تحقيق الصفر الصافي يتطلب تحويل سلاسل القيم بأكملها، بما في ذلك كيفية إنتاجنا واستهلاكنا وعيشنا.
التحديات التي تواجه الدول الناشئة
تتمتع الاقتصادات المتقدمة بالفخامة في الاستثمار في تحسين كفاءة الإنتاج وتحويل أنظمة الطاقة وتحسين الهياكل الاقتصادية، حيث يتم تحقيق ذروة الانبعاثات دون إلحاق الضرر بالاقتصادات الخاصة بهم.
ولكن بالنسبة للدول النامية، القصة مختلفة. لديهم موارد محدودة أو ميزانية لا تكفي لاستخدام التكنولوجيا ذات الانبعاثات المنخفضة أو لا يزالون بحاجة إلى نظام قائم على الوقود الأحفوري لتعزيز اقتصادهم.
نقص رأس المال يجعل من الصعب عليهم استغلال فرص الثورة الصناعية الرابعة. فهم محاصرون في دوامة مفرغة يرتبط فيها انبعاثاتهم بقدرتهم على النمو.
أهمية مشاركة الدول الناشئة في cop28
في مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي COP28، المعروف بأنه “أكثر مؤتمر COP شمولية على الإطلاق”، ستتاح للعالم فرصة أخيرة لجلب الدول الناشئة إلى الحوار.
لاحظ أن 59 اقتصادًا ناشئًا رئيسيًا يهيمنون الآن على زيادة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري؛ حيث كانوا مسؤولين عن حوالي 39 في المائة من زيادة الانبعاثات العالمية بين عامي 2010 و 2018.
بدون جعلها أكثر استدامة أو معالجة إنتاجها واستهلاكها، ستستمر هذه الدول في زيادة انبعاثات الكربون.
في COP28، من الضروري أيضًا مناقشة التمويل والمساعدات لدعم الدول الناشئة الأقل تطورًا ولكنها تنمو بسرعة.
الفرص المتاحة للدول الناشئة
تكمن بعض أكبر الفرص في تحديث البنية التحتية الصناعية الحرجة في القطاعات التي يصعب الحد من انبعاثاتها.
على سبيل المثال، ستشهد صناعة تكرير النفط، وهي أكبر صناعة منبعثة في العالم، انخفاضًا بنسبة 10 في المائة في الانبعاثات من عام 2020 إلى 2030 إذا تمكنت من تحسين كفاءة التكرير وتحديث تكنولوجيا معالجة الزيت الثقيل.
بالمثل، يمكن أن تساعد حلول مثل الكفاءة الحرارية والتقاط وتخزين الكربون، بالإضافة إلى المواد الإسمنتية المكملة، في تقليل انبعاثات صناعة الأسمنت، التي تعد مسؤولة عن 5 إلى 8 في المائة من ثاني أكسيد الكربون الناتج عن النشاط البشري على مستوى العالم، بشكل كبير.
يمكن أن يقلل تحويل صناعة الأسمنت وحدها من انبعاثات الدول الجنوبية العالمية السنوية بنسبة 65 في المائة بحلول عام 2050 ومن انبعاثاتها التراكمية بنسبة 48 في المائة مقارنة بعام 2020.
علاوة على ذلك، تظهر محاكاة بحثي المستمر حول القطاعات الناشرة للانبعاثات العالية في المدن الصينية أنه يمكن تقليل ما يصل إلى 31 في المائة من انبعاثات البلاد إذا تم تحديث جزء صغير نسبيًا من البنية التحتية القائمة بأحدث التقنيات.
التحديات التي تواجه الدول المتقدمة
على الرغم من أن COP28 هو فرصة لدعم الدول النامية، إلا أنها فرصة أيضًا للدول المتقدمة للتفكير في أنفسهم.
لقد ذكرت أهمية معالجة طرق الإنتاج. ولكن ما هو مهم بنفس القدر هو تغيير سلوك البشر والانتقالات الاجتماعية التكنولوجية والأدوات المالية مثل تسعير الكربون، كما أكدته تقرير التقييم السادس للجنة المشتركة للتغير المناخي.
تسلط بحثي المستمر الضوء على الإمكانات الكبيرة التي لم تستكشف بعد لاعتماد تغييرات نمط الحياة ذات الانبعاثات المنخفضة، والتي يمكن أن تقلل انبعاثات العالم بنسبة تقارب 20 في المائة.
سيقلل انبعاثات النظام الغذائي العالمي، الذي يسهم بنسبة 30 في المائة من الانبعاثات البشرية، بنسبة 17 في المائة أو 1.94 جيجاتون إذا استطاع العالم اعتماد نظام النظام الغذائي الصحي المستدام EAT-Lancet.
هذه فرص هائلة وذات صلة خاصة بالدول المتقدمة.
على الرغم من أن الدول النامية قد تنبعث منها مئات الأطنان من ثاني أكسيد الكربون سنويًا من الإنتاج، إلا أن أثرها الكربوني للفرد ضئيل بالمقارنة مع الدول المتقدمة.
من الجدير بالذكر أيضًا أن أغنى 10 في المائة من سكان العالم مسؤولون عن نحو نصف انبعاثات الاستهلاك العالمية. بينما يساهم الفقراء الذين يشكلون 50 في المائة فقط في حوالي 10 في المائة.
تظهر هذه الفجوة الهائلة الحاجة إلى نهج شامل في COP28.
الخلاصة
نعلم أن الدول المتقدمة ستحتل مكانها على الطاولة، كما هو الحال دائمًا، ويجب أن يكون هناك تركيز قوي على تقليل الاستهلاك في هذه الاقتصادات.
ولكن ما يجعل COP28 قادرًا على تغيير اللعبة هو أن الدول الناشئة أيضًا ستجد أصواتها مسموعة – ويجب أن نستمع.
Source: https://www.arabnews.com/node/2419431
اترك تعليقاً