تعمل ماري ياب منذ العام الماضي ونصف على إقناع المزارعين بالاستفادة من البازلت. فالصخرة البركانية مليئة بالعناصر الغذائية التي تتشكل عند تكون بنيتها البلورية من تبريد الصهارة، ويمكن أن تجعل التربة أقل حموضة. وبهذه الطريقة، فإنها تشبه الحجر الجيري الذي يستخدمه المزارعون غالبًا لتحسين التربة. ومع ذلك، فإن تطبيق البازلت يتطلب بعض الدقة وهو أقل شيوعًا. ولكن البازلت يأتي أيضًا مع فائدة جانبية مهمة: يمكنه امتصاص الكربون تلقائيًا من الغلاف الجوي.
مشروع ليثوس كاربون
تمنح شركة ليثوس كاربون، التي أسسها ياب في عام 2022، دفعة مالية بقيمة 57.1 مليون دولار لتحويل غبار البازلت إلى حل مستدام للمناخ. وتأتي هذه الدفعة من شركة فرونتير، وهي شركة مستفادة تدعمها مجموعة من الشركات التي تهدف إلى تمويل النهج الواعدة لإزالة ثاني أكسيد الكربون أو CDR. تقول ليثوس إنها ستستخدم الأموال لامتصاص 154,000 طن من ثاني أكسيد الكربون بحلول عام 2028، من خلال رش غبار البازلت على آلاف الفدان من الأراضي الزراعية في الولايات المتحدة. وينبعث متوسط سيارة في الولايات المتحدة حوالي 4 طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا.
التحديات والفرص
تعتبر خيارات الشركات التي تسعى للحصول على انبعاثات سلبية محدودة. تعتبر مشتريات فرونتير في الأساس دفعات مقدمة لأفكار لا تزال في مراحلها الأولى – عادةً صعبة التحقق أو مكلفة جدًا، أو كليهما، لجذب قاعدة عملاء كبيرة. تقول نان رانسوهوف، الرائدة في فرونتير وأيضًا العمل في مجال المناخ في سترايب، إن المجموعة تبدأ بشراءات صغيرة لمساعدة الشركات الناشئة الواعدة، ثم تنتقل إلى اتفاقيات “الاستلام” لكميات أكبر من الكربون يمكن أن يحتسبها أعضاؤها تجاه أهداف انبعاثاتهم.
تعتبر عملية الشراء من ليثوس واحدة من تلك الصفقات الأكبر. تقدر أسعار إزالة الكربون بـ 370 دولار للطن، حوالي ربعها سيدفع لمراقبة الحقول والنمذجة للتحقق من أن الكربون يتم تخزينه بعيدًا عن الغلاف الجوي لفترة طويلة. تقول رانسوهوف إن فرونتير يعتقد أن ليثوس في طريقها لتحقيق هدفها في إزالة ثاني أكسيد الكربون للعملاء بتكلفة أقل من 100 دولار للطن، وبمعدل لا يقل عن نصف مليار طن سنويًا. نهج “الأكثر وعدًا”.
تقنية تحسين تعرية الصخور
تعمل ليثوس، التي تأسست في عام 2022، على تطوير تقنية تسمى تحسين تعرية الصخور. تتضمن هذه التقنية نشر غبار البازلت الدقيق على الحقول قبل الزراعة. مع تعرية الصخرة الأكثر من المطر، تتفاعل مع ثاني أكسيد الكربون في الهواء. يتشكل البيكربونات، والتي تقفل الكربون عن طريق دمجه مع ذرات الهيدروجين والأكسجين. في النهاية، يتم غسل المركب في المحيط، حيث يجب أن يبقى الكربون.
تتمتع هذه الاستراتيجية بفائدة من خلال الاستفادة من الأشياء التي يفعلها البشر بالفعل، وتقول ياب إن ذلك يتناقض مع تقنيات مثل الاستخلاص المباشر للهواء، والتي تنطوي على بناء مصانع صناعية تمتص الكربون من الغلاف الجوي. فمن السهل قياس الكربون المزال بهذه الطريقة – فهو محتجز هناك في الموقع – ولكن يقول النقاد إنه سيكون من الصعب توسيعه لأن إزالة ما يكفي من الكربون لإحداث فرق ستتطلب آلاف المنشآت المكرسة والمكلفة من حيث الموارد.
يجب أن يكون استخدام غبار البازلت لامتصاص الكربون أكثر سهولة في التوسع. هناك الكثير من الحقول التي يمكن تفريغ غبار الصخور عليها، والكثير من الماء لينتهي فيه الكربون. ولكن الطبيعة الموزعة للعملية تجعل أيضًا قياس كمية الكربون الفعلي المزال من الغلاف الجوي أمرًا أكثر صعوبة.
مجلة Wired
تعتبر Wired.com دليلك اليومي الأساسي لما هو قادم، حيث يقدم لك أخذًا أصليًا وشاملاً للتأثير الذي تحققه الابتكارات في التكنولوجيا والعلوم والأعمال والثقافة.
اترك تعليقاً