في هذه المقالة ستجد تقريرًا عن اكتشاف محتويات معدة تيرانوصور متحجرة لأول مرة، مما يكشف عن طعام هذا الحيوان المفترس المخيف.
اكتشاف محتويات المعدة
تم وصف محتويات معدة أحد أفراد عائلة الديناصورات هذه في دراسة جديدة نشرت يوم الجمعة في مجلة science advances. يقدم هذا الاكتشاف المذهل نظرة على نظام غذاء التيرانوصور ومكانته في النظم البيئية القديمة، والتي لم يتم الاستدلال عليها سابقًا إلا بالتخمين.
اكتشاف العينة
عثر دارين تانكي، أحد المعالجين في متحف رويال تايريل للحفريات في ألبرتا، على العينة في حديقة الديناصورات في المقاطعة وأزالها بعناية من الصخرة التي كانت تحتجزها. ووصفها بأنها “اكتشاف حياته”، وفقًا للباحث المشارك في الدراسة فرانسوا تيريان، مدير علم الديناصورات في المتحف.
تحليل المحتويات
تحللت بقايا اثنين من الديناصورات الريشية ذات الأنف الخالي من الأسنان، والتي عثر عليها في معدة تيرانوصور صغير من نوع gorgosaurus libratus، وهو نوع من تيرانوصوريدي (العائلة التي تشمل ابن عمه الأكثر شهرة تيرانوصور ريكس). قبل العثور على الحفرية الجديدة، كان العلماء يستنتجون فقط شيئًا ما عن نظام غذاء التيرانوصور. تستند هذه الاستنتاجات إلى أشياء مثل هيكل الجمجمة والأسنان في الحفريات، وآثار العضة على حفريات الميجاهيربيفورز وعلى الأقل كوبروليت واحد، أو البراز المتحجر. كما تم تفسير العظام التي عثر عليها بالقرب من حفرية تيرانوصور على أنها محتويات المعدة. الظروف التي يمكن أن تؤدي إلى حفظ محتويات المعدة في الصخور غير عادية: يجب أن يموت الحيوان قبل هضم فريسته بالكامل ويجب أن يدفن بسرعة تحت الطين أو وسط آخر.
تحليل النمو العظمي
كشف تحليل نمو العظام أن هذا التيرانوصور كان صغيرًا في سن الشباب بين خمسة وسبع سنوات وأن كلا من فريستيه عاشتا لأقل من سنة واحدة. وتشير الكمية المختلفة من حمض المعدة المنقوش على بقايا الفريسة إلى أن الحيوانات قد تم استهلاكها في غضون ساعات أو أيام كوجبات منفصلة. والحقيقة أن البقايا تتضمن أرجلًا مفصلة بالكامل من اثنين من الديناصورات الريشية من نفس العمر والحجم والنوع تشير إلى أن الحيوانات كانت طعامًا مفضلًا لهذا التيرانوصور الخاص.
تأثير المعدة على الفريسة
ساعدت أرجل الديناصور الريشي الفريسة على تحديد نوعها كـ Citipes elegans – عينات نادرة جدًا من حيث حالتها النسبية النقية. وتقول درلا زيلينيتسكي، أستاذة مشاركة في جامعة كالجاري، إن “معدة التيرانوصور في الواقع حمت الـ Citipes وجعلتها تحتفظ بها – وهذا أمر رائع جدًا”. وتضيف أن هذه الحفريات هي “أكثر بقايا متكاملة معروفة لتلك الأنواع”.
تفسير الاكتشاف
ربما قام التيرانوصور بتفكيك الفريسة الصغيرة وابتلاع الأرجل وترك بقية الجسم هناك. يقترح تيريان أن هذه الأرجل قد تكون “ألذ جزء” من الحيوان ويتساءل، بابتسامة، إذا كان هذا التيرانوصور “لا يرغب في العناء بالتخلص من بعض الريش”.
تأثير الاكتشاف على الديناصورات
عادةً ما تحتوي أعشاش الديناصورات الريشية على 30 بيضة أو أكثر. مع وجود عشيرات كبيرة بهذا الحجم، “يمكنك أن تتخيل، في بعض الأوقات من السنة، اعتمادًا على الأنواع وموسم التكاثر الخاص بها، أن هذا لن يكون فريسة غير مألوفة للمفترسات”، كما تقول زيلينيتسكي. ولهذا السبب، فإنها لا تفاجأ بوجود بقايا هذه الأنواع في معدة التيرانوصور هذا، خاصةً لأنها “لا يمكن أن تتصور أن البالغين سيذهبون بعد هذه الديناصورات الصغيرة بحجم الدجاج أو الديك الرومي”.
تفسير طبيعة المعدة
تتوقع زيلينيتسكي أن التيرانوصور قد يكون لديه معدة مكونة من جزئين، مثل الطيور والتماسيح – الحيوانات المرتبطة ارتباطًا وثيقًا والتي تشترك في سلف مشترك مع الديناصورات. وتشير إلى أن وضعية الـ Citipes الاثنين تشير بقوة إلى هذا الاحتمال، حيث تظهر أرجل الوجبة الأولى مزيدًا من “الهضم الكيميائي”، وتظهر أرجل الوجبة الأخيرة مزيدًا من “الهضم الميكانيكي أو التحلل”.
تأثير الاكتشاف على تطور التيرانوصور
يساعد هذا الاكتشاف أيضًا في دعم ما يعتقده بعض علماء الحفريات حول المفتاح الذي يؤدي إلى نجاح تطور التيرانوصور: قدرتهم على احتلال بيئات بيئية مختلفة طوال حياتهم. يتمحور لغز حفريات واحدة حول تحول ملحوظ في النظم البيئية الكريتاسية. حيث كانت هناك مجموعة متنوعة من أحجام وأنواع الجوارح في السابق، ولكن في نهاية العصر الكريتاسي في آسيا وأمريكا الشمالية، كانت هناك نوعين فقط: تيرانوصورات ضخمة ودروميوصورات أصغر (حيوانات ثيرابودية ريشية مثل تلك التي تنتمي إلى جنس فيلوسيرابتور) – و”لا شيء في الوسط”، كما يقول تيريان.
تفسير الظاهرة
تم افتراض أن التيرانوصورات كانت قادرة على احتلال جميع البيئات البيئية التي كانت تحتفظ بها الجوارح المفترسة ذات الحجم المتوسط والكبير في السابق على مدار تطورها: التيرانوصورات تأكل فرائس أصغر عندما تكون صغيرة وتنتقل إلى الميجاهيربيفورز عندما تكبر. يقول تيريان إنهم ربما كانوا ناجحين جدًا كأنواع لأنهم “تطوروا القدرة على احتلال جميع تلك البيئات البيئية خلال حياتهم الخاصة”.
رأي مختلف
مع ذلك، تختلف زانو في رأيها. تقول: “في رأيي، كان من المفترض أن يكون تحول تفضيل الفريسة منتشرًا بشكل كبير بين المفترسات الديناصورية لشرح هذه الظواهر. إن سيطرة التيرانوصورات في النظم البيئية الكريتاسية المتأخرة هي قصة معقدة لم نتمكن بعد من تفكيكها، ولكن أنا متأكدة بالتأكيد أنها مشكلة سنستمر في مواجهتها بسعادة في السنوات المقبلة”.
استنتاج
يبدو أن اكتشاف هذا التيرانوصور يقدم نظرة مدهشة على حيوان واحد على الأقل. تقول زيلينيتسكي: “على الرغم من أنه للأسف بالنسبة للتيرانوصور الصغير، إلا أنه محظوظ بالنسبة لنا لأنه مات عندما فعل بعد تناول تلك الوجبات. لنأمل أن يتم العثور على المزيد!”
حقوق النشر والأذونات: جين تيمونز اكتشف شغفها بعلم الحفريات في وقت لاحق في حياتها. وهي كاتبة حرة مقرها في نيو هامبشاير، ويمكن العثور على أعمالها في Gizmodo و Ars Technica و New York Times.
اترك تعليقاً