يتطلب بناء جسم يمكنه الفوز على أعلى مستوى من محترفي كمال الأجسام تضحية خارقة للإنسان، وتدريبًا مكثفًا وحظًا جينيًا جيدًا. ووفقًا للأشخاص الملمين بثقافة كمال الأجسام ونتائجها، فإنه لا يمكن تحقيق ذلك بدون تعاطي المخدرات غير القانونية واستعداد لدفع الثمن البدني والعقلي للجسم.
صعوبة الوصول إلى البطاقة المهنية
أكثر من عشرة علماء ومدربين وحكام ومتنافسين تمت مقابلتهم لهذا التقرير قالوا إن الحصول على بطاقة مهنية، وهي تذكرة الهواة للانضمام إلى الرتب المحترفة، صعب جدًا بدون استخدام الستيرويدات الأنابولية. وفيما يتعلق بالفوز بلقب مهم، ضحك العديد من الأشخاص على هذا السؤال.
التأثير على الجسم
على الرغم من أن كمال الأجسام يستغرق سنوات من رفع الأثقال وتضخيم كل عضلة، إلا أنه ليس هناك حاجة لإظهار القوة أمام الحكام بخلاف القدرة على الوقوف في وضعيات على المسرح. يحتاجون فقط إلى أن يبدوا قويين.
المخاطر الصحية
يقوم بعض المتنافسين وعدد متزايد من المعجبين الشباب، في الغالب من الذكور، بملاحقة هذا الشكل من خلال لعبة مخاطرة غير مسؤولة من الأدوية الدوائية التي تزداد خطورتها وتعقيدًا مع زيادة الحجم البدني على حساب الشكل القوام الكلاسيكي. يستخدمون مجموعة متنوعة من الستيرويدات والأدوية الأخرى لبناء العضلات، ثم يضيفون مركبات تهدف إلى حرق الدهون أو تقليل الشهية أو تجفيف الماء من تحت الجلد. قد يعوضون عن أسوأ الآثار الجانبية بمجموعة أخرى من الأدوية والفيتامينات والمكملات الغذائية. النتيجة يمكن أن تكون أجسامًا غريبة تبدو لا تقهر ولكنها غالبًا هشة جدًا.
التأثير على القلب والأوعية الدموية
على الرغم من أن العديد من الأدوية الشائعة المستخدمة في كمال الأجسام يمكن أن تؤثر على القلب، يعتبر الستيرويدات المشتبه فيها بأنها السبب الرئيسي في تضخم القلب بشكل خطير الذي يتطور لدى بعض متنافسي كمال الأجسام، وفقًا لبيان شامل صادر عن الجمعية الهرمونية. يمكن أن يؤدي تنامي حجم البطين الأيسر للقلب وتكاثف جدرانه إلى تقليل قدرته على الضخ بشكل جيد. يمكن أن ترفع جرعات عالية من الستيرويدات أيضًا ضغط الدم وتزيد من نسبة الكولسترول وتزيد من خطر النبض غير النظامي وتجلط الدم والنوبات القلبية والسكتات الدماغية.
التأثير على الجهاز التناسلي
نظرًا لأن هرمون التستوستيرون هو هرمون تناسلي رئيسي، فإن بعض التأثيرات الأكثر وضوحًا وأفضل الوثائق عن تناول الستيرويدات تظهر في الجهاز التناسلي. يبدأ الفوضى في الدماغ، حيث ينبه الهرمونات الجديدة العديد من الهرمونات المسؤولة عن تنظيم الأعضاء التناسلية بأن الجسم يحتوي على كمية زائدة من التستوستيرون.
التأثير على الدماغ
ربما لا يكفي “الغضب الهرموني” لوصف الآثار المعقدة التي يبدو أن الستيرويدات تؤثر على عقول بعض المستخدمين. ربط الباحثون بين سوء استخدام الستيرويدات والعدوانية والعنف واضطرابات المزاج الرئيسية والأرق والاكتئاب وفي حالات نادرة، الذهان والانتحار. هناك أدلة أخرى تشير إلى الاعتماد المزمن، وبعض الدراسات تشير إلى تراجع القدرات العقلية لدى المستخدمين طويلة الأجل.
الأعضاء الأخرى
نمط حياة كمال الأجسام – حتى بدون مزيج من الهرمونات الإضافية – يعتبر قاسيًا على الأعضاء، لذا غالبًا ما يتناول متنافسو كمال الأجسام مجموعة متنوعة من الفيتامينات والمكملات الغذائية لتعزيز صحة الكبد والكلى والقلب والأمعاء. النظام الغذائي العالي في البروتين والجفاف يجعل الكلى تعمل بجد أكبر، مما يمكن أن يؤثر على وظيفتها ويسبب تلفًا وأمراضًا. يمكن أن تضر الستيرويدات والأدوية الأخرى الكبد، وهو نظام الترشيح في الجسم. الكبد مرون وعادة ما يتعافى، ولكن استخدام الستيرويدات الثقيلة طويلة الأجل يزيد من احتمالية التسبب في أضرار طويلة الأمد.
التدريب: ساعات في الصالة الرياضية
رفع الأثقال الثقيلة هو التمرين المفضل لبناء العضلات. يقضي معظم كمال الأجسام الأعلى عادة حوالي ساعتين في الصالة الرياضية – أحيانًا أكثر – خمسة أو ستة أيام في الأسبوع، بدون احتساب ساعات تنسيق وممارسة روتينات الوضعيات التي ستظهر أفضل ممتلكاتهم للحكام. يحتاجون إلى ميكانيكا رفع مثالية تقريبًا، وفقًا لخوان بلا، مدرب سابق لكمال الأجسام الطبيعي. يمكن أن يعاني الرافعون ذوو التقنية السيئة من إصابات الكتف والرقبة وأسفل الظهر والفخذ وحتى مرض التنس. تمزق الأوتار شائع بين مستخدمي الستيرويدات. عادة ما تنمو الأوتار والعضلات معًا، مثل الأزواج المتطابقة. ولكن يمكن أن تجعل الستيرويدات العضلات تنمو بشكل كبير جدًا بحيث لا يمكن للأوتار دعمها.
النظام الغذائي: “لعبة عقلية”
يتدرب كمال الأجسام في مرحلتين رئيسيتين: زيادة الكتلة العضلية والتقليل منها. في مرحلة زيادة الكتلة العضلية، يقومون بتناول كميات كبيرة من الطعام ذي البروتين العالي وشرب مشروبات البروتين – حتى 12،000 سعرة حرارية في اليوم لبعض الرجال. يمكن أن يستخدموا هرمونات الببتيد المحفزة للشهية لكي يتمكنوا من تناول الكميات الهائلة من الطعام. قد يحقنون الأنسولين قبل وجبة الطعام لمساعدة بناء العضلات وتخفيف آثار زيادة هرمون النمو على مستوى السكر في الدم. يمكن أن يسبب الأنسولين انخفاضًا كبيرًا في مستوى السكر في الدم ويسبب الارتباك والتشنجات وفي حالات نادرة الموت.
النساء: “تغيير جسمك إلى الأبد”
تعتبر الستيرويدات منشطة للذكورة بطبيعتها، لذا فإن النساء اللواتي يتناولنها من المرجح أن يشهدن تغيرات في مظهرهن بالإضافة إلى زيادة حجم العضلات. غالبًا ما يتقلص حجم الوركين والثديين لدى النساء مع إعادة توزيع الدهون في نمط ذكوري. زراعة الثدي شائعة بين نساء كمال الأجسام. قد ينمو الشعر على الوجه والصدر لدى النساء. قد يحدث تساقط الشعر على نمط الذكورة. حب الشباب شائع. تتسم الأحبال الصوتية بالسمك، مما يجعل أصواتهن أعمق بشكل دائم. قد ينمو العضو التناسلي الخارجي ويصبح أطول، وهو حالة تسمى تضخم العضو التناسلي الخارجي والتي تؤدي في كثير من الأحيان إلى تشقق الجلد الحساس. قد ينمو الفك الأكبر أو الحاجب الأكثر بروزًا لدى النساء اللواتي يتناولن هرمون النمو. حتى النساء اللواتي لا يتناولن هرمون النمو الإضافي قد يشهدن بعض التغييرات في الوجه، لأن الستيرويدات وهرمون التستوستيرون يحفزان الجسم على إفراز هرمون النمو الطبيعي بشكل أكبر من المعتاد.
الأسباب
نادرًا ما يكون المال هو الدافع، حيث يمكن للقلة فقط أن تعيش من كمال الأجسام وحده. بالنسبة لبعض الأشخاص، يكون السباق هو الدافع. بالنسبة للبعض الآخر، يكونون يبحثون عن اختصار. يقول بعض متنافسي كمال الأجسام الشباب، بفضل وسائل التواصل الاجتماعي، أنهم يلجأون إلى الأدوية كمسار للحصول على الرضا الفوري. يتخطون الأسس التدريبية والتغذوية الجيدة والراحة والاستراحة. بالنسبة للبعض، يسعون إلى النجاح في أماكن لم يكن مقصودًا الذهاب إليها. يقول بعضهم أنهم يحبون أن يكونوا ضخمين. يقول بعض متنافسي كمال الأجسام إنه يريد أن يبدو مثل الهالك المذهل. يقول آخرون أنهم يحبون أن يكونوا كبارًا.
الختام
يقول بعض متنافسي كمال الأجسام إنهم يعلمون أن استخدام الستيرويدات سيقصر عمرهم بخمس سنوات، ويأملون أن يكون أقل بكثير من أولئك الذين يتناولون المزيد من الأدوية. ويقولون إنه سيكون مستحقًا – “بالكاد، ولكن نعم”.
اترك تعليقاً