للعلماء جمعها نظرة مهمة إلى ميكانيكيات النجوم العملاقة الحمراء، التي تحرق وقودًا غريبًا بزيادة تقدمها في العمر. حاليًا، يعتقد العلماء أن بيتلجوز يدمج الهيليوم في الكربون؛ وبعد ذلك، يجب على النجم تحويل الكربون إلى الأكسجين والسيليكون ومن ثم الحديد. وأخيرًا، ستنفد بيتلجوز من الوقود وتنهار تحت وزنها الخاص وتنفجر، مبعثرة العناصر الحيوية للحياة في الفضاء وتترك وراءها جثة نجمية كثيفة.

الهدف النهائي

إن مصير بيتلجوز الذي يجعله مثيرًا للاهتمام، ويرغب العلماء في فهم كيفية انتهاء النجم العملاق الأحمر. ولكن في الوقت الحالي، لا تعمل نماذج العلماء لهذه النجوم تمامًا. على الرغم من أنها تظهر سطح النجم المضطرب – التصاق الظلام والنور الذي يأمل العلماء في رؤيته خلال الاختفاء – إلا أنها لا تظهر أبدًا التيار المستمر من الرياح التي يطلقها النجم أو نوعًا من الانفجار الغباري الذي يعتقد العلماء أنه سبب “التلاشي الكبير”. وهذا يعني أننا نفتقد شيئًا مهمًا حول هذه النجوم، ويقول مونتارجيس إنه يأمل أن تقدم تداخلات ليونا معلومات حيوية في النهاية حول النهاية المنتظرة لبيتلجوز.

الهدف النهائي

“في النهاية، بالطبع، هذا هو هدفنا”، يقول. “إذا عرفنا كيف تعيش النجوم العملاقة الحمراء، يمكننا التنبؤ بموتها بشكل أفضل”.

ميغان بارتيلز هي صحفية علمية مقرها مدينة نيويورك. انضمت إلى Scientific American كمراسلة أخبار في عام 2023. سابقًا، قضت أكثر من أربع سنوات ككاتبة ومحررة في Space.com، بالإضافة إلى ما يقرب من عام كصحفية علمية في Newsweek، حيث تركزت على الفضاء وعلوم الأرض. كتاباتها ظهرت أيضًا في مجلات Audubon و Nautilus و Astronomy و Smithsonian وغيرها من المنشورات. تخرجت من جامعة جورجتاون وحصلت على درجة الماجستير في الصحافة من برنامج تغطية العلوم والصحة والبيئة في جامعة نيويورك.

Source: https://www.scientificamerican.com/article/betelgeuse-will-briefly-disappear-in-once-in-a-lifetime-coincidence/