في عام 2012، تمكنت حملة تمويل جماعي على Indigogo من جمع الأموال اللازمة لشراء موقع برج Wardenclyffe في Long Island، نيويورك، حيث حاول المخترع الصربي نيكولا تسلا بناء محطة انتقال لاسلكية طموحة. كان الهدف هو جمع الأموال الإضافية لبناء مركز تسلا العلمي بقيمة 20 مليون دولار هناك، بمتحف ومركز تعليمي وبرنامج للابتكار التكنولوجي. أخيرًا، بدأت المجموعة غير الربحية التي تقف وراء المشروع الأساسي في أبريل بعد سنوات من العمل في الترميم الأساسي، لكنها واجهت ضربة مدمرة الأسبوع الماضي، قبل يومين من عيد الشكر، عندما اندلع حريق.
الحريق والأضرار
استجاب أكثر من 100 رجل إطفاء من 17 إدارة محلية وتصارعوا مع النيران طوال الليل، حيث أدت الجمرات المتبقية إلى اندلاع حريقين إضافيين. تعرض أحد رجال الإطفاء لكدمات في الأضلاع بعد سقوطه من سلم، لكن لم يكن هناك إصابات أو وفيات أخرى. بمجرد إخماد الحريق، استدعت المجموعة المسؤولة عن المشروع مهندسيها لتقييم الأضرار وتقديم توصيات للإصلاحات. في حين أن التحقيق لا يزال جاريًا بشأن سبب الحريق، قال رئيس الإطفاء شون مكاريك خلال مؤتمر صحفي يوم الثلاثاء 28 نوفمبر إنهم استبعدوا فرضية الحرق العمد. ووفقًا للمهندس المعماري للمشروع مارك ثالر، لم يكن هناك أي شيء قابل للاشتعال في المختبر يمكن أن يتسبب في الحريق، على الرغم من أن المباني الخلفية كانت لها أسقف خشبية.
الأضرار والتحديات المستقبلية
المبنى الأصلي المبني من الطوب، الذي صممه ستانفورد وايت، لا يزال قائمًا، على الرغم من وجود أضرار كبيرة في هيكل السقف والأعمدة الفولاذية والمداخن والقبة وجزء من الجدار. تم تدمير بعض العناصر بشكل لا يمكن إصلاحه، ولكن لحسن الحظ تم تخزين جميع القطع الأثرية في مجموعة TSC في مكان آخر. أكثر القلق هو أن الماء من خراطيم الإطفاء اشبع الجدران الطوبية، وفقًا لثالر، حيث يمكن أن يتجمد هذا الرطوبة في درجات الحرارة الشتوية الباردة المقبلة ويتسبب في تفكك وانهيار الجدران الطوبية. كما أوصى المهندسون بإضافة دعامات جدارية استراتيجية للداخل والخارج لتعزيز الهيكل.
حملة التمويل الجديدة
تأتي كل هذه التحديات بتكلفة باهظة: 3 ملايين دولار للتدبير الفوري لإغلاق السقف وتجفيف المبنى لمنع حدوث مزيد من الأضرار. كان المبنى مؤمنًا، ولكن هذا التأمين لن يكون كافيًا لتغطية التكلفة. أنشأت مجموعة TSC حملة Indiegogo لمدة 60 يومًا لجمع تلك الأموال، وهي منفصلة عن الـ 14 مليون دولار التي جمعتها بالفعل نحو هدفها المستهدف البالغ 20 مليون دولار. وقال المدير التنفيذي لـ TSC مارك أليسي: “أفضل طريقة للمساعدة في الوقت الحالي هي التبرع إذا كنت تستطيع ذلك. لم نحتاجها أبدًا أكثر من الآن. نحتاج إلى تأمين هذا المختبر، ووقف تسرب المياه والأضرار المستقبلية. ثم نحتاج إلى إكمال هذا المشروع.”
تأثير الحريق على التاريخ
شارك السيناتور الولاية نيويورك أنتوني بالومبو بين الشخصيات المهمة المحلية في المؤتمر الصحفي. وذكر الحاضرون أن مختبر تسلا الخاص بنيكولا تسلا – الطابق الرابع في مبنى في شارع ساوث فيفث أفينيو في مانهاتن – قد احترق في مارس 1895، مما أدى إلى تدمير المخترع. “أنا في حالة حزن شديدة لا أستطيع التحدث”، قال تسلا لصحيفة نيويورك تايمز في ذلك الوقت. “عمل نصف حياتي، تقريبًا: جميع أدواتي الميكانيكية وأجهزتي العلمية، التي استغرقت سنوات لإتقانها، اجتاحتها النيران في حريق استمر ساعة أو ساعتين. كيف يمكنني تقدير الخسارة بأموال وسنتات بسيطة؟ كل شيء ذهب. يجب أن أبدأ من جديد”.
على الرغم من ذلك، استمر تسلا في الصمود وأنشأ مختبرًا جديدًا لمواصلة بحوثه. وقد تعهدت مجموعة TSC وأنصارها بالقيام بالشيء نفسه، على الرغم من أن جدول الانتهاء سيتأخر الآن. سيتم عقد حدث إضاءة شجرة العيد كما هو مخطط في الموقع في 2 ديسمبر. وقال جون جايمان، نائب المدير التنفيذي لمقاطعة سافولك: “المباني تحترق ويمكن إعادة بناؤها. لكن الأفكار التي تقف وراءها، والشخص، والتاريخ، والسرد الذي تم إنشاؤه قبل أكثر من 100 عام لا يزال موجودًا، وسيستمر ذلك”.
اترك تعليقاً