تعتبر مكافحة التدخين واحدة من أكبر التحديات الصحية التي تواجه العالم حاليًا. وتعمل الحكومات في جميع أنحاء العالم على اتخاذ إجراءات للتصدي لهذه الأزمة الصحية العامة الكبيرة. وفي هذا السياق، قررت فرنسا حظر التدخين على الشواطئ والحدائق في محاولة للحد من انتشار هذه العادة الضارة. وتعتبر فرنسا واحدة من الدول التي لا يزال فيها ربع البالغين يدخنون. وبجانب ذلك، تعمل الحكومة الفرنسية على رفع الضرائب على السجائر وحظر السجائر الإلكترونية ذات الاستخدام الواحد في المستقبل القريب. تهدف هذه الإجراءات إلى الحد من معدلات التدخين العالية في فرنسا، حيث يدخن 25% من البالغين الفرنسيين وفقًا لدراسة أجرتها مجلة بي إم سي للصحة العامة في عام 2018.
التدابير الأخرى في العالم
ليست فرنسا هي الدولة الوحيدة التي تعمل على مكافحة التدخين. فقد أعلنت الحكومة الأسترالية أيضًا عن حظر استيراد السجائر الإلكترونية ذات الاستخدام الواحد اعتبارًا من الأول من يناير، بهدف الحد من انتشار الفيبينغ بين الشباب. ومن المقرر أن يتم تقديم تشريعات تحظر السجائر الإلكترونية بشكل كامل في العام المقبل. وتأتي هذه الخطوات في فرنسا وأستراليا بعد شهر من تقديم رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك مقترحًا يهدف إلى رفع سن التدخين في المملكة المتحدة بمقدار سنة واحدة كل عام حتى لا يتمكن أحد قانونيًا من شراء التبغ. وقال سوناك إنه يهدف إلى خلق جيل “خالٍ من الدخان” في بريطانيا، مما يعني أن الأطفال الذين ولدوا بعد عام 2008 لن يتمكنوا أبدًا من شراء منتجات التبغ قانونيًا.
التحديات والمعارضة
على الرغم من هذه الجهود لمكافحة التدخين، هناك بعض التحديات والمعارضة. فقد تم إلغاء قانون في نيوزيلندا الذي كان يعتبر نموذجًا للإقلاع عن التدخين. حيث تم تمرير قانون في العام الماضي كان من المفترض أن يقلل من كمية النيكوتين في السجائر ويقلل تدريجيًا من عدد بائعي التبغ المرخصين حتى عام 2027، عندما يصبح بيع منتجات التبغ غير قانوني لأي شخص ولد بعد الأول من يناير 2009. ثم كان من المفترض أن يرفع سن التدخين كل عام حتى يصبح من غير القانوني للسكان بأكملهم شراء السجائر. ولكن الحكومة الجديدة في نيوزيلندا قررت إلغاء القانون لتجنب إنشاء “سوق سوداء ضخمة”.
التدخين في العالم
تعتبر الأمراض المرتبطة بالتدخين واحدة من أكبر أسباب الوفاة في العالم. وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يموت أكثر من 8 ملايين شخص سنويًا بسبب أمراض مرتبطة بالتدخين. وتستخدم 22.3% من سكان العالم أنواعًا مختلفة من التبغ. وقد انخفضت معدلات التدخين بشكل كبير منذ التسعينيات، وقد قامت الدول باتخاذ محاولات مختلفة للإقلاع عن التدخين على مر العقود، بما في ذلك فرض قيود على التدخين في الأماكن العامة. وكان قانون الهواء الداخلي النظيف في ولاية مينيسوتا أول قانون على مستوى الولاية في أمريكا يتطلب وجود مناطق مخصصة للتدخين في الأماكن العامة في عام 1975، وتم حظر التدخين رسميًا على جميع رحلات الطيران المحلية في الولايات المتحدة في عام 1990. وفي عام 2004، حظرت أيرلندا التدخين في الأماكن المغلقة في الحانات وأماكن العمل، واتبعتها عدة دول، بما في ذلك النرويج ونيوزيلندا وأوغندا. وفي وقت سابق من هذا العام، أقرت المكسيك واحدة من أشد قوانين مكافحة التدخين في العالم بحظر التدخين في أي مكان عام.
حقائق مثيرة للاهتمام
تعتبر بوتان، وهي دولة في جنوب آسيا، من بين الدول التي حظرت بيع وتصنيع وتوزيع منتجات التبغ اعتبارًا من عام 2010، ولكنها عكست القانون في عام 2020 بسبب جائحة كوفيد-19. وذلك بهدف السيطرة على انتقال الفيروس عبر الحدود من قبل المهربين، حيث رفعت البلاد الحظر الذي استمر عقودًا على المبيعات ولكنها أبقت على قيود الإنتاج والتصنيع. وتعتبر ناورو، وهي دولة جزيرة صغيرة شمال شرق أستراليا، من بين الدول التي تعاني أعلى معدل تدخين في العالم، حيث يدخن 42.1% من سكانها وفقًا لتقرير نيوز أند وورلد ريبورت.
اترك تعليقاً