تمتلك العلاقات الثنائية بين رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي ونظيرته الإيطالية جورجيا ميلوني مستوى شراكة استراتيجية منذ مارس، حيث يضيف الخبرة البحرية لروما في بحر الأدرياتيك إلى ميزة استراتيجية للهند في المحيط الهندي-الهادئ. ومع ذلك، لم تكن الأمور على ما يرام بين الهند وإيطاليا.
الخلاف بين الهند وإيطاليا
على الرغم من أن البلدين قد تشاركا في علاقات أكثر دفئًا منذ استعادة الهند للحرية من الإمبراطورية البريطانية في عام 1947، إلا أن الخلاف الثنائي نشأ في عام 2012 عندما اتهم جنديان بحريان إيطاليان بقتل صيادين هنديين قرب الساحل الجنوبي لولاية كيرالا.
زعم الجنديان أنهما اعتقدا أن الصيادين هما قراصنة، وجادلت إيطاليا بأن الصيادين لم يستجيبوا لتحذيرات بالابتعاد عن ناقلة “إنريكا ليكسي” التي كانا على متنها. تم اعتقال الجنديين واتهما بالقتل.
تم نقل القضية من كيرالا إلى نيودلهي. وتفاقمت الأمور. بقي الجنديان في المجمع السفاري الإيطالي بينما كانت المحاكمة مستمرة.
مع استمرار المحاكمة، تم السماح للجنديين المتهمين بالعودة إلى إيطاليا.
في عام 2015، قدمت نيودلهي وروما القضية إلى المحكمة الدائمة للتحكيم في لاهاي بالنيابة عن الهند.
أمرت المحكمة الدائمة للتحكيم إيطاليا بدفع 100 مليون روبية كتعويض للهند “عن فقدان الأرواح”.
وأخيرًا، تم إغلاق القضية في عام 2021.
جهود إصلاح العلاقات بين الهند وإيطاليا قبل “ميلودي” الودية
في سبتمبر 2016، قادت وزيرة الخارجية الهندية السابقة سوشما سواراج وفدًا رسميًا لحضور حفل تقديس الإصلاح الاجتماعي الهندي الألباني تيريزا الأم في مدينة الفاتيكان. في حين كانت القداسة الكاثوليكية في ساحة سانت بيتر تحت إشراف البابا فرنسيس تتمتع بحماس ديني واضح، شهدت أروقة الدبلوماسية اختراقًا ثنائيًا حاسمًا بين وزيرة الخارجية الهندية سوشما سواراج ونظيرها الإيطالي باولو جينتيلوني.
قررت سواراج وجينتيلوني أن بلديهما ستحتفلان بالذكرى السبعين للعلاقات الدبلوماسية بين الهند وإيطاليا. في عام 2018، تم الاحتفال بالعلاقات الهندية الإيطالية بأحداث ثقافية في كل من الهند وإيطاليا.
في ديسمبر 2019، خلال فترة ولاية رئيس الوزراء الهندي الحالي ناريندرا مودي، قام وزير الخارجية الحالي الدكتور س جايشانكار بزيارة روما والتقى بسلف جورجيا ميلوني، رئيس الوزراء السابق جوزيبي كونتي.
جاءت زيارة جايشانكار إلى إيطاليا في ديسمبر 2019 بعد أشهر من انضمام إيطاليا – في مارس 2019 – كأول دولة من مجموعة السبع إلى مبادرة الحزام والطريق الصينية (BRI). وهي مشروع صيني للتواصل عبر القارات يعارضه الهند لأنه يمر عبر جزء من جامو وكشمير الهندية تحت الاحتلال الباكستاني والصيني على التوالي.
تم وضع الأساس لقمة هندية-إيطالية مقبلة في عام 2020.
في ظل جائحة كوفيد-19، عقدت قمة افتراضية بين الهند وإيطاليا في نوفمبر 2020. شهدت القمة اعتماد خطة العمل 2020-2025 التي أنشأت جدول أعمال طموح لشراكة معززة بين البلدين.
تم توقيع ما مجموعه 15 مذكرة تفاهم تغطي مجالات مثل الطاقة ووسائل الإعلام والتمويل وبناء السفن.
أكدت الجانبان “ضرورة توسيع المشاركة الدفاعية من خلال التعاون المتبادل والتعاون التكنولوجي والتعاون في التطوير والإنتاج المشترك، من خلال تسريع المناقشات من خلال اللجنة المشتركة للدفاع ومجموعة التعاون العسكري”.
علاقات الهند وإيطاليا: عامل الصين
كانت الهند وإيطاليا على نفس الصفحة عندما تم التوصل إلى توافق بشأن ممر اقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا، والذي تم ترحيبه على نطاق واسع باعتباره استجابة لمبادرة الحزام والطريق الصينية.
انسحاب إيطاليا من مبادرة الحزام والطريق هذا الشهر جلب تقاربًا ثنائيًا محددًا فيما يتعلق بالمصالح المشتركة بين روما ونيودلهي فيما يتعلق بالتواصل العالمي.
الخاتمة
تشهد العلاقات بين الهند وإيطاليا تحسنًا كبيرًا خلال السنوات الأخيرة، حيث تم تعزيز العلاقة الثنائية إلى مستوى شراكة استراتيجية. تعتبر العلاقات الاقتصادية والثقافية والدفاعية بين البلدين مهمة لتعزيز التعاون وتحقيق المصالح المشتركة.
على الرغم من وجود بعض الخلافات في الماضي، فإن العلاقات بين الهند وإيطاليا تشهد تحسنًا مستمرًا وتعاونًا أعمق في مجالات متعددة، مما يعزز الروابط الثقافية والاقتصادية بين البلدين.
اترك تعليقاً