مقدمة
كنت في الصف الرابع عندما قمت بتنعيم شعري للمرة الأولى. أخذتني أمي إلى صالون محترف، وبيدي جهاز اللعب “جيم بوي”، جلست على الكرسي، متوترة ومتحمسة. كانت أمي وأحيانًا أقارب آخرون يضفرون شعري في المنزل، والآن، في سن التسع سنوات، أردت شعرًا مستقيمًا. أخرج الكوافير خصلات شعري الطويلة، غسل شعري، ثم وضع كريم أبيض كثيف يشبه كريم الحلاقة الخاص بأبي.
التأثيرات الصحية للفورمالديهايد
أعاد الإعلان عن اقتراح إدارة الغذاء والدواء بحظر تراخيص تنعيم الشعر التي تحتوي على الفورمالديهايد والمركبات التي تطلق الفورمالديهايد، كل هذه الذكريات. يجد الباحثون مزيدًا من الأدلة على أن الفورمالديهايد يسبب مشاكل صحية. كامرأة سوداء وطبيبة، أعتقد أن هذا الحظر المقترح مطمئن. ولكن المنتجات الجمالية الأكثر أمانًا ليست كافية لحماية النساء السود من العنصرية المعادية للسود التي تدفع النساء لاستخدام تلك المنتجات في المقام الأول.
كيف يعمل تنعيم الشعر
على الرغم من أنه يمكننا استخدام مكواة الشعر لتنعيم شعرنا، إلا أن هذا مؤقت. يعمل تنعيم الشعر عن طريق كسر الروابط الثنائية التي تتشكل بين ذرات الكبريت الموجودة في الكيراتين، وهو بروتين موجود في خيوط الشعر. كلما زادت الروابط الثنائية في الشعر، كان أكثر تجعيدًا. يساعد تنعيم الشعر على سحب تلك الذرات الكبريت بعيدًا عن بعضها البعض، بحيث لا يمكنها الانضمام بشكل طبيعي. عادةً ما يحتفظ الكوافير بمحلول التنعيم في الشعر لمدة 10 إلى 15 دقيقة وسيستخدم مشطًا لتنعيم الشعر في وضع مستقيم. ثم، سيشطف الكوافير التنعيم بالماء الساخن ويضيف شامبو محايد لوقف التفاعل الكيميائي. يقوم هذا الخطوة بتفكيك محلول التنعيم، مما يطلق الفورمالديهايد، غاز عديم اللون، في الهواء.
الآثار الصحية للفورمالديهايد
في العام الماضي، أظهرت دراسة أن النساء اللاتي يستخدمن مستقيمات الشعر التي تحتوي على الفورمالديهايد مرات على الأقل أربع مرات في السنة يزداد خطر إصابتهن بسرطان الرحم. يحتوي الفورمالديهايد على آثار طويلة الأمد مثل تفاقم الربو والصداع وآثار قصيرة الأمد مثل الغثيان والدوار ومشاكل التنفس. أكثر من 150 منتجًا لتنعيم الشعر الكيميائي، مثل علاجات الكيراتين أو البلوت البرازيلي، يحتوي على الفورمالديهايد. اتهم النشطاء أيضًا الشركات بإخفاء الفورمالديهايد في قائمة المكونات الخاصة بهم.
العنصرية المعادية للسود وتأثيرها على استخدام تنعيم الشعر
على الرغم من انخفاض مبيعات مستقيمات الشعر الكيميائية، إلا أنها لا تزال جزءًا أساسيًا في صالونات الشعر السوداء. بالنسبة للكثيرين، السعي وراء الشعر المستقيم هو رد فعل متأصل للطريقة المهينة التي يتعامل بها الناس مع شعر السود منذ قرون. هناك حسابات للمستوطنين البيض يشبهون شعر الأفارقة بصوف الحيوانات. وكان بعض الأشخاص العبيد مضطرون لحلاقة شعرهم في محاولة للتخلص من ثقافاتهم الأفريقية. في لويزيانا، فرض قانون “تيجون” العنصري على النساء السود تغطية تسريحات شعرهن الطبيعية بأقمشة الرأس لتمييزهن كأعضاء في الطبقة المستعبدة وأيضًا لإخماد رغبات الرجال البيض.
الضغوط العنصرية للتشبه بالبياض
ضغوط العنصرية للتشبه بالبياض قد ألحقت الأذى بالأمريكيين السود على مر التاريخ. أدت عنصرية الشعر إلى قضية تمييز رائدة، رفعتها بيفرلي جينكنز. قضى القاضي لصالحها، قائلاً إن تسريحات الشعر الأفرو ستكون محمية بموجب القسم السابع من قانون حقوق المدني، الذي يحظر التمييز في مكان العمل بناءً على العرق أو الدين أو الجنس أو الهوية الوطنية. ولكن لا يزال يتعرض الأشخاص السود للعقاب بسبب شعرهم الطبيعي في مدارسهم ووظائفهم. وقد أدى ذلك إلى مرور حوالي عشرين ولاية لقانون CROWN، وهو قانون يحظر العنصرية في مكان العمل بناءً على نسيج الشعر الطبيعي وتسريحات الشعر الواقية مثل الضفائر أو الخصلات. وقد وجد الباحثون أن النساء السود ذوات التسريحات الطبيعية أقل احتمالًا لتلقي مقابلات عمل مقارنة بالنساء البيض أو النساء السود ذوات الشعر المستقيم.
التحديات التي تواجه النساء السود في العمل
عندما قدمت طلبًا للتدريب الطبي، قمت بتنعيم شعري ليكون مستقيمًا؛ كنت خائفة من أن الأشخاص الذين يقررون مستقبلي سيركزون على تجعيدي الطبيعي بدلاً من قدراتي الطبيعية كطبيبة. تم قبولي في برنامج التدريب الذي اخترته، لكن ذلك لم يمنع شعري من أن يكون موضوع الحديث. رأت مشرفتي غير السوداء تجعيدي الطبيعي ووصفته بأنه “ممتع”. قارنته بشعورها بأنها “تقضي عطلة في البحر الكاريبي”. وهنا تكمن التحديات: الانقياد لمعايير الجمال الأوروبية ليتم اعتبارك محترفًا، في حين تعرض صحتي للخطر لتلبية تلك المعايير. هذا النوع من الانتباه أثر على صحتي العقلية، وعلى صحة العديد من مرضاي.
تأثير العنصرية على الأطفال
ذات مرة، جاءت ابنة صديقتي، التي كانت تذهب إلى حضانة متفوقة بيضاء الغالبية، إلى المنزل مستاءة. “أتمنى لو كان لدي شعر مستقيم”، قالت لنا “ثم سأكون جميلة”. كان لديها شعر مجعد جميل وكثيف، لكنها بدأت تطلب من والدتها تنعيمه. هناك أدلة متزايدة على أن تجارب العنصرية المعادية للسود، مثل تلك التي تستهدف شعر الأفرو، يمكن أن تؤدي إلى أعراض اكتئابية، حتى الانتحارية، حتى في الأطفال.
الحاجة إلى حماية الشعر الطبيعي للنساء السود
أنا مرتاحة لأن تراخيص تنعيم الشعر التي تحتوي على الفورمالديهايد قد يتم سحبها من السوق، ولكن إذا كان الهدف هو حماية صحة النساء والفتيات السود، فيجب أن يكون بإمكانهن ارتداء شعورهن الطبيعي بأمان دون رسائل سلبية وعقوبات. يجب على المدارس أن تكون حذرة فيما يتعلق بالتعليقات العنصرية حول شعر الأفرو. يجب أن تضع أنظمة الإبلاغ الأفراد المسؤولين عن السلوكيات العنصرية المعادية للسود التي تستهدف تسريحات الشعر السود. يجب أن يصبح قانون CROWN قانونًا فيدراليًا، وليس قانونًا ولاياتيًا فقط. لا يجب أن يخشى الأطفال والبالغون السود فقدان وظائفهم أو مكانتهم في المدارس أو صحتهم بسبب شعورهم الطبيعي.
استنتاج
هذه مقالة رأي وتحليل، والآراء المعبر عنها من قبل المؤلف أو المؤلفين ليست بالضرورة تلك المعبر عنها من قبل “ساينتيفيك أميريكان”.
حقوق النشر والأذونات
أماندا جوي كالهون هي طبيبة مقيمة في طب الأطفال / البالغين في كلية ييل للطب / مركز دراسة الأطفال في جامعة ييل. إنها خبيرة في آثار الصحة العقلية للعنصرية المعادية للسود، مع التركيز على العنصرية الطبية، وهي تكتب حاليًا كتابًا حول هذا الموضوع.
اترك تعليقاً