تفسير الأخبار

تقتل موجات الحرارة

تزداد درجات الحرارة المرتفعة خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الحرارية، وهي حالة تحدث عندما لا يستطيع الجسم تنظيم درجة حرارته من خلال التعرق. يمكن أن يؤدي ذلك إلى فشل وظائف الأعضاء المتعددة والوفاة.

من بين الأشخاص الأكثر عرضة للحرارة المفرطة هم كبار السن الذين يصعب عليهم تبريد أنفسهم بسبب حساسية غدد العرق للإشارات الكيميائية من الدماغ. كما أنهم أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب.

التقرير الصادر عن مجلة The Lancet يقدر أنه في أفريقيا، توفي 11% من كبار السن بسبب الحرارة المفرطة خلال الفترة من 2017 إلى 2022 مقارنة بالفترة الأساسية من عام 2000 إلى 2005 – عند قياسها كنسبة من الوفيات لكل 100,000 شخص. كانت الزيادة المعادلة لأوروبا 8.8% و7% لأمريكا الجنوبية وأمريكا الوسطى خلال نفس الفترة الزمنية.

الرضع الذين تقل أعمارهم عن سنة واحدة أيضًا عرضة للخطر الشديد الناجم عن الحرارة المفرطة، نظرًا لأن الأنظمة التي تنظم درجة حرارة أجسامهم لم تكتمل بعد.

موطن للملاريا

تساهم الاحتباس الحراري في انتشار الأمراض المعدية في مناطق جديدة. فمثلاً، الملاريا التي تسببها طفيليات البلازموديوم فالسيباروم وبي فيفاكس – تنتقل إلى البشر عندما تلد البعوض الأنوفيلة الحاملة للطفيليات. يزدهر البعوض في درجات الحرارة الأعلى ويضع بيضه في المياه الراكدة.

قدر العلماء في مركز برشلونة للحوسبة العلمية في إسبانيا أن ما يقرب من 10% من مساحة الأرض في العالم التي كانت في السابق جافة أو باردة جدًا لا تصلح لنقل الملاريا فالسيباروم خلال الفترة من 1951 إلى 1960 أصبحت مناسبة لنقل الملاريا من عام 2013 إلى 2022. خلال نفس الفترة، أصبحت حوالي 17% من الأراضي التي كانت غير مناسبة لنقل الملاريا بي فيفاكس مناسبة الآن. تعتبر المناطق مناسبة لنقل الملاريا إذا كانت تحتوي على مستويات مناسبة من الأمطار والرطوبة ودرجات الحرارة التي يمكن أن تنتشر فيها الملاريا لمدة شهر واحد على الأقل في السنة، في المتوسط، على مدى عقد.

تزيد الظروف الأكثر دفئًا أيضًا من معدل انتشار الأمراض الفيروسية مثل حمى الضنك والزيكا والشيكونغونيا، وتوسع نطاق البكتيريا الضارة من جنس فيبريو.

تزيد الجفاف المتزايد وارتفاع مستويات سطح البحر وتقليل الوصول إلى مياه نظيفة والهجرة أيضًا من أماكن تكاثر الأمراض، خاصة في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط، وفقًا لـ لو الذي يعمل أيضًا في المؤسسة الكاتالونية للبحوث والدراسات المتقدمة في برشلونة. “يمكن أن تزيد مجموعة من التغيرات المناخية وتغيرات الاستخدام الأرضي والممارسات الزراعية من خطر انتقال الأمراض من الحيوانات إلى البشر مما يؤدي بالطبع إلى الأوبئة”، يقولون.

الحرارة والجوع

مع ارتفاع درجات الحرارة في العالم، يفقد المزيد من الأشخاص الوصول إلى الغذاء الآمن والمغذي. تقتل الحرارة العالية والجفاف المحاصيل وتعني الظواهر الجوية المتطرفة أن العمال في الهواء الطلق لا يستطيعون العمل، لذلك يفقدون دخلهم ويواجهون صعوبة في تحمل تكاليف الطعام الكافية. “إنها دورة مفرغة. يجعل عدم الأمن الغذائي الناس أكثر عرضة للأمراض، مما يقلل من قدرتهم على العمل، وبالتالي يكسبون أقل دخل لشراء الطعام”، يقول شورو داسغوبتا، خبير اقتصادي بيئي في مركز البحر الأبيض المتوسط للتغير المناخي في فينيسيا، إيطاليا.

بناءً على نموذج رياضي استخدموا فيه البيانات السابقة حول تأثير الموجات الحارة والجفاف على عدم الأمن الغذائي، قدر داسغوبتا وآخر، إليزابيث روبنسون في معهد غرانثام لأبحاث تغير المناخ والبيئة في لندن أن 127 مليون شخص إضافي سيعانون من عدم الأمن الغذائي المعتدل إلى الشديد نتيجة لتغير المناخ في عام 2021 مقارنة بالفترة الأساسية من عام 1981 إلى 2010. يعني عدم الأمن الغذائي الشديد أمورًا مثل نفاد الطعام أو الامتناع عن تناول وجبات طعام لمدة يوم كامل.

التكيف للبقاء على قيد الحياة

إذا تمكنت البلدان من أن تصبح أكثر مرونة في مواجهة التغيرات المناخية، ستتحقق فوائد صحية، يقول الباحثون.

وجد دومينيك نيفيتون، عالم مناخ في جامعة ساسكس في المملكة المتحدة، أن عدد الوفيات الناجمة عن العواصف والفيضانات انخفض من متوسط 86 حالة وفاة لكل حدث خلال الفترة من 1990 إلى 1999، إلى 16 حالة وفاة خلال الفترة من 2013 إلى 2022 في البلدان التي تصنف على أنها “متقدمة للغاية” وفقًا لمؤشر التنمية البشرية، وهو مقياس يعتمد على ملف البلد في التعليم والصحة ومستوى المعيشة. يمكن أن يعزى هذا الانخفاض إلى جهود التكيف، مثل تقييد البناء في المناطق الساحلية ذات المخاطر العالية وبناء هياكل دفاعية تحمي من الفيضانات السريعة، يقول نيفيتون.

المصدر: تقرير The Lancet Countdown عام 2023

المصدر: ت
Source: https://www.nature.com/articles/d41586-023-03804-x

اقرأ ايضا

Tags: أخبار, اقتصاد, الأمراض, التغيرات, الحرارة المفرطة, الدخل, العمل, العواصف, برشلونة, عقد, فوائد, مخاطر, وظائف