تشير التوقعات العالمية الأخيرة من ستاندرد تشارترد إلى أن نمو مجلس التعاون الخليجي من المرجح أن يتباطأ في عام 2023 بسبب تراجع المساهمات من الهيدروكربونات، ومع ذلك، من المرجح أن يستمر الزخم في قطاعات غير الهيدروكربونات. في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، كان القطاع الصناعي الأكثر نشاطًا في عام 2022، حيث بلغت نسبته 23٪ من جميع الصفقات. ارتفع عدد الصفقات إلى رقم قياسي بلغ 1200 صفقة، مقارنة بـ 1141 في عام 2021، في حين بلغت قيمة صفقات الاندماج والاستحواذ 85.2 مليار دولار مقارنة برقم قياسي بلغ 109.10 مليار دولار في العام السابق.
توقعات النمو في المملكة العربية السعودية
تبدو الأوضاع جيدة للغاية في المملكة العربية السعودية في عام 2023، حيث من المتوقع أن يصل إجمالي الاستثمار الصادر من المملكة إلى 10.9 مليار دولار عند تأكيد أرقام النصف الأول من العام، وهو أكثر من ثلث المجموع المتوقع لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا البالغ 31.9 مليار دولار، وفقًا لشركة بيانات ريفينيتيف.
الاستثمارات الصادرة والاندماج والاستحواذ في المنطقة
تستمر النشاطات في مجال الاندماج والاستحواذ في الوصول من قاعدة مستثمرين متنوعة ومتزايدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث يبحث الشركات المقرة في المنطقة والسيادية والمؤسسات غير الحكومية بنشاط عن فرص. في بداية الربع الثاني من عام 2023، اكتسبت شركة النفط السعودية حصة بنسبة 10٪ في شركة رونغشنغ بتروكيماويات الصين، بقيمة 3.58 مليار دولار.
الاستثمارات والإصلاحات الاقتصادية في المملكة العربية السعودية
تشير التحليلات إلى أن المملكة العربية السعودية ليست مكانًا جذابًا فقط للاستثمارات، ولكنها أيضًا مكانًا لجذب رؤوس الأموال منه. قد أدت إصلاحات التنويع والاستثمارات الكبيرة في بناء قطاعات جديدة مثل التكنولوجيا والطاقة المتجددة والتجارة الإلكترونية وتحديث الموانئ والخدمات اللوجستية والرعاية الصحية والتعليم والبنية التحتية إلى نمو اقتصادي شامل في البلاد.
الاستثمارات السعودية في الخارج
في العام الماضي، اكتسبت الشركة الفرعية لصندوق الاستثمارات العامة السعودي حصة بنسبة 35.3٪ في شركة أولام أجري هولدنجز المحدودة في نيجيريا بقيمة 1.24 مليار دولار. كما تمتلك الشركة الفرعية حصة بنسبة 8.3٪ في نينتندو، مما يجعلها أكبر مستثمر أجنبي في شركة الألعاب اليابانية.
التوقعات المستقبلية
تعمل الحكومة السعودية بتحقيق الانضباط المالي القوي ودعم الأعمال والمستهلكين، مما يخلق بيئة ملائمة للشركات المحلية والإقليمية والدولية للبحث عن الاستحواذات. ومن المتوقع أن تستمر الصورة الإيجابية في المستقبل.
نمت اقتصاد المملكة العربية السعودية بنسبة 1.1٪ في الربع الثاني من عام 2023، بفضل الأنشطة غير النفطية. وقد قدمت المملكة 140 مشروعًا للاستثمار في القطاع الخاص، إلى جانب بيع الأصول والشراكات في 17 قطاعًا بما في ذلك الرعاية الصحية والطيران. وهناك 300 مشروع آخر قيد التقييم. برامج الإصلاح الاقتصادي ووسائل الاستثمار – بما في ذلك رؤية المملكة العربية السعودية 2030 وصندوق الاستثمارات العامة – هي إشارات قوية للمستثمرين العالميين.
عبر المنطقة بأكملها، يتعين على صناديق الثروة السيادية تحقيق الأهداف الرئيسية المحددة في مشاريع التنويع الرئيسية. تواصل الحكومة السعودية فتح الاستثمارات والكفاءات من خلال خصخصة الشركات الحكومية الرئيسية وفي بعض الحالات، القطاعات بأكملها.
من هذا المعلومات، يمكننا أن نستنتج أنه عندما يتعلق الأمر بنشاط الاندماج والاستحواذ والتنويع الاقتصادي، فإن المملكة العربية السعودية وجيرانها لا يزالون في بداية الطريق.
• مازن البنيان هو الرئيس التنفيذي لستاندرد تشارترد في المملكة العربية السعودية. تنويه: الآراء المعبر عنها في هذا القسم هي آراء الكتاب ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر عرب نيوز.
Source: https://www.arabnews.com/node/2415176
اترك تعليقاً