تواجه تصريحات كريستيانو رونالدو في سبتمبر ترحيبًا حارًا من قبل الجميع حينما صرح بأن السعودية ستصبح يومًا ما موطنًا لواحدة من “الخمسة الكبار” في دوري كرة القدم العالمي. بالفعل، كان رونالدو يؤدي دوره كسفير لكرة القدم السعودية بكمالية. على الرغم من أن هذا الدوري لم يجذب اهتمامًا عالميًا كبيرًا على مر التاريخ، إلا أن الارتفاع السريع في شعبيته مؤخرًا، الذي تحفزه الاستثمارات الحكومية الكبيرة ووصول لاعبين عالميين، يعني أن تصريحات النجم البرتغالي تستحق أن تكون محل دراسة عن قرب.
الارتباطات مع الصين
غالبًا ما يتم ربط الارتفاع الأخير في الدوري السعودي المحترف بالصعود الذي شهدته الدوري الصيني الممتاز في أواخر العقد 2000. في ذلك الوقت، انفجرت كرة القدم المحلية في الصين بفضل تأسيس أندية جديدة واستثمار أصحاب المال الكبير في اسماء أوروبية كبيرة. قام أوسكار وهالك بالانتقال من تشيلسي وزينيت سانت بطرسبرغ إلى شنغهاي سيبي جي، بينما انتقل بولينيو وجاكسون مارتينيز إلى غوانغتشو إيفرجراندي من توتنهام وبورتو على التوالي.
كانت الصفقات الكبيرة والرواتب الضخمة هي السمة المميزة، وحققت بعض النتائج السريعة. بقيادة المدرب الإيطالي الأسطوري مارتشيلو ليبي، أصبح غوانغتشو إيفرجراندي أول نادٍ صيني يفوز بدوري أبطال آسيا في عام 2013.
بعد عامين، وبقيادة المدرب الفائز بكأس العالم لويز فيليبي سكولاري، تكرر الإنجاز مرة أخرى. كانت الصين مرشحة لتقديم عروض لاستضافة كأس العالم لكرة القدم للفيفا، وكانت الأمور تسير على ما يرام. ثم انفجرت الفقاعة.
ذكر كريس أتكينز، وكيل لاعبي كرة القدم في الفيفا وصحفي سابق عمل بشكل واسع في الصين، كيف بدأت الأمور تتفكك.
“أعتقد أن الفرق الرئيسية بين البلدين حاليًا هي أن الاستثمار السعودي هو بشكل فعال استثمار حكومي مباشر، بينما كانت الصين تشجع الشركات الخاصة على الاستثمار”، أوضح أتكينز.
“كانت المشكلة في أنك تجذب الانتباه عندما تكون رائد أعمال بارز في الصين. العديد من المستثمرين في كرة القدم واجهوا تحقيقات حكومية في وقت ما”، قال. “في ذلك الوقت، كان هناك انفجار في الاستثمار في الرياضة والترفيه في الصين، ولكن كان يستند إلى الائتمان السهل. بدأ أولئك الذين يمولون كرة القدم النادي بالتراجع عندما نفدت الائتمانات.”
على الرغم من الاختلافات في النهج بين السعودية والصين، يقول أتكينز إن الاضطراب المحتمل للوضع الحالي لكرة القدم هو موضوع يثير الجدل دائمًا.
“يشعر النظام الأوروبي بالخوف بالتأكيد الآن تجاه ما كان يشعر به في ذلك الوقت”، قال أتكينز. “وكذلك الاعتماد المتزايد للأندية على رسوم الانتقال الكبيرة عند محاولة التخلص من اللاعبين إلى المنطقة”، قال أتكينز.
وأوضح قائلاً: “الفرقة الكبيرة، أعتقد، هي أن السعودية تبدو أكثر استعدادًا للسماح بتدفق الأموال قبل رؤية العوائد. إن للبلد موارد لا تصدق، ولكن حتى في هذه الحالة، يجب أن نشكك في مدى استعداد الدول الأغنى في العالم لتكبد خسائر دون رؤية أي تقدم ملموس. ربما لن تمنح الصين أنديةها وقتًا طويلاً كهذا، ولكن أعتقد أن السعودية قد تفعل ذلك”.
ثقافة كرة القدم السعودية
يشعر رئيس الدوري السعودي المحترف نورا أيضًا بوجود اختلافات جوهرية في ثقافة كرة القدم بين البلدين. أكد نورا، الذي كان الرئيس التنفيذي لدوري الإمارات المحترف السابق وعمل مؤخرًا كنائب الرئيس والمدير العام في WWE آسيا والمحيط الهادئ، رغبته في أن يركز الدوري السعودي المحترف على صقل مساره الخاص.
“هناك ثقافة كرة قدم رائعة هنا بالفعل”، أكد نورا. “ثمانين بالمائة من سكان المملكة العربية السعودية مشتركون في كرة القدم بشكل ما، مما يجعلها مختلفة تمامًا عن الصين. هذا منتج حقيقي. لقد استمرت كرة القدم في هذا البلد لفترة طويلة، واستمر الدوري هنا لمدة 50 عامًا”، قال لـ العربية إنجليش.
“ولكن ما هو مهم لنا بشكل حاسم هو الدعم الذي يجب أن نقدمه لتحقيق وعدنا لقيادة السعودية – وتحقيقه بشكل مستدام. بالطبع، سيتعين علينا تصحيح الأمور وضبطها أثناء التقدم لنرى ما يعمل وما لا يعمل”، قال نورا.
“نريد تجربة أشياء جديدة ومبتكرة – ليس الأمر مجرد تقليد وفعل ما فعله الآخرون. من يعلم كيف ستتطور الأمور؟ إنها فرصة كبيرة للدوري السعودي المحترف ليكون رائدًا”.
اقرأ المزيد:
تصفيات كأس العالم لكرة القدم في السعودية: ثلاثة نقاط رئيسية
ثلاثة نقاط رئيسية بعد فوز الهلال في دربي الرياض
“آخر رقصة”: مواجهة ميسي ورونالدو في كأس موسم الرياض السعودية في عام 2024
اترك تعليقاً